زقوت: اليمن ينفق على دعم المحروقات أكثر من الانفاق على التعليم والرعاية الصحية

وافقت ادارة مجموعة البنك الدولي أمس على تقديم منحة طارئة بقيمة 90 مليون دولار لتعزيز برنامج الحكومة اليمنية الذي يهدف إلى حماية الفئات الأكثر عرضة للمعاناة من اليمنيين.
وأوضح بيان صادر عن البنك الدولي تلقت (سبأ ) نسخة منه ان منحة المشروع تهدف إلى الدعم الطارئ للحماية الاجتماعية لتمكين الحكومة اليمنية من مواصلة الإنفاق الاجتماعي مع دفع الإصلاحات الاقتصادية الحيوية قدما إلى الأمام.
ولفت البيان إلى أن اليمن حقق تقدما كبيرا في دفع عملية التحول السياسي إلى الأمام إلا أنه في ظل غياب معدلات قوية للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف فإنه لا تزال هناك العديد من الأسر تعاني لتلبية أبسط احتياجاتها المعيشية .
وفي هذا الشأن سيمول المشروع التحويلات النقدية المقدمة إلى حوالي مليون وإحدى وعشرين أسرة فقيرة من خلال صندوق الرعاية الاجتماعية وهو برنامج شبكة الأمان الاجتماعي الرئيسي في اليمن حسبما جاء البيان .
ووفق البيان ستضمن التحويلات الموجهة حصول الأسر الأكثر فقرا على المساعدات النقدية خلال هذه الفترة والتي تواجه فيها البلاد مجموعة من الصعوبات الاقتصادية والتي تفاقمت نتيجة للتدابير المتعلقة بإصلاح دعم أسعار المحروقات والمواد البترولية .
وتعليقا على ذلك قال مدير مكتب البنك الدولي في اليمن وائل زكوت: “ينفق اليمن على دعم المحروقات أكثر مما ينفقه على خدمات التعليم والرعاية الصحية معا .
وأضاف قائلا: ” من شأن إصلاح نظام دعم المحروقات والذي يعود بالنفع بشكل أساسي على الأغنياء أكثر من غيرهم المساعدة في الحد من العجز الكبير في المالية العامة وتوجيه هذه الموارد المالية القيمة إلى بنود الإنفاق التي تعمل على النمو وتخدم مصالح الفقراء .
وأشار البيان الى ان أحد أهداف المشروع يتمثل في تزويد الشرائح الأكثر فقرا بالوسائل الضرورية للتكيف مع ارتفاع أسعار المحروقات ومساندة تدابير من شأنها تعزيز كفاءة جهود صندوق الرعاية الاجتماعية وفاعليته في الحد من الفقر .
وأوضح البيان ان المشروع سيمول إجراء مسح استقصائي لتحديث قائمة المنتفعين وإعادة تقييم مدى أهليتهم للحصول على الدعم.
ويعد المشروع جزءا من استجابة أكبر حجما للمانحين تم التنسيق لها لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها اليمن في الفترة الراهنة بحسب البيان وقد ساهمت الولايات المتحدة الأميركية بمبلغ إضافي قدره 28.47 مليون دولار دعما لعملية التحويلات النقدية بحسب البنك الدولي .
من جانبه قال رئيس فريق العمل المكلِف بالمشروع من البنك الدولي لير إرسادو لوكالة الأنباء اليمنية سبأ “: حسب تقديراتنا فإن أكثر من نصف سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر وإن عددا مماثلا تقريبا يعاني من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات فورية للحيلولة دون حدوث مزيد من التدهور الذي قد يستمر لعقود من الزمن وستكون التكلفة باهظة لعكس آثاره.
وتابع القول: ” نحن نستجيب من خلال مساندة التحويلات النقدية إلى حوالي 7 ملايين من اليمنيين الأكثر عرضة للمعاناة أكثر من نصفهم من النساء” .
جدير بالذكر أن حافظة البنك الدولي الحالية في اليمن تضم 35 مشروعا يبلغ صافي ارتباطاته فيها 1.1 مليار دولار اميركي .
وتركز المساندة التي يقدمها البنك على تلبية الاحتياجات الملحة مع تعزيز بيئة مستقرة من أجل عملية التحول وإرساء الأسس الضرورية لتحقيق النمو المستدام والشامل للجميع.
وتتوزع أنشطة البنك على مجموعة واسعة النطاق من القطاعات المهمة بما في ذلك التعليم والحماية الاجتماعية والبنية التحتية والصحة والمياه والزارعة والحكم الرشيد .
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الدولية للتنمية وهي ذراع البنك الدولي لمساعدة بلدان العالم الأكثر فقراٍ هي الجهة التي ستقدم هذه المنحة إلى مشروع الدعم الطارئ للحماية الاجتماعية بالإضافة إلى تمويل المزايا النقدية.
من جهة أخرى بحث وزير الصحة العامة والسكان الدكتور رياض ياسين في القاهرة مع فريق البنك الدولي برئاسة مدير الصحة والتغذية للبنك في واشنطن الدكتور أنس بارش مجالات التعاون المشترك بين الوزارة والبنك في مجالات الصحة العام والسكان والسبل الكفلية لتفعيل المزيد من العمل المشترك مستقبلا.
واستعرض اللقاء أوجه الدعم المختلفة التي يقدمها البنك الدولي للقطاع الصحي في اليمن ومجالات التعاون والدعم للمشاريع المزمع إقامتها مستقبلا من خلال تعزيز الجهود فيما ينفذ من مشاريع والعمل على تسريع انجاز الأنشطة الممولة من البنك لا سيما تلك التي تعود بأثر يلمسه المواطن.
وناقش اللقاء الإمكانات المتاحة لدعم البناء المؤسسي للنظام الصحي لليمن للعمل على تنفيذ حزمة قرارات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبرنامج حكومة الكفاءات الوطنية ومنها التوجهات والجهود نحو أقلمة الخدمات الصحية وتعزيز اللامركزية باعتبار القطاع الصحي رائدا في هذا المجال.
من جهته أبدى رئيس فريق البنك الدولي التزام البنك باستمرار دعم القطاع الصحي في اليمن معتبرا الخطوات الناجحة التي حققها اليمن في المجال الصحي نجاحا مضافاٍ للبنك موضحا أن ذلك يأتي امتدادا لادوار البنك التي قام بها مع المانحين لجذب الدعم لليمن سواء من خلال اجتماعات أصدقاء اليمن أو مؤتمرات المانحين.
وأكد الدكتور أنس بارش أن الجمهورية اليمنية تأخذ الأولوية في إطار الخارطة المعدة للدعم من قبل البنك الدولي مشيدا بمستوى التعاون المشترك بين البنك والوزارة وبما تحققه المشاريع المشتركة من انجاز.
حضر اللقاء وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور ماجد يحيى الجنيد ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور عبدالله الشاطر والمحلق الصحي بالسفارة اليمنية بالقاهرة الدكتور عادل الآنسي ومدير عام المركز الوطني للتثقيف الصحي عبدالسلام سلام.

قد يعجبك ايضا