لقد كان المرتزق خالد اليماني – وزير خارجية حكومة الفنادق الأسبق – السباق في إظهار يهودته وتصهينه، ويهودة وتصهين حكومته من خلال جلوسه إلى جوار رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وكان المرتزق عيدروس الزبيدي -رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس الرئاسة المعين من قبل الرياض وأبو ظبي واضحا وصريحا وهو يتحدث في وقت سابق عن عدم معارضته لإقامة علاقات دبلوماسية مع كيان العدو الإسرائيلي، وأنه لا توجد أي مشكلة في التقارب مع هذا الكيان – حد تعبيره – في إشارة واضحة وصريحة إلى تماهي الانتقالي مع مموله الإماراتي فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان والدخول معه في تحالفات وإبرام الصفقات والتوقيع على اتفاقيات وغيرها من أوجه التعاون المشترك، دونما اكتراث لفداحة وخطورة تداعيات هذه السياسة الحمقاء والطاعة العمياء للنظام الإماراتي المتصهين الذي يمثل أداة فاعلة ونشطة من أدوات الكيان في المنطقة العربية .
ولله ثم للتاريخ فإن موضوع التطبيع والتصهين واليهودة، لم يعد يقتصر على عيدروس الزبيدي ومجلسه الانتقالي الجنوبي فحسب، بل يتعدى ذلك ليصل إلى ما هو أعم وأوسع، ليشمل قيادات حكومة المرتزقة ما تسمى ب”الشرعية” وفي مقدمتهم المرتزق رشاد العليمي والمرتزق طارق عفاش ومن على شاكلتهما من الخونة الذين لا يجدون أي حرج في المجاهرة برغبتهم في التحالف حتى مع ( إسرائيل )، ما دام ذلك سيمنحهم الغلبة والتمكين في مواجهة أنصار الله، وتمكينهم من الخلاص منهم، والعودة بهم إلى سدة الحكم حتى ولو كان ذلك على ظهر الدبابات الأمريكية والإسرائيلية، وحتى ولو كان ثمن ذلك الاعتراف بإسرائيل وتمكينها من بسط نفوذها على باب المندب والجزر والموانئ اليمنية، وغيرها من التنازلات.
واليوم يبرز الموقف المشين لبعض قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي تجاه كيان العدو الصهيوني، حيث كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية عن زيارة خاصة قام بها فريق تابع لها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان بصحبة وفد عسكري إسرائيلي، الزيارة التي شملت عدن والضالع وأبين وشبوة وباب المندب، قدم خلالها المرتزقة قائمة بالأسلحة والمعدات العسكرية المطلوبة، وأبدى الصهاينة استعدادهم المشاركة في التسليح والتحشيد في مواجهة أنصار الله بهدف السيطرة على باب المندب وميناء عدن وغيرها من المطامع الإسرائيلية المفصح والمعلن عنها من قبل الكيان الصهيوني والتي تحظى بدعم وإسناد أمريكي ومباركة المرتزقة المحليين. .
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن وفدها الصحفي قام بالتقاط مجموعة من الصور للعديد من المواقع العسكرية والاستراتيجية في المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة وهو ما يكشف الأبعاد والأهداف الخطيرة لهذه الزيارة خاصة وللتحركات الإسرائيلية المشبوهة في المنطقة، والتي زادت وتيرتها عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبروز حالة التناغم بين الجانب الصهيوني وقيادات المرتزقة في سياق مخطط الاستهداف لليمن على خلفية مواقفه الداعمة والمساندة لإخواننا في قطاع غزة، وذهاب الصهاينة لمغازلة المرتزقة بغية تجنيدهم لمعركة اليمن التي يحشدون لها، ظنا منهم أن ذلك سيثني القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة اليمنية عن القيام بواجبها الديني والإنساني والأخلاقي في نصرة غزة التي تتعرض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية في تاريخنا المعاصر.
يهودة وتصهين وعمالة وخيانة (عيني عينك)، هكذا بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء دونما حياء أو خجل، ولا غرابة فهؤلاء هم عملاء لدويلة الإمارات المتصهينة التي تعمل جاهدة على تنفيذ المخططات الإسرائيلية في المنطقة ومن الطبيعي أن يكون هذا هو ديدنهم، ولكن ما لا يعلمونه أن اليمن من صعدة إلى المهرة وسقطرى عصية على اليهودة والتصهين والتأمرك، ولا يمكن أن يقبل أبناء شعبنا اليمني بأن يكونوا عملاء لإسرائيل وخداما للإمارات، ولن يحصد خونة وعملاء الداخل سوى الخزي والذل والعار .
خلاصة الخلاصة: مخطئ من يظن أن بإمكانه إخضاع اليمن وتركيعه وإذلاله، ومخطئ من يرى أن بإمكانه إسقاط يمن الحكمة والإيمان في مستنقع التطبيع واليهودة والتصهين من خلال استقطاب قطيع الخونة العملاء في المحافظات اليمنية المحتلة، الذين لا يمثلون إلا أنفسهم ولا صلة لهم بأحرار وشرفاء المحافظات اليمنية الجنوبية الشرفاء الذين يعافون التطبيع ويرفضونه ويجرمونه ولديهم مواقف ثابتة في دعم وإسناد ومناصرة القضية الفلسطينية والانتصار لمظلومية أهالي غزة المشهودة، ولن يقبل هؤلاء الأحرار بأي عميل متصهين أو خائن متيهود، وسيظل اليمن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه ضد التطبيع والتصهين، وضد مشاريع اليهودة والتأمرك، وستظل القضية الفلسطينية بالنسبة لهم القضية الأولى والمركزية من يومنا هذا إلى أن يكتب الله لغزة وفلسطين النصر المبين.. والعاقبة للمتقين .