منظومة “مدري” الإعلامية الدفاعية بدأت تشهد خفوتًا تدريجيًا في حضورها، ومع هذا الخفوت بدأنا بمشاهدة الصور العاجلة لغارات العدو والحديث عن أماكن استهدافاته .
– يدرك العدو أن أي اهتزاز في هذه المنظومة، يمثل ثغرة خطيرة تسمح له بالنفاذ إلى وعي المجتمع. وهو يراهن على تبدل أولوياتنا الإعلامية مع توالي الأحداث، حتى تتراجع منظومة الدفاع الإعلامي عن موقعها المتقدم في سلم الاهتمامات، فتفقد صلابتها وقوتها، وتصبح في موقع ثانوي يمكن تجاوزه بسهولة، مستغلًا ما يشبه “ذاكرة السمكة” عند الرأي العام .
– إن قصف المباني الإعلامية، واستهداف المؤسسات، وارتقاء ثلة من الصحفيين الأبطال، ليست أحداثًا عابرة؛ بل شواهد واضحة على حجم الأذى الذي يتلقاه العدو من جبهتنا الإعلامية.
هذا الاستهداف مؤشر على أهداف معركة العدو الحالية كونهم يدركون أن الإعلام الوطني بما يحمله من رسائل صادقة وواعية، يمثل سلاحًا يوازي في خطورته جبهات القتال، ولذلك يسعى العدو لإسكات الصوت الوطني، وتفريغ الساحة من الإعلام الوطني “ رموز _ مؤسسات “.
– العدو الإسرائيلي يعرف جيدًا أن التلفزيون في بلدنا، ليس المنصة الأكثر تأثيرًا كما هو الحال في دول أخرى، بل إن الساحة الحقيقية اليوم هي مواقع التواصل الاجتماعي.
إنها الميدان الأوسع، والجبهة الأكثر حيوية، والمنصات التي يتابعها الملايين في كل لحظة. ولهذا، فإن أي تهاون في إدارتها أو ضعف في حضورنا عليها، يمثل خدمة مجانية للعدو.
رسالة إلى فرسان الجبهة الإعلامية وعبرهم لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي :
– أنتم اليوم خط الدفاع الأول في معركة الوعي. كلماتكم وصوركم ومنشوراتكم ومحتوياتكم المرئية أقوى مما يتصور كثيرون، فهي التي تعزز معركتنا الوطنية الصامدة والمواجهة للحرب الإعلامية المضادة لمواجهة الأكاذيب المضللة.
فلا تسمحوا للعدو أن يتسلل للمجتمع بسبب تراجع اهتمامكم وأولوياتكم الإعلامية .
– حافظوا على صلابة موقفكم المسنود بمشروعية القضية وعدالة التوجه التي كانت جبالاً من الوعي عجزت محاولات الأعداء في النيل منه .
– اجعلوا صفحاتكم منابر للحق، وميدانًا للمقاومة، وحائط صدٍّ أمام كل محاولات التزييف والتشويه. أنتم الجبهة المساندة لقواتنا المسلحة التي تفتخر بكم بقدر فخركم بها .
– اجعلوا من كلمات السيد القائد موجهات عملية للعمل بها في جهادكم الإعلامي .
– اجعلوا من قضيتنا المركزية الانتصار لمظلومية أهلنا في غزة أولويتكم الأولى .
– انتبهوا من الانسياق خلف أي دسائس للعدو تعمل على تشتيت اهتمامكم وأولوياتكم عبر أدواته المحلية الرخيصة .
أنتم صوت الوطن وخط دفاعه المجتمعي الأول الذي لا يمكن استهدافه بالصواريخ، ولا يمكن إسكاته بالغارات، فلا تستهينوا بقوتكم، ولا تفرطوا في دوركم.