هذا هو عنوان حديثي في هذا المقال المرتبط برسول الله محمد – صلوات الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين – وقبل أن أسبح في هذا الحديث الشيق أقول لمن يشرب من الماء العكر إن حديثي مع الرسول صلوات الله عليه وآله ينطلق بعضه بأنه حق من حقوق الله وما طلبت من الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله من هذا الحق فهو بإذن الله سبحانه وتعالى وكما هيأ رسالة الأنبياء وفي مقدمتهم رسول الله سيد الكونين والثقلين، فإذا طلبت منه أن يطل على أمته وعلى العالم كله الذي أرسله الله رحمة له قال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.
إن هذا الإطلال -بإذن الله- سوف يجد فيها رسول الله ما يسره في اليمن ‹اليمن يحيي مولده عاما بعد عام في أرقى ما تجود به قريحته وسوف يجد في العالم العربي والإسلامي نماذج محدودة، منهم من قد ذهب ضيفاً من ضيوف الله وهم الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد الكبير العظيم الذي ملأ الدنيا رجولة وشهامة وجعل أبغض خلق لله وهم اليهود تحت قدميه وهو المجاهد الكبير السيد حسن نصر الله ومنهم الخميني رضوان الله عليه وآخرون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه ومنهم من هو على قيد الحياة كالشاب المجاهد الشجاع الذي يتزعم هذه المناسبة بمولدك يا رسول الله و هو السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، هذا الشاب الذي تربى في حضن وليد اليمن بدر الدين رضوان الله عليه وأخيه الشهيد الذي حرك المياه الراكدة في اليمن وفي العالم كله الشهيد حسين بن بدر الدين، ثلاثة تشرق الدنيا بمهجتهم.
إن مما يحزنك يا سيدي يا رسول الله أن الجفاة لك والمنزعجين من إحياء ذكرى مولدك كثر يصعب حصرهم وأسوأهم من العرب والمسلمين لا سيما ممن ارتموا في أحضان اليهود والأمريكان ودعموهم واعتدوا على أموال المسلمين وهم يرون بأم أعينهم ما يصنع اليهود بدعم من أمريكا المشاركة في قتل أطفال المسلمين ونسائهم الحوامل وقتل شيوخهم المسنين وفرض الموت عليهم عن طريق منع الطعام والماء حتى يموتوا جوعا وعطشا على مرأى ومسمع من أمة الملياري مسلم التي كتب الله لها ولرسولها ولها العزة ولكنها لم تتمسك بمصادر العزة ولم تطلبها من الله العزيز المعز، قال الله تعالى:{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } وقال تعالى:{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ {.
ومما يسيئك يا سيدي وقرة عيني في ذكرى مولدك وفي إطلالتك على أمتك أنك ستجد زعامات عربية وإسلامية مصرية وتركية وسعودية وإماراتية وبحرينية وأردنية وسوف تجد شلة أو شرذمة ساقطة من أبناء اليمن يقولون لمن هو أكثر سقوطا وخبثا ولؤما منهم لا تتركونا في منتصف الطريق يريدون أن يعودوا إلى اليمن بالنهج الصهيوني اليهودي الأمريكي قاتلهم الله وأخزاهم وأوقعهم في شر فتنتهم { لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }.
وهذا ما يحزنك ولسان حالك يقول لهم: أبعد أن شرفكم الله بالإسلام والقرآن والإيمان تسقطون هذا السقوط الذي تبكي من عاره وهوله الأرض والسماء وصدق الله القائل:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}.
معذرة يا رسول الله إذا أنا عرضت عليك ما يحزنك ومعذرة ثانية إذا أنا قصرت في حقك، فلو اجتمع عباقرة العالم وصعدوا إلى السماء ليتزودوا من الملائكة ليرضوك، ما استطاعوا، ولو خرج الشعراء العباقرة من قبورهم كالبويصري وشوقي وغيرهما ومن الأحياء كالمتميز وشاعر اليمن الجنيد وغيرهما وجاء الخطباء من كل العالم العربي والإسلامي وجاءت رابطة علماء اليمن بكل ما تحمله من حب واحترام لك، ما استطاع الجميع أن يوفوا بحقك.
أما الذين زعموا أن الاحتفاء بمولدك قد أزعجهم واختلقوا البدعة التي هم فيها بدعة، فكفاهم ردا وتفنيدا لشبهاتهم ما بينه مفتي الديار اليمنية شمس الدين حفظه الله فقد كان هو ومفتي عمان من أنصارك ومن يرون الحق كالشمس في كبد السماء.
اعذرني يارسول الله ثالثة، لأني لم أستطع أن أعطيك حقك، كيف لا وقد جعلك الله رحمة للعالمين: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.