أعمال العنف والارهاب والإقصاء السياسي تهـدد مشـروع الدولـة


لقاء / أسماء حيدر البزاز –

> التدخلات الاقليمية أبرز التحديات أمام مسار التسوية السياسية

> إعداد مسودة الدستور وصولا إلى انتخابات ديمقراطية الخطوة الأولى نحو المصالحة الوطنية

> الإعلام خذل المرحلة وفقدت معظم الوسائل مصداقيتها لانجرارها وراء قوى السطح السياسي

الدكتور مفتاح الزوبة أستاذ كلية الإعلام بجامعة صنعاء ومدرب في معهد التدريب والتأهيل الإعلامي للمذيعين في قنوات اليمن الفضائية وسبأ والإيمان و كاتب صحفي للعديد من الصحف المحلية والمواقع الإخبارية ,, تحدث لـ(الثورة) عن التحديات التي تعيق مسار التحول السياسي في اليمن وعن دور المجتمع الدولي في دعم المرحلة الانتقالية للبلاد ,, مناقشا عدداٍ من القضايا الوطنية في هذا اللقاء:

* برأيكم ,, ما أبرز التحديات التي تعيق المسار السياسي في البلاد ¿
– من أبرز المعوقات الملموسة التدخلات الإقليمية في هذا البلد انسياقاٍ مع الصراعات الإقليمية والتي أصبحت اليمن إحدى ميادينها وهذا يؤثر بشكل كبير على مسار التسوية السياسية الحالية التي زمنتها المبادرة الخليجية ورسم خطوطها العريضة اتفاق السلم والشراكة الوطنية كما أن بروز بعض المطامع الشخصية لبعض القيادات ورغبة بعض القوى في الاستئثار بالحكم أو الوصول إليه بعيداٍ عن الطرق الديمقراطية والتنافسية الشريفة كانت لها تداعيات خطيرة كادت أحياناٍ أن تودي بالعملية السلمية برمتها وحدوث ما لا يحمد عقباه يضاف إلى ذلك أيضاٍ انعدام رغبة حقيقية لدى القوى السياسية في الوصول إلى مصالحة وطنية شاملة لأنها الأرضية الصلبة الذي يفترض أن نقيم عليها مشروعنا الوطني الذي نحلم جميعاٍ بتحقيقه.
بين الدعم والتدخل
* كيف تقرأ الدعم الدولي للتحولات الجارية لمسار اليمن الحديث ¿
– في الحقيقة · مر اليمن بفترة عصيبة عام 2011م كادت أن تودي بالوطن إلى حرب أهلية تداركه الأشقاء بما عرف بـ(المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة) وكانت بداية للعمل السياسي المشترك بين طرفي الصراع عام 2011م باركت الأمم المتحدة ذلك الاتفاق وأوكلت مهمة الاشراف على تنفيذه عمليا لمبعوث أممي وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة لدى بلادنا لكن يؤخذ على تلك الدول بالإضافة إلى دول أخرى عدم الإيفاء بتعاهداتها الاقتصادية لليمن لانتشاله من الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعايشه اليمنيون كل لحظة وكذلك عدم الإشراف بشفافية وما اعتبرته الأطراف تدخلاٍ سافراٍ في الشأن الوطني ومساساٍ بالسيادة الوطنية ومع ذلك نأمل من المجتمع الدولي استكمال ما تبقى من المبادرة الخليجية وابنها الشرعي (اتفاق السلم والشراكة) للخروج من عنق الزجاجة الذي وضعنا فيه.
مهددات الدولة
* الأوضاع الأمنية المضطربة وأعمال العنف والتخريب .. هل تهدد بوأد مشروع الدولة الحديثة ¿
بالتأكيد أنها تعمل على زعزعة استقرار أي بلد ويؤدي إلى ظهور اضطرابات وبؤر وصراعات تهدد مشروع الدولة إضافة إلى التأثير السلبي الكارثي على البلد من الناحية الاقتصادية فلا يمكن إقناع رؤوس الأموال بالاستثمار في البلد في ظل هذا العنف بل إن الأقرب من ذلك هو هجرة رؤوس الأموال الوطنية وإنهاء الأجنبية منها استثماراتها ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة المرتفعة أصلاٍ باختصار لا يمكن إقامة دولة مدنية في ظل وجود صراعات وعنف متبادل وجماعات إرهابية ويظل التهديد الدائم بـ(فشل الدولة) أمراٍ قائماٍ.
السلم والشراكة
* ماذا عن اتفاق السلم والشراكة .. وما أهمية الحاضر والقادم¿
– مثل هذا الاتفاق نقطة تحول في المسار السياسي للبلد خلال الفترة الانتقالية فعلى الرغم من الزخم الكبير الذي رافق التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض عام 2011م فإن اتفاق السلم والشراكة لا يقل شأناٍ عن المبادرة آنفة الذكر والقوى التي وقعت على المبادرة الخليجية هي نفسها من وقعت على اتفاق السلم والشراكة وأضيفت قوى أخرى أصبحت مؤثرة اليوم لكن من المهم القول أن نجاح اتفاقية أو أي اتفاقيات لا يتوقف على الأطراف السياسية ونوعها ومباركة السلطة والترحيب الدولي فقط بل المعيار الأول لنجاح الاتفاق أو فشله هو تنفيذ الاتفاق على الأرض.. ذلك ما يهم المواطن ولا سيما القضيتين اللتين ركز عليهما الاتفاق وهما الاقتصادية والأمنية.. أستطيع القول إن اتفاق السلم والشراكة هو الابن الشرعي للمبادرة الخليجية وما قرأناه في بنود الاتفاق مشجع ومبشر للوصول إلى بقية الاستحقاقات الختامية في المبادرة الخليجية الختامية وهي إعداد مسودة أولى للدستور يتم الاستفتاء عليها ثم الوصول إلى آخر الاستحقاقات وهي الانتخابات.
المصالحة الوطنية
* المصالحة الوطنية .. أترون أن الظروف مؤهلة لتحقيقها ¿
– سأكتفي بالقول إن المصالحة الوطنية الشاملة هي السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة والاتجاه إلى العمل السياسي من جميع الأطراف وترك السلاح جانباٍ والاهتمام بانتشال اليمن من الوضع الاقتصادي المزري الذي يتجرعه المواطن ولا يكاد يطيقه.. أما محاولة الاستقواء بالخارج والاتجاه إلى السلاح ومحاولة إقصاء الآخر فلن يؤدي إلا إلى تكريس الصراع القائم أصلاٍ.
إعلام مؤجج
* الحديث عن وسائل الإعلام .. وإلى أي مدى خدمت المرحلة وتحولاتها في اليمن ¿
– الحديث عن الإعلام خلال المرحلة الانتقالية ذو شجون فالإعلام الرسمي لم يكن –في أغلب الاستحقاقات- عند مستوى الحدث والتحولات التي حدثت وهناك نقطة لم أستطع فهمها وهي تأثر الإعلام الرسمي بالأحداث التي جرت وتغير خطابه أكثر من مرة تبعاٍ لظهور قوى على السطح السياسي مما هز ثقة المتلقي في مصداقية بعض الوسائل أما الإعلام الأهلي فللأسف الشديد كانت وسائله عاملاٍ رئيساٍ في حدوث شروخ مجتمعية ستظل تداعياتها مدى زمنية ليست بالقصيرة فبث الأكاذيب والإشاعات ومناظر الدماء والأشلاء على مدار الساعة وعدم الالتزام بالمهنية والأعراف الصحفية لاسيما من الصحافة الإلكترونية التي أضحت رقماٍ لا يمكن تجاهله أدى إلى عدم تقارب اليمنيين من بعضهم بعضاٍ.. ولا بد من التنبيه إلى أنه من دون وجود تهدئة إعلامية من جميع أطراف التسوية السياسية وعدم توازي الخطاب الإعلامي الأهلي مع تنفيذ بنود الاتفاقية, فإن ما سيجري على الأرض سيذهب أدراج الرياح.

قد يعجبك ايضا