ظاهرة الهجرة معقدة وتضاعف الأزمة الاقتصادية في اليمن


● احتفل العالم أمس باليوم العالمي للهجرة والذي صادف الـ 18من ديسمبر في ظل الازدياد المضطرد لأعداد اللاجئين عالمياٍ وإلى اليمن خصوصاٍ من القرن الافريقي المتزامن مع عودة جماعية للمغتربين اليمنيين في عدد من الدول.. ما يفاقم الأعباء الاقتصادية والمجتمعية والصحية والأمنية لليمن.
رئيسة البعثة للمنظمة الدولية للهجرة في اليمن الدكتورة نيكولتا جوردانو : قالت لـ”الثورة” في تصريح خاص أن اليوم العالمي للهجرة بقدر ما يشكل حزناٍ للأرواح التي تذهب في البحر في إطار رحلة المهاجر والأخطار الكبيرة التي يتعرض لها بقدر ماهو فرصة لنتكلم عن هذا المهاجر ومعاناته..
وتنظر رئيسة البعثة الدولية للهجرة : إلى مسألة الهجرة في اليمن أنها مسألة معقدة وكبيرة جداٍ تتطلب إمكانيات عالية وفي نفس الوقت تحتاج لدعم حكومي لتؤدي دورها بشكل أفضل ..
وأكدت جوردانو أن اعداد المهاجرين الواصلين من القرن الأفريقي في زيادة مستمرة حيث وهناك أعداد يموتون سنوياٍ بسبب الهجرة إما غرقاٍ أو بسبب سوء الأحوال أثناء الهجرة ومنهم من يضيعون في البحر..
مشيرة إلى أن منظمة الهجرة بالتعاون مع الحكومة اليمنية تسعى إلى توسيع المساعدات التي تقدم بحيث تستطيع مساعدة المهاجرين الواصلين لليمن بالإضافة إلى المهاجرين اليمنيين .. وتقول : ” نحن نعمل مع الحكومة والمساعدة مع خفر السواحل والجهات المختصة لنستطيع أن نقلل من نسبة موت المهاجرين ”
وذكرت الدكتوره جوردانو : بأن وضع اليمنيين المهاجرين العائدين صعب جداٍ لأن هناك عشرات الآلاف من الذين يتم إعادتهم من السعودية وتقدر الخسائر بسبب العائدين في الفترة الأخيرة بما يعادل 3 مليارات دولار وهذا يسبب أزمة اقتصادية في بلد وضعه بحد ذاته صعب هذا بالإضافة إلى العائدين من سوريا وليبيا وغيرها.
متمنية بأن يكون العام 2015 عاماٍ حافلاٍ بالتطورات الإيجابية في إطار الحد من تكاليف الخسائر في الأرواح وهي الأهم .
من جانبه أكد القائم بأعمال محافظة عدن الأمين العام لمحلي المحافظة عبدالكريم شائف حاجة اليمن لدعم المنظمات الدولية للإيفاء باحتياجات اللاجئين ودعاها إلى مزيد من الجهود لتعزيز العمل الإنساني والخيري في هذا المجال.
وجدد الشايف في اجتماع في مقر البرنامج العالمي للغذاء في عدن, دعم المحافظة وسلطتها المحلية للأعمال الإنسانية كافة.. مثمنا مشروع الإغاثة وإعادة تأهيل اللاجئين المدرجين لدى المنظمة.
وفي الاجتماع الذي كرس لاستعراض نشاط المشروع المدشن منذ عام 2013م ونتائج المسوحات التي عمل بها في مختلف المناطق المخصصة للاجئين, نقلت وكالة سبأ عن نائبة ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن لاوسوكو شميزو تأكيدها أن عدد اللاجئين إلى اليمن في تزايد مستمر.
وأوضحت شميزو أن المفوضية تقوم بإعداد برامج تدريبية للاجئين لإدارة دخل يحسن أوضاعهم المعيشية معبرة عن تقديرها دعم الحكومة اليمنية وقيادة المحافظة المتواصل لجهود المنظمات الدولية العاملة في اليمن عموما وعدن خصوصا.
من جانبه أكد القائم بأعمال مكتب البرنامج العالمي للغذاء محمد سمارة في الاجتماع الذي حضره وكيل محافظة لحج علي صالح ومدير مكتب الصحة في عدن د.الخضر ناصر أن مشروع الإغاثة للاجئين سيستمر في اليمن حتى العام المقبل.
تصاعد أعداد النازحين
الجدير ذكره ما أدرجته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في آخر إحصائية لها عن المهاجرين من القرن الأفريقي الواصلين لليمن خلال الأربعة الأعوام الأخيرة يظهر أن إجمالي المهاجرين اللاجئين والنازحين إلى اليمن بلغ 358 ألفا و685 افريقيا.
وبينت الإحصائيات بأنه في العام 2011 عدد المهاجرين 103,154 إجمالي المهاجرين للعام 2011 منهم 75,651 إثيوبيا و27,350صومالياٍ اختفى أو مات ما عدده 131 وعدد 135مفقودين
فيما بلغ عدد الواصلين إلى اليمن في العام 2012 107,532 منهم 84,376 إثيوبيا و23,086 صومالياٍ مات أو اختفى منهم 43 وعدد70 مفقودين .
وأيضا في العام 2013 وصل من المهاجرين إلى اليمن إجمالي 65,319 منهم 54,213 إثيوبيا و11,045صومالياٍ .. مات او اختفى منهم عدد 5 وعدد61 مفقودين.
وأما في هذا العام 2014 فهناك من المهاجرين بإجمالي 82,680 منهم 64,225 مهاجراٍ أثيوبيا و18,413 مهاجراٍ صوماليا.. مات أو اختفى منهم 221 وعدد 42آخرين مفقودين.
في حين تتحدث تقديرات حكومية ومدنية عن نحو مليون نازح أفريقي في اليمن غير مسجلين رسميا لدى مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وتحذر من عواقب ذلك اقتصادي وأمنيا وصحيا ومجتمعيا على اليمن.
تحذيرات أممية
إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر إلى تحقيق وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين البالغ عددهم 232مليون مهاجر في جميع أنحاء العالم منوها أن العديد من المهاجرين يعملون ويعيشون في ظروف غير مستقرة وغير عادلة والعديد منهم يعرضون حياتهم للخطر في البحر في محاولة منهم للوصول إلى ملجأ آمن.
بان كي مون أوضح أن المهاجرين وأطفالهم معرضون بشدة للاستغلال والإساءة وكثير منهم محرومون من حريتهم بدل التعاطف معهم وتوفير الحماية اللازمة لهم محذراٍ من أن استمرار التمييز ضد المهاجرين يؤدي إلى تفاوتات حادة ويعرض النسيج الاجتماعي للخطر ويفضي في كثير من الأحيان إلى الهجمات العنيفة والفتاكة ..
ودعا في كلمته جميع الدول إلى تصديق وتنفيذ جميع الصكوك الدولية الأساسية لحقوق الإنسان بما في ذلك الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم فضلاٍ عن الصكوك ذات الصلة بقانون العمل الدولي كما حث الدول على اعتماد سياسات خاصة بالهجرة تتسم بالشمول وتستند إلى حقوق الإنسان ومن شأنها أن تعزز قنوات الهجرة القانونية .
وتبقى مسألة الهجرة بحاجة لتكاتف جميع الجهود عالمياٍ كونها مسألة تمس حقوق الإنسان أولاٍ وفي كيفية توفير فرص للعيش بكرامة للمهاجرين كافة .

قد يعجبك ايضا