بعد قطر .. من التالي يا عرب ؟!!

عبدالفتاح علي البنوس

 

منذ السابع من أكتوبر 2023م وكيان العدو الصهيوني يعربد ويغرق في غيه وتوحشه وإجرامه في قطاع غزة بفلسطين المحتلة وسط حالة من الخذلان العربي والإسلامي والتواطؤ الأممي والتآمر والصمت الدولي، دونما اكتراث لهذه الجرائم والمذابح اليومية التي ترتكب بدم بارد على مرأى ومسمع العالم أجمع .
هذا الصمت والتخاذل والتآمر العربي والإسلامي والدولي شكل عاملا مشجعا لهذا الكيان الإجرامي على المضي في توحشه وإجرامه وتغوله واعتماده معادلة وسياسة الاستباحة لكل فلسطين وعدم الاكتفاء بقطاع غزة، والذهاب نحو توسيع دائرة استهدافه، متجاوزا الأراضي الفلسطينية من خلال استهداف جنوب لبنان وانتهاك السيادة اللبنانية على خلفية المواقف الأصيلة للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الداعمة والمساندة لإخواننا في غزة، والذي لم يحظ بأي إدانة أو استنكار من قبل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، بل على العكس من ذلك تماما قوبل بترحاب وارتياح من قبل أنظمة التطبيع واليهودة والتأمرك التي تناصب العداء لحزب الله والمقاومة اللبنانية  .
النهم الإجرامي الصهيوني والنزعة الصهيونية المتوحشة، وطبيعة المشروع الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني التوسعي الكبير ( دولة إسرائيل الكبرى)،  جعلت من النتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة يذهبون نحو العدوان على سوريا وانتهاك سيادتها واستباحة أراضيها وتدمير مقدراتها وخصوصا عقب وصول سلطة الشرع ورفاقه، حيث أوغل الكيان في اعتداءاته وممارساته الإجرامية دون أن تحرك السلطة الجديدة ساكنا، ليصل الأمر إلى احتلال الكيان لمساحات واسعة من سوريا والشروع في إقامة مستوطنات وتعيين قيادات إسرائيلية لإدارة هذه المناطق وسط حالة من التناغم والتوافق ما بين الكيان والقيادة السورية الجديدة، والتي يبدو أنها جاءت من أجل تسهيل تنفيذ هذا المخطط الشيطاني بعد إسقاط نظام الأسد .
وأمام استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة وتواصل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على لبنان وسوريا وفي ظل الصمت العالمي المطبق، ذهب الكيان الصهيوني لتوسيع اعتداءاته مستهدفا بلادنا اليمن على خلفية مواقفها الداعمة والمساندة لغزة العزة والتي لن تكون آخرها جريمة الاستهداف لحكومة التغيير والبناء، والتي قوبلت بحالة من الصمت واللامبالاة والتجاهل من قبل الأنظمة العربية والإسلامية، بما في ذلك ما يسمى بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، في واحدة من أقذع صور الخذلان والتآمر والانبطاح المنقطع النظير  .
وهو الأمر الذي شجع النتن وحكومته على التمادي والتطاول السافر من خلال استهداف دولة قطر بغارات جوية غادرة وجبانة استهدفت مقر إقامة الوفد المفاوض برئاسة القيادي الدكتور  خليل الحية وبعض المنازل التابعة لقيادات حركة حماس بالعاصمة القطرية الدوحة في تصرف مشبع بالاستخفاف والإهانة لقطر،  الدولة التي ترعى المفاوضات إلى جانب مصر، اعتداء همجي غير مسؤول توقعت معه أن تبادر قطر لقطع علاقاتها مع الكيان وتعليق العمل بالمعاهدات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين كأقل ما يمكن القيام به على خلفية هذا الاعتداء السافر والانتهاك الخطير للسيادة القطرية ، ولكن المتحدث باسم الخارجية القطرية اكتفى في بيانه بإدانة قطر للاعتداء بطريقة خجولة وبلغة هادئة تثير الكثير من الشكوك بشأن احتمالية التنسيق القطري الإسرائيلي لهذا الاعتداء والذي يبدو أنه رسالة تحذير لوفد حماس وورقة ضغط لإجباره على القبول بالمبادرة الأمريكية  .
بالمختصر المفيد، كل القراءات والتحليلات واردة وغير مستبعدة فيما يتعلق بالاعتداء على قطر، ولكن الشيء المهم والخطير في الأمر؛ هو أن النتن وحكومته لن تتوقف همجيتهم عند الاعتداء على قطر وما سبقتها من ممارسات عدوانية ضد دول عربية، وسيأتي الدور على بقية الدول العربية ما دامت تتآمر على غزة ودول المنطقة وتلزم الصمت والخذلان تجاه ما يرتكبه الكيان من فظائع، وما دامت مواقفها بكل هذه السلبية إزاء كل الجرائم التي يقوم بها هذا الكيان  .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله..

قد يعجبك ايضا