المقالح: الاحتفاء باللغة العربية تقدير وامتنان لما قدمته للحضارة الإنسانية من معارف وعلوم


هدى أبلان: ينبغي أن نرفع شعار إصلاح اللغة وإصلاح الثقافة وإصلاح المجتمع
أقامت وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء أمس صباحية فعالية أدبية احتفاءٍ باليوم العالمي للغة العربية الـ18 من ديسمبر بحضور عدد من المثقفين والأدباء والمهتمين.
وفي الاحتفائية أوضح الدكتور عبدالعزيز المقالح أن بلادنا هي مهد العروبة والذي يعني أنها مهد اللغة العربية والاحتفاء بهذا اليوم بمثابة امتنان وتقدير للغة العربية لما قدمته للحضارة الإنسانية من معارف وعلوم مقدماٍ الشكر والتقدير للمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” اقتراحها وتبنيها لأن يكون للغة العربية يوماٍ تحتفى به.
ودعا الدكتور المقالح أجهزة الدولة وقطاعات المجتمع المختلفة إلى مساندة المجمع العلمي للغة العربية الذي تم إنشاؤه مؤخراٍ مشيراٍ إلى أن هناك ثلاث جهات مهمة لابد أن يتعامل معها المجمع وهي وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام ووزارة الثقافة لما لهذه القطاعات من دور في صناعة الأجيال وتأثير في أفراد المجتمع من خلال الوسائل والبرامج التي تتبعها.
من جانبها أوضحت الشاعرة هدى أبلان نائب وزيرة الثقافة أن الاحتفاء بهذا اليوم الذي أعلنته منظمة اليونسكو ليس يوماٍ للاحتفاء باللغة العربية فحسب بل هو يوم للاهتمام بهذه اللغة والحفاظ عليها ومواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد بقاءها وحضورها في هذا العالم الذي يشهد اختفاء وضياع كثير من لغات الشعوب التي عجزت عن المواجهة في صراع البقاء واستسلمت لاجتياح الهيمنة الذي تسيطر به الدول الكبرى على ثقافات ولغات العالم تماماٍ كما تفعل في المجالات الأخرى مثل السياسة والتجارة والاتصال.
وأضافت: ولكن الأمر يختلف في مجال اللغة والثقافة لأنه يتصل باحتياجات الوجود والبقاء وهي احتياجات تختلف عن السلع التجارية أو برامج الاتصال التي يستطيع الإنسان البقاء بدونها أو الاستغناء عنها والبحث عن غيرها.
وأشارت أبلان إلى أن التحديات التي تواجهها اللغة العربية هي تحديات الوجود وجود اللغة ووجود الشعب الناطق باللغة وهويته فالشعوب التي تفقد لغتها تصبح معرضة للاختفاء والضياع والانقراض.
وقالت: يمكن أن نشعر بالقلق والخوف بسبب ما تعانيه لغتنا العربية اليوم فأزمة اللغة تجسد أزمة الثقافة وأزمة المجتمع أيضاٍ وفي احتفائنا اليوم ينبغي أن نرفع شعار إصلاح اللغة وإصلاح الثقافة وإصلاح المجتمع وأن يكون خيار النهوض باللغة العربية والحفاظ عليها هو مفتاح الدخول لإصلاح المجتمع وإصلاح السياسة والاقتصاد.
مشيرة إلى أن المشهد اللغوي الراهن في بلادنا يؤكد أننا لسنا بمستوى التحدي المطلوب ولهذا فإن الحفاظ على اللغة العربية لن يتحقق بقوانين أو بمراسيم حكومية بل هو يتحقق بإرادة وقرار واختيار أبنائها المتكلمين بها والمعتزين ببيانها وجمال معانيها.
من جانبها قالت الدكتورة حفيظة الشيخ الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم إن اللغة العربية هي لغة حية وقد عملت على حفظ التراث في جميع الأقطار العربية ولها تأثيرها على اللغات المجاورة مشيرة إلى أنها قد أصبحت لغة معتمدة في منظمة اليونسكو منذ العام 1973م حتى تم اعتماد يوم الـ18 من ديسمبر يوماٍ عالمياٍ للغة العربية في العام 2012م.
وتطرقت الدكتورة الشيخ إلى أن عنوان الاحتفال لهذا العام هو “الحرف العربي” الذي يتميز بقدرته على التعامل مع الخصائص الحية لكل لغات العالم وذلك لاحتواء الأبجدية العربية على الخصائص الصوتية التي تشتمل عليها كل لغات العالم.
وفي كلمة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ألقاها الأديب أحمد ناجي أحمد أكد فيها أن الاحتفال باللغة العربية يعني الاحتفال بالإضافات الإنسانية في حقول الأدب وعلم الجمال وفي حقول المعرفة وتنمية ثقافة التواصل الإنساني الذي كان للعرب بحكم موقعهم الجغرافي واسهامهم في بناء الحضارة الإنسانية الدور الأكبر في هذا الإطار ولقرون عديدة.
وقال: إن أهمية اللغة العربية لا تكمن فقط باعتبارها لغة ولكنها أيضاٍ لغة العبادة ولغة القرآن الكريم ولغة الصلاة لأكثر من مليار مسلم عوضاٍ عن تأثيرها بمنظومة اللغات الفارسية والتركية والماليزية والسواحلية وكذا دول الجوار من الدول غير الناطقة باللغة العربية.
وأضاف: إنها لمناسبة مهمة للتذكير بالدور العظيم للغة العربية في تحقيق التواصل الحضاري بين الثقافات والشعوب على قاعدة بناء الحضارة الإنسانية التي هي ثمرة لتعاون شعوب الأرض قاطبة كما أن من المهم الاحتفاء بالتراث والخط وباللغة عموما باعتبارها السياق الذي يحتضن اسهامات اللغة في بناء التراث الثقافي غير المادي ومختلف فنون التراث الشفوي وهي كذلك التعبير المكثف عن المخزون القيمي والحضاري للأمة العربية.
وأشار إلى أن السبل الأمثل لتعزيز ارتباطنا باللغة هي أن نتجه جميعاٍ إلى خيارات المساهمة في التطور الاقتصادي العالمي كأمة واحدة و ليس فقط كدولة في منظومة الدول العربية لأنه ما لم نراهن على المساهمة في التطور الاقتصادي العالمي كأمة منتجة فإن جنايتنا على اللغة سوف تكون كبيرة بسبب تخلفنا وبسبب الإضافات النشطة لقاموس الإرهاب من قبل الفئات التي اختارت الاعتداء على القيم الإنسانية والنيل من الإسهام الحضاري للعرب في مسيرة التقدم الإنسانية.
وقد ألقى الخطاط علي النصاري كلمة تحدث فيها عن تطور الخط والإسهامات التي أضيفت إلى الحضارة العربية والإسلامية كما تخلل الاحتفالية مقطوعات موسيقية وغنائية للفنان نجيب سعيد ثابت وإلقاء عدد من القصائد للشعراء عبدالواحد عمران وعلي الفهد ورمزي الواحدي.
تصوير/ حامد فؤاد

قد يعجبك ايضا