الثورة نت/..
شهد ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، مساء اليوم، مهرجاناً شبابياً كشفياً لإيقاد شعلة العيد الـ 63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، نظمته وزارة الشباب والرياضة ممثلة بجمعية الكشافة والمرشدات.
وفي الحفل، الذي بُدئ بآيات من الذكر الحكيم، والسلام الجمهوري، بحضور نائب وزير الشباب والرياضة، نائب رئيس جمعية الكشافة والمرشدات نبيه ناصر، ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب وقيادات شبابية ورياضية وأمانة العاصمة، تقدّم قائد الاستعراض الشبابي الكشفي، كرم الخولاني، بالاستئذان لبدء العرض.
عقب ذلك قام أشبال وشباب الكشافة بالمرور من أمام منصة الاحتفال، على هيئة استعراض جسّد فيه المشاركون الأهداف الستة لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، ومبادئها العظيمة، متشحين بالعلم اليمني حاملين صورة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهتفوا بشعارات الحرية المعبّرة عن عظمة ومكانة الثورة الوطنية في نفوس اليمنيين ووجدانهم.
وعبرت فقرات العرض الشبابي الكشفي، مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية، عن المدلولات العظيمة للثورة اليمنية وأفراح الشعب اليمني وابتهاجه بحلول العيد الـ63 لثورة الـ 26 من سبتمبر.
وعكس العرض الشبابي والكشفي، مستوى التنظيم والانضباط لأبناء الحركة الكشفية الذين أكدوا مضيهم في تحقيق أهداف الثورة اليمنية في ظل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة التي أخرجت اليمن من الوصاية والتبعية والارتهان للخارج، وحققت الحرية والكرامة والعزة والاستقلال لليمن واليمنيين.
وفي المهرجان، ألقى نائب وزير الشباب والرياضة، كلمة رفع فيها التهاني والتبريكات إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة العيد الـ63 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة.
وقال “نجتمع اليوم لنحتفل بالذكرى الثالثة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، وقبل أيام قلائل احتفلنا بالذكرى الحادية عشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الشبابية الشعبية الفتية، وهما الثورتان اللَّتان شكلتا مع ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، نقاط تحولٍ مهمةٍ في مسار العمل الوطني، وأكدت التمسك بسيادة اليمن واستقلاله، وحماية مكتسباته الوطنية”.
وأشار إلى أن ثورة 26 سبتمبر واجهت تحدياتٍ كبيرة، ومحاولاتٍ لإفراغها من مضامينها وحرف مسارها ووضع اليمن في دائرة الوصاية والتبعية، قبل أن تأتي ثورة 21 سبتمبر التصحيحية، لتصوب المسار، وتؤكد أن الشعب اليمني الحر لن يفرط في سيادته وكرامة أبنائه، ولن يقبل بأي استبداد أو تبعية أو عمالة أو وصاية أو فوضى، مهما كانت التضحيات.
وأضاف “مَن يراهنون اليوم من أصحاب المشاريع الوهمية الضيقة، على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو يسعون لإثارة الفوضى وحرف المسار الوطني لخدمة أجندات استعمارية خارجية، أو داخلية نفعية عميلة، ننصحهم أن يراجعوا أنفسهم ويحكِّموا ضمائرهم، ويعودوا إلى دائرة الحق والصواب، فإن إرادة شعبنا الحر الصامد، أقوى من كلِّ المؤامرات، وأمن الوطن والمجتمع خطٌّ أحمر لا يمكن تجاوزه أو التهاون بشأنه”.
وتابع نائب وزير الشباب والرياضة “في هذه المناسبة الوطنية، نثمن بكلِّ اعتزازٍ وفخر، الدور القيادي للسيِّد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي قاد ثورة الحرية والاستقلال بحكمةٍ وبصيرة، وأعاد الاعتبار لإرادة اليمنيين”.
وأكد أن صمود الشعب اليمني اليوم، ومواجهته للقوى الاستعمارية الظالمة، ورفضه لكلِّ مشاريع الهيمنة والاستعمار والوصاية والارتهان، رسالةٌ للعالم أجمع، أن شعبًا حرًّا عزيزًا أبيًّا شامخًا صامدًا هنا شبَّ عن الطوق، وتجاوز كلَّ محطات الوصاية، ويأبى الهوان والارتهان والعمالة.
كما أكد نبيه ناصر دعم اليمن لكلِّ الشعوب الحرَّة، في مواجهة العدو الصهيوني الأمريكي، ورفض كلِّ مشاريع التطبيع والخنوع والانبطاح، مبينًا أن اليمن أصبح يمتلك جيشًا وطنيًّا قويًا حرًّا، وترسانةً عسكريةً متطورةً لحماية سيادته ومكتسباته ونصرة قضايا أمته؛ امتدادًا حيًّا لأهداف الثورة في بناء دولةٍ قويَّةٍ مستقلَّةِ القرار، مكتفيةٍ بذاتها.
ولفت إلى أن الاحتفال بالعيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر، يتزامن هذه الأيام، مع ذكرى استشهاد سيِّد المقاومة، السيِّد الشهيد القائد البطل حسن نصر الله، رمز الكرامة والعزة والصمود، الذي سطَّر بدمه صفحةً خالدةً في سجل المواجهة مع العدوِّ الصهيوني وأدواته.
عقب ذلك قدّمت جمعية الكشافة والمرشدات وثيقة وفاء وعرفان مرفوعة من شباب الجمهورية اليمنية إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرأها القائد الكشفي أسامة علي شداد .. جاء فيها:
بمناسبةِ الذكرى الثالثةِ والستِّينَ لثورةِ السادسِ والعشرين من سبتمبر المجيدة، نرفعُ إليكم أسمى آياتِ التهاني والتبريكات، ومِن خلالِكم إلى أعضاءِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى، ومجالسِ النُّوابِ والوزراءِ والشورى والقضاءِ الأعلى، وإلى قوَّاتِنا المسلحةِ والأمنِ البواسل، وجماهيرِ شعبِنا اليمنيِّ العظيم، سائلينَ اللهَ أن يوفِّقَكم في أداءِ مهامِكم الجسيمة، ويحفظَ اليمنَ وأهلَها من كلِّ مكروه.
فخامةَ الأخِ الرئيس:
إن وجودَكم على رأسِ السلطةِ السياسية، إلى جانبِ رجالٍ مخلصين، في ظلِّ المؤامراتِ والتربُّصات، يعكسُ صلابةً وشجاعةً راسخةً، عُرِفَ بها أحرارُ شعبِنا اليمنيِّ الشامخِ الصامد.
لقد جاءت ثورةُ الحرِّيةِ والاستقلالِ بقيادةِ السيِّدِ القائدِ العَلَم عبدِ الملك بدرِ الدِّين الحوثي -يحفظُه الله- لتصحيحِ مسارِ ثورةِ السادسِ والعشرين من سبتمبر، وتحقيقِ أهدافِها السامية، ولتحريرِ بلادِنا من الوصايةِ والارتهانِ لقوى الاستكبارِ العالمي.
وإنَّ موقفَ بلادِنا المشرِّفَ مع القضيَّةِ الفلسطينية، ووقوفَها إلى جانبِ أهلِنا في غزَّةَ العزَّةِ لمواجهة العدوِّ الصهيوأمريكي، يُجسِّدُ أسمى معاني الثباتِ والوفاء، ويُعدُّ قدوةً راسخةً في المواقفِ المشرِّفة، في وقتٍ تخضعُ فيه قياداتُ عربيةٌ وإسلاميةٌ وتتواطأ مع القوى الاستعماريةِ التي تستمرُّ في إقامةِ قواعدِها العسكريةِ على أرضِ المنطقة، وتتآمرُ معها غيرَ عابئةٍ بحقوقِ شعوبِها.
فخامةَ الأخ الرئيس:
نؤكّدُ لكم أنَّنا ماضونَ على نهجِ المسيرةِ القرآنيةِ وثورةِ الحرِّيةِ والاستقلال، مستمدِّينَ العونَ من اللهِ، واثقين من نصرِه المؤزَّر، ونجدُّدُ البراءةَ مِمَّن باعوا أنفسَهم لأعدائِه للتآمرِ على اليمن أرضًا وإنسانًا.
وفَّقَكم اللهُ لخدمةِ الوطنِ والشعب، ودمتم ذُخرًا لليمن.
عاشت اليمنُ حرّةً أبيّةً موحَّدةً مستقلَّة.
الرحمةُ والخلودُ للشهداءِ، الشفاءُ للجرحى، الحريَّةُ للأسرى، ولا نامت أعينُ الخونةِ والجبناءِ.
إخوانُكم/ شبابُ الحركةِ الكشفيّة
الخميس 2 ربيع الآخر 1447هـ
الموافق 24 سبتمبر 2025م
بعد ذلك قام القائدان الكشفيان إياد عوض وكمال الشيخ، بتسليم وثيقة الوفاء والعرفان إلى نائب وزير الشباب والرياضة، لتسليمها إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى.
وفي الاحتفال الذي حضره عدد من أبناء شهداء ومناضلي الثورة، ومفوض عام الكشافة عبدالله عبيد، ونائبه علي المؤيد، وسكرتير عام مفوضية الكشافة مطهر السواري، وأعضاء وقيادات الحركة الكشفية، قُدّم أوبريت بعنوان “سبتمبر التحرير” فكرة وإعداد وإخراج يوسف درموش، وكلمات الشاعرين حمزة المغربي وهادي الرزامي، واستعراض فرقة أحلى تراث، تنفيذ مؤسسة درموش، ومتابعة عبدالله عبيد، وإشراف عام نبيه ناصر علي وعبدالله الرازحي ومحمد حيدرة.
تغنّى الأوبريت الذي قدّمه شباب بأزياء يمنية تقليدية توشحت بعلم اليمن، بما حققته ثورتي 21 سبتمبر و26 سبتمبر من إنجازات متعددة في مختلف المجالات، والقضاء على الارتهان للخارج بلا طائفية ولا مذهبية ولا عنصرية.
وعبّر الأوبريت عن ابتهاج اليمنيين بالأعياد السبتمبرية المجيدة، ودور الشباب في الثورة واستعدادهم للحفاظ عليها والمشاركة في النهوض والتنمية بالوطن وحمايته من الأخطار المحدقة به في كل المراحل.
ووسط هتافات وطنية لشباب وأشبال الكشافة وابتهاج وفرحة جموع الحاضرين في ميدان التحرير والمعزوفات الوطنية للموسيقى العسكرية، قام نائب وزير الشباب والرياضة ومعه رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بأمانة العاصمة، وأمين عام منظمة مناضلي الثورة أحمد غوث الدين، والقائدان الكشفيان علي الجرموزي، وعلي سنين بإيقاد شعلة العيد الـ 63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
واختتم حفل إيقاد شعلة عيد الثورة بخروج طابور العرض على هيئة استعراض للفرق الكشفية وسط معزوفات عسكرية ووطنية ومن ثم السلام الجمهوري.