الشائعات وخطرها على المجتمع

أولا: ما هي الشائعة:
هي خبر سواء كان هذا الخبر صادقا أم كاذبا يراد نشره بين الناس بطريقة معينة لغرض ما يريد منه نشر هذا الخبر تحقيقه وقد يكون خلف هذه الشائعة فرد أو مؤسسة لها غرض معين.
* والشائعة أسلوب قديم متعارف ومتداول لدى البشرية من قدم التاريخ يستخدم وفق الحاجة والضرورة ولا يختلف استعماله في الأمم المتحضرة أو الريفية كثيرا فهو متداول على كافة الطبقات والشرائح والشخصيات العامة وحتى المطمورة التي لا يعرفها أحد ولكن قد يكون للمشاهير من الناس أو المؤسسات النصيب الأكبر من الشائعات بحكم الشهرة وكثرة الخصوم والأعداء.
* ثانيا: الأضرار المترتبة على الشائعة المغرضة.
1- الإساءة وتشويه السمعة والنيل من الخصم.
وهذا النوع من الشائعات يعاني منه المجتمع كثير أو الأشخاص أشد المعاناة وإليك بعض الأمثلة.
1- أشاع السفلة من قوم لوط عليه السلام أن لديه ضيوفا ليصلوا إلى غرضهم الخبيث فتجمعوا حول داره يريدون أن ينالوا من هذا الضيف الكريم: قال تعالى (وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهرلكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجال رشيد. قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد) ترجاهم نبي الله لوط عليه السلام ولكنهم لم يرتدعوا حتى أهلكمم الله تبارك وتعالى وجعلهم عبرة للبشرية إلى يوم القيامة.
2- عانى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الشائعات معاناة شديدة فقد لاحقته الشائعات من اليوم الأول لبعثته صلى الله عليه وسلم وحتى قرب وفاته شائعات تنال من شخصه صلى الله عليه وسلم ومن رسالته ومن اصحابه فهؤلاء المشركون ماذا أشاعوا 1- أشاعوا أن محمدا ساحر أو كاهن أو مجنون كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدنية أشاعوا أن الحمى أكلت أصحابه وأصبحوا مرض بأمراض معدية ولذلك شرع النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة (الرمل والاضطباع) في الحج حتى تنفى هذه الشائعة عن الصحابة رضوان الله عليهم.
2- أشاعوا أن محمد صلى الله عليه وسلم لايريد إلا الملك والسيادة في العرب فقط وليس نبيا ولارسولا وادعى الكثير منهم النبوة لأجل هذا الغرض الخبيث حتى ظهر أشهرهم مسيلمة الكذاب وادعى أنه شريك مع محمد صلى عليه وسلم في النبوة والرسالة إلى أن أخزاه الله وهزمه شر هزيمة وقتل شر قتلة لعنه الله وهكذا أخذت الشائعة نصيبها من خير الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم حتى لحق ربه سبحانه وتعالى مكافحا بالحجة والبرهان كل إشاعة دنيئة كانت تريد النيل منه ومن رسالته.
2 – بث الفتنة في المجتمع والعداوة بين الناس.
قد تؤدي هذه الإشاعة إلى حرب اطاحنة بين فريقين لفترة الزمن وبعد ذلك يكتشف أن هذه الإشاعة محض أكاذيب ولا أساس لها مثل هذا الصحابي الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى إحدى القبائل لجمع الزكاة فوصلته إشاعة وهو في الطريق أن القوم قد ارتدوا عن الإسلام وتجمعوا لحربه والحقيقة غير ذلك لقد تجمعوا ليخرجوا له الزكاة حينما يصل فما كان منه إلا أن عاد وفي طريق عودته قتل قتيلين من هذه القبائل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “لقد قتلت قتيلين لأدينهما” يعني وجب علي دفع ديتهما لأن هذه القبائل كانت على عهد أمان مع النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الصحابي الجليل ورط المسلمين في دية قتيلين وفي إلغاء معاهدة سلام لأنه لم يتحقق ولم يتثبت حينما وصلته الشائعة ولابد للأمة كلها أن تتعلم وأن تعي الدرس وأن تفحص كل شائعة تعرض عليها حتى لا نهدم ما بنيناه ولا نقتل أنفسنا بأيدينا.
3- كيف نعالج الشائعة ونتقى خطرها.
1- التثبت والتيقن من الخبر قال تعال “يأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتهم نادمين”
2- الصبر:
تلقى النبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة والمثل كل الشائعات بصبر كبير وتمهل وترو وتدبر وحكمة وعلاج رائع ناتج عن هذه الحكمة.
3- أن تقدر الأمور بقدرها فإن كانت هذه الإشاعة تافهة لاقيمة لها ولن تؤثر فالأفضل تجاهلها وعدم الالتفات إليها أما إذا كانت تمس شيئا من ثوابت الدين والعقيدة أو مصلحة كبيرة من مصالح الأمة فإن التصدي لها وبيان حقيقة الأمور للناس يكون هو المطلوب.
4- البحث عن العصابات المنظمة التي تتخصص في نشر هذه الشائعات والقضاء عليها قبل أن تبث الفتنة وتصل إلى أغراضها الخبيثة.
* عضو بعثة الأزهر الشريف باليمن

قد يعجبك ايضا