تعد المياه شريانا رئيسيا للحياة, حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه (وجعلنا مöن الماء كل شيء حي) ولكون مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة عمران هي المسؤولة عن توفير المياه النقية والصالحة للشرب لأبناء المحافظة فإن عليها إدراك قيمة المياه وأهميتها في حياة المواطنين مثلها مثل بقية مؤسسات المياه والجهات المعنية الأخرى في عموم محافظات الجمهورية التي يتطلب منها ما يتطلب من مؤسسة المياه بعمران.
ومن هذا المنطلق التقت (الثورة) بالمهندس صالح العماري مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بمحافظة عمران وأجرت معه اللقاء التالي:
ما هي الآلية المتبعة من قبل المؤسسة في توزيع المياه على أحياء مدينة عمران¿
تتمثل آلية توزيع المياه على أحياء مدينة عمران في برنامج عملي أعدته مؤسسة المياه بالمحافظة في سبيل تنظيم عمليات توزيع المياه على المواطنين بالمدينة ووفقا لجدول زمني يضمن ضخ المياه إلى كافة أحياء مدينة عمران بحيث تصل المياه للمشتركين مرة واحدة كل أسبوع وبما يعادل أربع مرات في الشهر وبهذه الآلية تلبى احتياجات المواطنين للمياه.
تغذية وتوعية
كم تيبلغ نسبة تغذية المؤسسة للمياه والصرف الصحي لمدينة عمران¿
في الحقيقة إن نسبة تغذية المياه والصرف الصحي تجاوزت ما كان متوقعا فالمؤسسة حتى وقتنا الراهن تغطي 60% من أحياء مدينة عمران بمياه الشرب.. وتوفر ما نسبته 40% من خدمة الصرف الصحي بالمدينة.
وماذا عن التوعية المتعلقة بترشيد المياه في المحافظة, هل لكم نشاط في هذا الجانب¿
لقد قمنا في هذا الجانب خلال الفترة الماضية بدور لا بأس به إلا أنه في حقيقة الأمر ليس بالمستوى المطلوب, وخلال الفترة القادمة سنقوم إن شاء الله بعمل برامج توعية وإرشادات للمواطنين لما لها من أهمية في ترشيد استهلاك المياه.
دراسات
هل لديكم خطط ودراسات لمعالجة مياه الصرف الصحي لتكون صالحة للاستخدام الزراعي¿
نعم لقد عملنا دراسات نحن والمشروع الألماني وقمنا بتوعية المزارعين ليستفيدوا من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها في الاستخدام الزراعي كونها تصبح بعد معالجتها آمنة للمحاصيل الزراعية وقد نجح المشروع في توعية المزارعين في قاع البون ونحن الآن بصدد رفع تقنية المعالجة في محطة الصرف الصحي.
كيف تمكنت المؤسسة من القيام بأعمالها ومهامها خلال الأزمة التي مرت بها المحافظة مؤخرا¿
من خلال الجهود التي بذلناها طيلة فترة الأزمة التي عاشتها محافظة عمران مؤخرا استطعنا بأقل كادر كان متواجدا في المؤسسة من مهندسين وعمال ومهنيين القيام بالأعمال والمهام المناطة بالمؤسسة ونجحنا في استمرار ضخ المياه لجميع المشتركين بمحافظة عمران رغم الصعوبات التي واجهها موظفو المؤسسة ونحن راضون على ما قدمناه من نتائج رغم الصعوبات والمشاكل التي واجهها العمال والمهندسون وكافة منتسبي المؤسسة في تلك الفترة العصيبة خاصة وفي غيرها من الأوقات والفترات بشكل عام والتي نواجه فيها إشكاليات متكررة جراء العبث من قبل المشتركين في الصرف الصحي الذين يقومون برمي الأحجار والتراب والأوساخ في مشروع الصرف الصحي والذي يسبب انسداد الصرف الصحي ويسبب لنا مشاكل مع المشتركين الذين هم في الأساس المعنيون لسوء استخدامهم للصرف الصحي.
صعوبات وخسائر
ما هي الصعوبات التي تواجهونها¿
أهم الصعوبات التي تربك عملنا هي عدم تسديد مستحقات استهلاك المياه من قبل الكثير من المشتركين مما يؤدي إلى عدم قدرتنا على التشغيل وتوفير المحروقات والمضخات وكذا الربط العشوائي من شبكة المياه دون الرجوع إلى المؤسسة والذي تترتب عليه خسائر باهظة للمؤسسة, مع العلم بأنه ومن باب إنساني وافق موظفو ومهندسو مؤسسة المياه بعمران خلال الأزمة التي عاشتها المحافظة على تأخير صرف رواتبهم لشهرين متتاليين وذلك بغرض توفير مادة الديزل وشرائها من الأسواق لكي يستمر ضخ المياه للمشتركين دون انقطاع رغم الظروف المعيشية الصعبة التي كانوا يعيشونها حينها وهذا العمل الوطني والإنساني يحسب لهم أمام الله وأمام مجتمعهم.
وفي مقابل هذا العمل الجليل أستغرب من عزوف المشتركين عن تسديد ما عليهم من اشتراكات شهرية مع أنه واجب عليهم تسليم الديون المتراكمة عليهم لصالح المؤسسة وقد قمنا ومازلنا نقوم بتوجيه الإنذارات والتحذيرات بفصل المياه عن المشتركين المتخلفين عن السداد إلا أنه لم يتم التجاوب معنا من قبلهم وهذا يحتم علينا اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاههم حتى لا تذهب أموال المؤسسة هدرا ويتردى مستوى الخدمات التي نقدمها للمواطنين وهذا ما سنعمل على تنفيذه خلال الفترة المقبلة.