تقرير: غزة بلا مدارس.. خيام من قماش قد تُنقذ الموقف

الثورة نت/وكالات

في خيمة من القماش، وعلى مفرش أرضي بسيط تجتمع عدد من الفتيات الغزاويات الصغيرات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن 10 أعوام للبدء في يوم دراسي، مع الإعلان عن بداية العام الدراسي 2025-2026 المفترض أن يبدأ بشكله الطبيعي في قطاع غزة في الأول من سبتمبر من كل عام، إلا أن حرب غزة غيرت قوانين كل شيء..

ففي حين انتهت الإجازة الصيفية وبدأ العام الدراسي في الضفة المحتلة والقدس، والعديد من الدول المجاورة، أجبرت المدارس في قطاع غزة، الحكومية والخاصة والتابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا على التوقف جراء الحرب المستمرة، والقصف والتدمير الذي طال كل جوانب حياة المواطنين.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد تحولت المدارس كافة إلى مراكز إيواء للنازحين، المدمرة منازلهم والذين اضطروا للجوء إليها كمان للإيواء، خاصةً ممن ليس لديهم مقدرة على ايجار الشقق والأراضي الباهظة الثمن..

خيام تعليمية

مدرسة حبيبة التعليمية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، نشأت خلال فترة الحرب، كغيرها من المدارس التعليمية التي انتشرت كمساعد للمدارس الرسمية لاستمرار المسيرة التعليمية للطلاب، فتضم في طياتها المئات من الطلاب الذين يرتادونها للحصول على حصة تعليمية ومواكبة التعليم..

ففي الأول من سبتمبر الحالي ارتأت المدرسة أن تفتح أبوابها للطلاب، للبدء في عام دراسي جديد للاستمرار في المسيرة التعليمية التي توقفت بفعل الحرب، لكن المدرسة ارتأت أن تكمل المسيرة من بين الخيام وفي ظل الوضع الراهن..

الطفلة رهف جمعة (8 أعوام) كانت تحمل حقيبتها على ظهرها فرحةً ببدء عامها الدراسي، وهي لا تعي جيداً لمَ هي تدرس في خيمة وليست مدرسة، لكنها سعيدة بأجواء المدرسة التي حرمت منها خلال العامين الماضيين، حيث لم تفرح بدخول عامها الأول في المدرسة.

 أما والدتها فكانت فرحةً بها، حيث تحاول بقدر الإمكان مواكبتها للتعليم في ظل استمرار انقطاع التعليم في مدارس الوكالة والحكومة، بسبب الحرب الشرسة على قطاع غزة، فوجدت ضالتها في الخيام التعليمية.

خيمة صغيرة تُخرج أجيالاً

بدورها، أوضحت سهير الكرد، مديرة المدرسة، أن إقامة المدارس من قلب الخيم، يثبت أن خيمة صغيرة يمكن أن تٌخرج أجيالاً عظيمة بفعل الإرادة والصمود، موجهةً رسالة للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني من بين الخيام يعلم أجياله ويصنعون أملاً.

وأشارت إلى أن افتتاح العام الدراسي من بين الخيام يؤكد للعالم أجمع، أن الحرب لن تثني شعبنا عن مواصلة التعليم وتربية الأجيال المقبلة، حتى من بين الخيام، معربةً عن شكرها لكل من يدعم هذه المشاريع الهامة.

وتقول الكرد: الجميع يحتاج لاستكمال المسيرة التعليمية، فما يقارب من 400 طالب ينتمون لهذه المدرسة، حيث تم الإعلان عن تسجيل طلاب الصف الأول الجدد، للالتحاق بالمدرسة، كما أن لديها طلاب الصف التمهيدي.

وأعربت الكرد، عن أملها في استكمال عمل الخيمات التعليمية بدعمها، والتي تكمل دور المدارس الأساسية التي يصعب افتتاحها في الوقت الحالي بسبب الظروف الراهنة.

حرمان تعليمي للعام الثالث

بدورها، قالت الأمم المتحدة، أن الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة سيحرمون من التعليم للعام الثالث على التوالي، بسبب ما ترتكبه إسرائيل من حصار وحرب إبادة.

وأوضح متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن العام الدراسي الجديد يبدأ، و”أطفال غزة سيفقدون فرصة التعليم للعام الثالث على التوالي، التعليم حق أساسي ولا يجوز حرمان أي طفل منه”. ودعا دوجاريك إلى “حماية حق الأطفال في غزة في الحصول على التعليم”.

وأكد ضرورة إعادة فتح المدارس وضمان تمكين الأطفال الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعليم، محذرا من أن هذه الأزمة “تهدد مستقبل جيل كامل في غزة”.

تدمير ممنهج للمدارس

وكشفت تقارير حديثة، أن الاحتلال تعمد تدمير المدارس والمنشآت التعليمية، في كافة محافظات القطاع، إلا أن مدينة غزة كانت الأكثر تضررا، ففيها وحدها، دمرت 60 مدرسة و7 جامعات بشكل كامل، فيما تضررت 123 مدرسة و7 جامعات أخرى بشكل جزئي.

وفي شمال غزة، خرجت 44 مدرسة وجامعة عن الخدمة بشكل كلي، بينما تضررت 48 مدرسة جزئيا، أما في خان يونس، فكان الدمار واسعا، حيث دمرت 61 مدرسة و5 جامعات كليا، وتضررت 64 مدرسة وجامعتان جزئيا.

وفي رفح، تضرر قطاع التعليم بشكل كبير، بتدمير 18 مدرسة وجامعة واحدة كليا، إضافة إلى 45 مدرسة وجامعة متضررة جزئيا.

وفي دير البلح، دُمرت 7 مدارس كليا، وتضررت 15 مدرسة وجامعتان جزئيا.

قد يعجبك ايضا