السفير حجازي: المصالحة الوطنية ساهمت في إخراج الجزائر من عشرية النار والدمار إلى السلم والتنمية
أشاد المفكر والأديب الدكتور عبدالعزيز المقالح – رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني بالتجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية الشاملة والتي تعتبر نموذجا فريدا في التصدي للاحتلال الاستيطاني ومقاومة اغتصاب الأرض والدين واللغة..
وأضاف الدكتور المقالح في محاضرة عن التجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية الشاملة أقيمت أمس بصنعاء: إن الجزائر اليوم تقدم نموذجا لا يقل أهمية في مواجهة الصراعات والخلافات الداخلية ووضع حلول إيجابية وشاملة ترضي الأطراف المتنازعة وتجعل النظر إلى المستقبل والبناء وتجاوز المعوقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هدفا للجميع وطريقا واضحا إلى السلم والوئام والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات.
ورحب رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني في المحاضرة التي ألقاها السفير الجزائري في مركز الدراسات بالتعاون مع المركز الوطني لحقوق الإنسان.. رحب بالسفير الجزائري بصنعاء كمال حجازي الذي يستعرض فكرة راقية عن التجربة الجزائرية في المصالح الوطنية الشاملة.
واعتبر المقالح التجربة الجزائرية تجربة فريدة أعادت الاستقرار والسلام إلى الشعب الجزائري الشقيق وأنهت حالات الاقتتال والخلافات التي ذهبت بعشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء.. معتبرا تجربة المصالح الوطنية الشاملة في الجزائر واحدة من النماذج التي تستحق الوقوف أمامها باهتمام واستبصار لاسيما نحن في هذا البلد الذي تنهش جسده العليل الانقسامات والمنازعات وتفقده حالة الطمأنينة والاستقرار والعمل الدؤوب للخروج من قبضة التخلف وما يصاحبه من محاولات لإطفاء مشاعل الاستنارة والوقوف في وجه بناء الدولة المدنية العادلة والديمقراطية.
من جانبه ألقى السفير الجزائري بصنعاء كمال حجازي محاضرة حول تجربة الجزائر في مجال السلم والمصالحة الوطنية حاول من خلالها تسليط الضوء على الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر في فترة التسعينيات ثم تطرق للتدابير التي قامت بها الدولة لمعالجتها كما استعرض تجربة الجزائر في مجال السلم والمصالحة الوطنية ثم عن الإجراءات والتدابير التي تضمنها ميثاق المصالحة الوطنية في مجال العفو وتعويض المتضررين من المأساة الوطنية مستخلصا النتائج المحققة في الميدان والنجاح الذي أحرزته المصالحة الوطنية في الجزائر.
وقال السفير حجازي “شهدت الجزائر في بداية التسعينيات أحداثاٍ دموية لم تعرف لها مثيلا منذ الاستقلال على خلفية انحراف المسار السياسي في البلاد وهيمنة الخطاب الراديكالي المتشدد للجبهة الإسلامية للإنقاذ الذي كان يمثل تهديدا حقيقيا لمبادئ الديمقراطية وقيم الجمهورية مما استوجب توقيف المسار الانتخابي في نهاية سنة 1991م واستقالة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد واستغلال الجماعات الإسلامية لهذا الوضع واتخاذه كذريعة للجوء إلى استخدام العنف وحمل السلاح ضد مؤسسات الدولة وما رافق ذلك من مواجهات دامية بين الجيش وقوات الأمن من جهة وجماعات إسلامية متطرفة من جهة أخرى”.
وقال السفير “لقد دخلت البلاد منذ تلك الفترة في نفق مظلم ودوامة من العنف والفوضى وتخريب المنشآت العمومية من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة دام هذا الوضع المؤسف عشرية كاملة تسمى في الجزائر “بالعشرية الدموية السوداء” ارتكبت خلالها مجازر جماعية فظيعة في حق المواطنين وعمليات اغتيال طالت في بداية الأمر أفراد الجيش والأمن والدرك ثم توسعت فيما بعد لتشمل أعوان وإطارات الدولة والكتاب والمثقفين والإعلاميين والفنانين وكل قوى المجتمع المتمسكة بمبادئ الدولة المدنية وقيم الجمهورية.
واستعرض الخطوات التي قامت بها دولة الجزائر لإيجاد مخرج للأزمة والصعوبات والتعقيدات التي واجهتها وصولا إلى الاستفتاء الشعبي على مشروع المصالحة الوطنية الذي أيده 97% من الشعب الجزائري في 20 سبتمبر 2005م وليؤكد قوة الالتفاف الشعبي حول مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي أخذ صفة الإلزام وتضمن جملة من الإجراءات والتدابير لفائدة العناصر الإرهابية التي تخلت عن العمل المسلح وأصبحت هذه العناصر فيما بعد من اشد المدافعين عن المصالحة الوطنية ولم تتردد في دعوة رفقائها المغرر بهم في الجبال ترك السلاح والانخراط في هذا المسار الذي جنب الجزائر الكثير من المآسي والدمار”.
وحول تقييم التجربة الجزائرية يقول السفير حجازي: “إن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي اقترحه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وأقره الشعب الجزائري في استفتاء عام يعتبر امتدادا لقانون الوئام المدني ومعالجة للأزمة الأمنية في الجزائر وسد الفراغ القانوني وقد مهد الطريق لمرحلة العفو الشامل وجبر الأضرار.
وأرجع سر نجاح المصالحة في الجزائر إلى الفترة الزمنية القصيرة وتفضيل الحل الداخلي ورفض تدخل أطراف أجنبية في الشؤون الداخلية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا