الإبادة الجماعية الممارسة من الكيان اللقيط في غزة وصولاً إلى تفعيل سلاح التجويع يجعل كل أشكال الإجرام والجرائم ليس فقط هو المتوقع منه بل إن كل حروبه ليست غير الإجرام والجرائم والإبادة والتدمير..
ولهذا فإن «النتن» والإعلام الصهيوني والمتصهين سيقدم استهدافه لرئيس الحكومة المجاهد أحمد غالب الرهوي وعدداً من رفاقه الوزراء في صنعاء على أنه إنجاز عسكري واستخباراتي وأنه بمثابة ضربة قاضية لموقف اليمن المساند لغزة وفلسطين..
هذا ليس أكثر من استعمال إعلامي رخيص عديم الجدوى وفاقد التأثير كما يقدمه الكيان اللقيط ويطبل له طبول إعلام الصهينة والأمركة في منطقتنا وذلك ما اعتاده ويعرفه الشعب اليمني..
التاريخ هو قول الفصل تجاه موقف اليمن الإيماني الأخلاقي الإنساني إسناداً لفلسطين وغزة..
ولهذا فهذه الكوكبة اليمنية من الشهداء يمثلون في حد ذاتهم الفرادة اليمنية تاريخياً، فهذه الدماء اليمنية هي فخر لكل يمني ولا أرى أنه لا يوجد ما نفخر به ونفتخر مثل هؤلاء الشهداء، والمفترض أن يتوقف العدو الصهيوني أمام حقيقة أن ما يقدمه على أنه إنجاز وانتصار فالشعب اليمني بدوره وبوعيه الإيماني التاريخي يعتبره انتصاراً وإنجازاً له وذلك ما سيسجله ويوثقه التاريخ..
إذا الصهاينة والمتصهينون يتوهمون أن التاريخ هو ما تسمى «إسرائيل الكبرى» فهذه الدماء اليمنية وكوكبة الشهداء وعلى رأسهم رئيس الحكومة في صنعاء المجاهد «الرهوي» هي إرادة صياغة التاريخ وهي أرضية انتصار الحق وانهزام الباطل..
العدو الصهيوني استهدف في لبنان قيادات حزب الله، واستهدف في إيران قيادات عسكرية بينما استهدف في اليمن حكومة مدنية وهي في ورشة عمل، وبالتالي فكل يمني وطني وشريف لا يمكنه إلا أن يفتخر بأن تكون اليمن أول بلد يقدم كوكبة شهداء ممثلة برئيس الحكومة وأعضاء منها من أجل فلسطين ورفضاً للإبادة الجماعية في غزة..
ومع كل ذلك فإنه كان علينا الاحتراز من حقيقة أننا عرفنا هذا العدو أنه لا يحترم أي قوانين أو نظم أو معايير حروب أو غيرها حتى لو أن مثل هذا الطرح يرضي الشامتين والعملاء والمتصهينين فإنه يعنينا التسليم بأن من سار في قرار هذا الجمع والاجتماع أكان من الشهداء أو الأحياء فإنه أخطأ، والكيان اللقيط في هذا الجانب هو الوحيد في العالم الذي يتعامل فوق كل المنظومات والمنظمات وفوق أدنى المعايير بدعم وبغطاء أمريكي وكل ما يطرح بعد العدوان عن هذا العدو هو ما كنا نعرفه قبل العدوان والأفضل شجاعة الاعتراف بخطأ وقعنا فيه من الارتكاز على حقائق معروفة عن هذا العدو..
هؤلاء الشهداء العظماء لا يسجلون أنفسهم في التاريخ بل باتوا هم التاريخ الإيماني الوطني القومي الإسلامي فوق ما يروج له بنو صهيون وما يتقوله العملاء للأمركة والصهينة وكله كلام سفاهة وتفاهة فاقد الأثر والتأثير..
أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية باتت تملك أقوى إمبراطورية إعلامية عرفها تاريخ البشرية، بل إن ذيولها العربية العميلة والخائنة والمتواطئة هي إمبراطورية بالنسخ أو الاستنساخ لا تقارن بها القدرات الإعلامية المتواضعة للمقاومة ومحور المقاومة، ومع ذلك فإعلام المقاومة ومحور المقاومة هو الفاعل والمؤثر لسبب بسيط هو أنه يقف موقف الحق ويتعامل على أساس الحقائق..
هذه التضحيات التي تُقدم والشهداء العظماء الذين ضحوا بدمائهم وبحياتهم تؤكد أن النصر في نهاية المطاف لن يكون إلا للحق الذي نقف في صفه واصطفافه أياً كانت قوات وقدرات وإمكانات اصطفاف الباطل والإجرام المقابل..
هذا الامتزاج للدم اليمني بالدم الفلسطيني هو شرف كبير لا يمنح ولا يستحقه إلا عظماء ورجال تاريخ أمثال الشهيد «الرهوي» ورفاقه الشهداء من أعضاء حكومة التغيير والبناء، والنضال لا يزال طويلاً ونفسنا وخياراتنا هي أطول وأبعد!!.