عام على استشهاد السيد نصر الله..حزب الله.. العائد بأسرع مما ظنه أعداؤه وتمناه الأصدقاء

السيد القائد: لو تلقف العرب نصر 2006 لكانوا اليوم في مكان آخر

لاريجاني: ضربة قطر أثبتت مصداقية كلام الشهيد السيد نصر الله

  تقرير/ إبراهيم الوادعي

عام على استشهاد السيد حسن نصر الله شهيد الإنسان والإنسانية، لم تغيبه الشهادة بل أضافت إلى مكانته العالمية والإسلامية قيمة كبرى لو تخيلها الإسرائيلي لما أقدم على عملية الاغتيال..

ومنذ عام وكما طلب سماحته في خطابه باستشهاد الحاج قاسم سليماني الذي اغتالته أمريكا في يناير من العام 2020م، أن لا ينهزم الجمع – جبهة المقاومة – لشهادة قائد عظيم، بل المهمة تصبح حملاً لمبادئه وقيمه والمضي بها إلى الأمام في معركة يقتر ب فيها المؤمنون من النصر الحاسم.

على مدى عام حمل أبناء حزب الله وفي خلفهم كل أبناء الجبهة مبادئ شهيد الإنسانية ووصيته، وواجهوا كل الضغوط غير المسبوقة عسكريا وسياسيا، ليغدو المشهد اليوم مختلفاً كليا عن يوم استشهاده وعشية وقف اطلاق النار بعد 60 يوما من القتال الأسطوري الذي انجزه أبناء المقاومة الإسلامية تنفيذ وصية السيد الشهيد بحفظ المقاومة وفي المقدمة لا تسليم للسلاح..

وسياسياً، عاد حزب الله إلى موقع القوي في الداخل، وتراجع خصومه إلى حفرهم التي كانوا عليها قبيل حرب الأسناد واستشهاد السيد حسن نصر الله ، برغم الدعم الأمريكي الهائل الذي انتج قرار حكوميا لم ينفذ ولن ينفذ ، حيث ذهبت الحكومة إلى إيجاد تخريجه عبر الجيش دون التراجع عن القرار الخطيئة..

شكل أحياء صخرة الروشة بصورة السيدين الشهيدين تدشيناً لمرحلة العودة والتعافي السياسي ، بعد عام تفرغ فيها الحزب لكسب الوقت وإعادة البناء العسكري واللوجستي وفق ما اعترف به خصومه في الداخل وأقر به المبعوث الأمريكي إلى المنطقة توم براك كان بمثابة إعلان العودة لحزب الله قوياً في الداخل ، وذلك مهم

تحوّلت فعالية إضاءة صخرة الروشة الخميس الماضي من فعالية اجتماعية إلى استفتاء شعبي حضره مئات الألاف وغطوا الواجهة البحرية لبيروت من الرملة البيضاء وصولاً إلى قريطم ومرورا بمنطقة الروشة ، مناطق أغلقت بالكامل ،

فعالية عبرت الطوائف وأعادت رسم صورة لبنان المقاوم حيث تحدت الجموع قرار الحكومة بحصر الفعالية وإضاءة صخرة الروشة، ليهدد نواف سلام رئيس الحكومة اللبنانية والذي يبدوا أنه أتى لتنفيذ أجندة صدامية بالاعتكاف ..

مشهد الروشة والمحتشدين على الواجهة البحرية بعشرات الألاف أحياء لذكرى شهادة السيد حسن نصر الله ، أسقط في يد الأمريكي وهم الإنجازات ، الحديث عن سلام مع إسرائيل سيغدو أكثر صعوبة، وسيتمنى براك لولم يطلق تصريحات بخصوص العمل لتسليح الجيش اللبناني ليواجه ويقاتل المقاومة، وانه استعجل في إطلاقها ، لقد ظن الأرضية سانحة لذلك القول وأن حزب الله في مرحلة ضعف سمح بتمرير الحكومة بما لا يعبر عن حقيقة الانتخابات ، قبل أن يقر مؤخرا بأن يعيد بناء نفسه..

رسمياً: صمدت قيادة حزب الله في مواجهة الضغوط لتسليم السلاح، وهي ضغوط بلغت الحد الأقصى التي أعلنت معه قيادة المقاومة الذهاب إلى خيارات صعبة للغاية اذا كان المقابل تسليم السلاح ، تبقى الحرب الداخلية أقل كلفة من تسليم الرقاب “ لإسرائيل”، ومثّل اتخاذ حكومة نواف سلام قرار نزع السلاح في المضمون والتوقيت ، تهوراً يفوق ما أقدمت عليه حكومة السنيورة في العام 2007م بقرار نزع شبكة حزب الله ، لكن الموقف الذي أعلنه الشيخ نعيم قاسم بالرفض القاطع والصريح وتفضيل الخيارات الأخرى مهما كان ألمها على تسليم السلاح دفعا للطرف الأخر إلى التراجح وكبع غمار الأوراق الأمريكية على مستوى رئاستي الجمهورية اللبنانية والحكومية بعد أن فشلت جهود إيرانية في تجنيب الوصول إلى حد المواجهة خلال زيارة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي على لاريجاني في زيارته الأولى لبيروت التقى خلالها الرؤساء الثلاثة عون ونواف وبري.

كثير من التصريحات تحدثت خلال الأيام الماضية أن حزب الله أنجز الكثير من عملية التعافي وهو في مرحلة العهد لشهيد الإسلام والإنسانية اكثر حيوية منه قبلها ، ويبدو أن المرحلة تتواصل حيث ثبت الشعار لعام جديد طابعه إعادة البناء ، حتى تحين لحظة مفاجئة العدو بجولة جديدة ربما من صنع حزب الله وبتوقيت المقاومة، فالحرب جولات..

عسكرياً

ما بين الأيام من 17 سبتمبر عملية البيجر تلتها عملية أجهزة النداء والتي سقط للمقاومة فيها 4 الآف بين شهيد وجريح ، و27 سبتمبر 2024م تاريخ استشهاد السيد ، تقول أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا: 10 أيام فقد فيها حزب الله تقريبا جزء كبيرا من سلسلة القيادة وتلقف ضربات لا يحتملها جيش في العالم ، ومثلت ال10 أيام تلك ذروة الإنجاز الإسرائيلي ..

وتضيف : عقب الأيام العشرة أخذت الإنجازات الإسرائيلية في التلاشي مع تعثر الهجوم البري وعجز القوات الصهيونية عن التقدم داخل الأراضي اللبنانية حيث بقيت المعارك على الحدود وقريبا منها، ومع إطالتها تآكل للإنجازات الأمنية الصهيونية ، كما ظهر أن حزب الله يرمم نفسه سريعاً، وهو لم يغادر ويفقد طابع الحرب الاستشهادية ، وهو ما فاجئ قيادة العدو ، وعنى استمرارها ف القتال خسارة كل ما أنجزته في الأيام العشرة لذا ذهبت مجبرة إلى وقف إطلاق النار…

في الأيام الأخيرة للحرب شنت صاروخية حزب الله عملية مكثفة ودقيقه وثقيلة من حيث الرأس التفجيري ، أفزعت القيادة العسكرية والسياسية للعدو الإسرائيلي، وأدركت معها أن سلسلة القيادة الاستراتيجية لصاروخية حزب الله انتظمت أو رمم جزءاً يسمح معها للحزب بمعاودة القصف كما كان قبيل السابع عشر من سبتمبر ، وفي حال استمرار الحرب فيمكن لها أن تتعاظم اكثر وأن يستخدم الحزب أسلحة فقد القدرة على استخدامها خلال أيام سابقة ..

البيئة الحاضنة

لعبت البيئة الحاضنة لحزب الله دوراً جوهرياً في تغطية الحزب ورفع الكثير من الضغوط الاجتماعية ، اغتيال السيد حسن نصر الله أتى بعكس ما ظنه الإسرائيليون انه سيصيب البيئة بالوهن وإلياس الذي تفقد معها شغفها بالمقاومة ، وقدرتها على التحمل ، لكن ذلك لم يحدث ، وتشكل تلاحماً داخل البيئة الحاضنة للمقاومة غير مسبوق، بدا الوضع وكان أيتاما تقاسموا المسؤولية فيما بينهم عندما فوجئوا بوفاة أبيهم.

حملت البيئة عن قيادة المقاومة جزءا مهما من الضغوط خصوصا في ملف إعادة الأعمار والبيوت والقرى المهدمة ، عزز ذلك الشعور بالفقد ، والتهديد الذي صار الكل يرى نفسه مسؤولا عن المشاركة بدرئه بعد وفاة حاميهم وهكذا بدأ الأمر، واسهم تكالب الخصوم مع أمريكا ضد بيئة المقاومة واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية في تعزيز وحدة المكون الشيعي لحركتي امل وحزب الله ، وتقارب اكثر بل وتوحد في المصير مع كل مناصر للمقاومة في الطوائف الأخرى ، مع تعاظم ضغط خصوم الداخل واستقوائهم بغباء الأمريكي والسعودي .

وفي أعقاب توقف العدوان على لبنان والتوصل لوقف اطلاق النار ، شاهد العالم اندفاعة الأهالي وتحرير قرى حدودية وإجبار العدو على الانكفاء في استباق للقرار الرسمي، كان مشهدا مذهلا لعلماء الاجتماع ، وملفتاً على شاشات التلفزة ، حيث المرأة تقف بوجه الدبابة الصهيونية ، وسيل الأهالي يعيد مشاهد العام 2000 بعد أول تحرير للجنوب اللبناني من يد العدو الإسرائيلي وعملائه.

وخلال العام المنصرم تحملت البيئة الشعبية للمقاومة تلكؤ الحكومة اللبنانية في جهود الأعمار، دون أن تتوجه باي شكل من اللوم إلى المقاومين، بل كان الاحتضان والتفهم للمواقف والتعاضد سيدا المشهد وفصول العام الساخن بالضغوط والاعتداءات الإسرائيلية وصولا إلى قتل أم وأطفالها في الجنوب قبل أيام

ما بين زيارتين

يعود أمين عام المجلس القومي لإيران على لاريجاني إلى بيروت هذه المرة بوضع غير الذي شاب زيارته الأولى في أغسطس، وتوهم خصوم حزب الله في الداخل أن ايران ضعفت بضعف حزب الله ، فلم تستطع أن تضغط لإعادة الرحلات الجوية بين طهران وبيروت حيث حلفاؤها .

إيران لقنت إسرائيل درساً قاسياً شمل أمريكا التي خططت وشاركت في كل تفاصيل المعركة، خلال عملية الوعد الصادق 3 والرد على العدوان الأمريكي الإسرائيلي “ حرب ال12 يوما” ظهرت ايران دولة قوية ومتماسكة وفق ما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال إجابته على سؤال لماذا لم تقدم موسكو الدعم إلى طهران كما فعلت أمريكا مع إسرائيل ، فوصف ايران بالدولة في مواجهة ما سماها قاعدة في حقيقة الأمر لا تعيش دون أنابيب المساعدة الأمريكية وبدونها تسقط في غضون أيام وتتلاشى.

مصداقية السيد

ما بين زيارتي لاريجاني الأولى للبنان وزيارته الحالية للمشاركة في أحياء الذكرى ولقاء المسؤولين اللبنانيين حدثت الكثير من المتغيرات أيضا، فعلى صعيد لبنان أدت التصريحات الوقحة لتوم براك ووصفه اللبنانيين بالحيوانات إلى رد فعل شنيعة من الجسد الصحفي عامة ولم يجرؤ حتى حلفاء أمريكا على مساندته .

والأمر الآخر أثارت تصريحات براك الوقحة والصريحة حول هدف واشنطن من تسليح الجيش اللبناني لمواجهة شعبه وحزب الله صدمة الكثيرين أمام الجرأة والوضوح في قول الأهداف.

سقطات باراك ونتنياهو الأخيرة في الحديث عن الأهداف بوقاحة ووضوح في المنطقة وانه لا سلام وإنما طرف يهيمن “ إسرائيل “ وطرف آخر يخضع وربما تعود إلى حالة الزهو التي أحدثتها عملية أسقاط سوريا في يد قاعدة الجولاني” وضربة قطر التي برهنت على خضوع الحلفاء ، وذهاب كل منهم إلى البحث عن الحماية من الهند وباكستان وتركيا.

و رضوخ مصر الكامل للأهداف الأمريكية بما في ذلك إبرام صفقة لصالح الكيان الإسرائيلي بنحو 35 مليار دولار لشراء الغاز الفلسطيني المسروق في الوقت الذي تمتلك فيه آبأر غاز واكتشافات واعدة تغنيها عن تلك الصفقة المشينة ، وبشكل غير منطقي يقوم نتنياهو بابتزازها بتلك الصفقة.

ضربة قطر برهنت لدى الكثير من الشعوب العربية بما فيها اللبناني أن مقولات شهيد الإنسانية تتمتع بمصداقية عالية ، ودلائلها تتجسد على الأرض لا حليف لأمريكا في المنطقة ، قطر أهم حلفاء واشنطن ضربت من قبل إسرائيل بالسلاح الأمريكي وأطفئت منظومات الدفاع الأمريكية لإنجاح الهجوم ..

رغم دفع دول الخليج أموال بحجم مذهلاً 5،2 ترليون أو اكثر فإن التحالف الأمريكي مع “ إسرائيل” يظل فوق التحالفات، وبمالها قصفت الدوحة.

العنصر اليمني.. دخول اليمن بقوة على خط الإسناد وسد الثغرة التي أحدثها غياب حزب لحاجة التعافي ، طمأن الكثير من محبي المقاومة بان المحور لايزال يعمل ، وقد صمدت صنعاء وطهران في وجه هجوم المعسكر الأمريكي الإسرائيلي المتعدد ولاتزال المواجهة مفتوحة.

إذا غاب سيد قام سيد

كان لافتا في الذكرى الأولى خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وكان عناية الله لا تبرح الأمة والأحرار منها، أدى شهيد الإنسانية على مدى عقود دورا حيويا وجوهريا في حفظ ماء وجه الأمة وتحقيق انتصارات ظن العدو أن الأمة باتت لا تحققها .. وحين ارتقى إلى علياه قمر من بني هاشم يكمل مسير الأمة ويحمل راية تحرير فلسطين..

أكد السيد القائد أن تطورات المنطقة أثبت أن خيارات المقاومة خيار حتمي ودونه الاستسلام والخضوع ، وتحدث بذلك الأمريكي بكل وضوح ..

ولفت سماحته إلى خطأ العرب الكبير حين لم يبنوا على انتصار حزب الله في 2006 م ، وأكد لو أنهم فعلوا لكانوا اليوم في مكان آخر ، مشيراً إلى أن شهيد الإسلام والإنسانية منع بانتصاره في تلك الحرب ولادة الشرق الأوسط وفق الرؤية الأمريكية ، وهي أكثر وضوحاً إسرائيل الكبرى وقوى وقبائل تخضع لسيطرتها وفقاً لتصريح المبعوث الأمريكي براك التلفزيونية ..

تحدث السيد القائد أن نزع سلاح حزب الله محاولة أمريكية لنزع العائق الوحيد أمام احتلال لبنان من قبل “ إسرائيل”، وفي ذلك تأكيد أن حزب الله ليس لوحده ، وهو أكد على ذلك صراحة ، كما أشار إلى أن جبهة المقاومة قوية وحاضره .. كما جبهة اليمن صلبة وثابتة في أسناد غزة وكسر غرور العدو الإسرائيلي

إلى الذكرى الثانية

بشعار “إنا على العهد” .. عام جديد يفتتحه حزب الله بملامح تبدو واضحة تكثيف عملية الترميم واستعادة القوة الكاملة ، عملية التعافي سريعة إلى الحد الذي دفعت المبعوث الأمريكي والمحللين الإسرائيليين إلى التعبير عنم قلقهم ، وأن حزب الله يكب الوقت بسرعة و” إسرائيل “ تفقد كل إنجازاتها.“

لا يعرف العدو إلى أين وصلت قدرات حزب الله حاليا ، فوفقاً لإعلام العدو حزب الله بات أكثر سرية من ذي قبل..

عودة العدو الإسرائيلي إلى المواجهة مع لبنان تبدو واردة أيضا ، وربما دفع نظام الجولاني بدلا عنه إلى مواجهة من هذا النوع .. خيارات العدو تضيف فيما تكبر خيارات حزب الله العائد بقوة إلى صدارة المواجهة بما قد يفاجئ الجميع .. ذلك ما عود عليه مجاهدو المقاومة الإسلامية شعبهم وأمتهم ..

تبدو الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات ما بعد تطورات سوريا والعدوان على إيران وقطر .

في مصر، حيث يسيل الأن لعاب “ إسرائيل” وسط غباء خيارات قيادتها المخدرة بالتطمينات الأمريكية ، ولو نفعت لكانت الدوحة أولى، حيث القاعدة الرئيسة للأمريكان و10 الأف جندي يقبعون في قاعدة العديد.

وفي اليمن قد نشهد مفاجأة كبرى …

قد يعجبك ايضا