صنعاء: علي الخيل
شهدت العاصمة صنعاء يوماً استثنائياً، حيث غصّت بملايين الذين خرجوا في طوفان بشري غير مسبوق، احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد تحوّلت فيه المدينة إلى لوحة إيمانية تنبض بالحب والولاء لرسول الإنسانية.
فمنذ ساعات الصباح الأولى، تدفقت الحشود باتجاه ميدان السبعين حاملة الأعلام الخضراء واللافتات المزدانة بعبارات المديح، وارتفعت الأصوات بالأناشيد، وتعانقت القلوب قبل الأيادي، في مشهد غير مسبوق في تاريخ العاصمة.
في مثل هذا اليوم من كل عام يشهد اليمن مهرجانات محمدية مهيبة في مختلف الساحات والميادين احتفاءً بذكرى مولد النبي الكريم، يمتزج فيها الإيمان بالفرح، لتجسّد مكانة الرسول الأعظم في وجدان اليمنيين، وتؤكد أن حبّه ليس مجرد شعور داخلي، بل ثقافة جماعية راسخة.
لم يكن الاحتفال بهذه المناسبة مجرد تظاهرة جماهيرية، بل كان إعلان ولاء روحي، تجددت فيه العهود بالسير على نهج النبي الخاتم واستلهام ما جاء به من رحمة وعدل وصبر وثبات وجهاد، لتتحول الساحات إلى فضاءات إيمانية تشع نوراً وأملاً.
في ذكرى الربيع المحمّدي، فاضت الساحات بالحشود التي توشحت باللون الأخضر ورفعت اللافتات المعبّرة عن الحب والولاء للرسول الأعظم، ورددت بأفواهها وقلوبها: “اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد”.
أكدت الملحمة الأسطورية التي جسّدها اليمنيون اليوم في ميدان السبعين ومختلف ساحات المحافظات قوة التماسك الاجتماعي والإيماني لأبناء هذا البلد، رغم كل الظروف والتحدّيات، وأنهم لا يخرجون لمجرد الاحتفال، بل ليجددوا العهد للنبي الأكرم بالتمسك بنهجه ومبادئه التي حملها من عدل ورحمة وإيثار وصبر وجهاد ونصرة للمظلومين، وتلبية لنداء المستضعفين.
جسّد الخروج المهيب في صنعاء شغفاً جماعياً وحباً خالداً للرسول الأعظم، وشكّل لوحة محمّدية ورسالة للعالم بأن النبي الكريم سيظل حاضراً في قلوب اليمنيين، نوراً يهديهم ونهجاً يوحدهم، وجزءاً أصيلاً من هويتهم الإيمانية.
كما جسد علاقة اليمنيين الوثيقة بالنبي الكريم باعتبارهم الحاضنة الأولى للإسلام كونهم أحفاد الأوس والخزرج الذين كانوا أول من آمن برسول الله وآووه ونصروه، في الوقت الذي تآمر عليه قومه.
وجددت الحشود موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في دعم وإسناد غزة، دون غيره من شعوب العالم العربي والإسلامي المرتهنة للكيان الصهيوني والأمريكي، الذين يتفرّجون على جرائم القتل والتجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق سكان غزة دون أن تحركهم ضمائرهم أو إسلامهم أو حتى عروبتهم.
الخروج المليوني أكد أيضا أن اليمنيين سيظلون أوفياء لرسولهم الكريم، ويجعلون من ذكرى مولده الشريف مناسبة تضيء دروبهم في مواجهة التحدّيات، وعنواناً لوحدتهم وإيمانهم بوعد الله بالنصر والتمكين.
سبأ