النمطية القممية في الدوحة!

يكتبها اليوم / مطهر الأشموري

 

احترت وأنا أفكر في كتابة هذه السطور فيما هو الموضوع الذي يشدني للكتابة حوله، والمفترض أن القمة العربية الإسلامية في قطر هي ما قد تشد أكثر.

في البداية أود التنويه إلى أن هذا الموضوع كتب قبل انعقاد القمة وقد لا يجد طريقه للنشر إلا بعد أيام من اختتامها..

لقد مللنا هذه القمم ولم نعد نثق بقدرتها على السير في مواقف تناسب القضايا والأحداث التي تتناولها..

معروف أن هذه القمة مخصصة لمناقشة العدوان الصهيوني على قطر لكن إذا كانت مخرجاتها لن تتجاوز التنديد والشجب وما إلى ذلك فماذا يفعل ذلك لقطر وماذا يفيد الأمة العربية والإسلامية؟..

دعوني فقط أسال قطر هل هي صدقت رئیس أمريكا «الترامبي» بأن أمريكا لا يد لها ولا دور ولا حتى علم أو معلومة بهذا العدوان، فإنه لم يكن من داعٍ لقمة ولا أن تدعو إلى قمة، أما إن قطر لم تصدق ترامب بل هي في حاجة لأن تلتقيه وبحاجة أكثر لأن ينكر الدور واليد والعلم لأمريكا فذلك من السياسة التي نفهمها ..

إذا كانت قطر لا تستطيع أن تمارس ذات الموقف تجاه إيران حين هاجمت قاعدة العيديد فكان عليها أن تطلق بضع صواريخ على الطائرات الإسرائيلية بمثل ما حدث مع الصواريخ الإيرانية، فما ومن الذي منع قطر من إطلاق ولو صاروخ واحد على الطائرات الإسرائيلية؟..

المنطق والواقع يقول إنه لا يوجد أحد غير أمريكا هو المانع ومن يمنع إطلاق صواريخ على الطائرات الإسرائيلية كما على الإيرانية، فكيف نصّدق أمريكا الإسرائيلية فيما تقوله من كذب مفضوح يستحيل تصديقه ويستحيل حتى تمريره، وهكذا فالقمة ستتعاطى من هذه الأرضية الأمريكية – الإسرائيلية كما كل القمم العربية الإسلامية منذ قمة شرم الشيخ 1990م، وبالتالي فإننا ندعو ونحضر قمة نعرف مسبقاً أنها فاقدة الحد الأدنى من التأثير إلا إذا يعني قطر أن يقال أنه عقدت قمة من أجلها و ذلك حتماً سيتحقق ولا شيء أكثر..

في لحظة كتابة هذه السطور قرأت في الشاشة خبراً يقول إن الإمارات استدعت نائب السفير الإسرائيلي لديها لتبلغه تنديد الإمارات بالعدوان الإسرائيلي على قطر، وهكذا فالإمارات استبقت بيان القمة في التنديد وهو سقف القمة، فهل كانت الإمارات لتجرؤ على طرد السفير الإسرائيلي ؟..

لم يشفع لقطر الطائرة الرئاسية لترامب ولا تريليون وربع التريليون دولار لترامب استثمارات في أمريكا، بل إنها دفعت ثمانية مليارات دولار لإصلاح وترميم قاعدة «العيديد» الأمريكية، فما الفرق أن تكون الطائرات المعتدية على قطر قد أقلعت من داخل هذه القاعدة أو من قواعد أخرى في محيط قطر أو من خارجها ومادام كل هذا انتهى بحفل عشاء «ترامبي» فلماذا القمة ومن أجل ماذا عقدت أو تمت؟..

إذا المراد هو حاجة قطر للقول «إنه عقدت من أجلها قمة» فذلك من السهل تحقيقه، والمطلوب التوقيع على بيان جاهز توافق عليه أمريكا مسبقاً..

لقد حرصت على إيضاح أنني كتبت هذه السطور قبل عقد القمة وأتمنى أن أكون أخطات في كل ما طرحت أو تعاطيت…

وإذا جاءت لهذه القمة قرارات حاسمة وذات تأثير بالحد الأدنى فلدي الاستعداد لأن أعترف بخطئي والاعتذار لقطر وللقمة وللعروبة وللإسلام..

لا أريد أن أكون أكثر من هذا تشاؤماً، ولكن المتراكم لقممنا العربية الإسلامية فاقد حتى الحد الأدنى من التفاؤل، فهل يتوقع من بيان القمة حد أعلى لتفاؤل أو تخفيفاً لتشاؤم؟!!.

قد يعجبك ايضا