موجة اعترافات بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل تضع العدو الصهيوني في مأزق دولي

الثورة نت/عامر محمد الفايق

تشهد الساحة الدولية زخماً متسارعاً في الاعتراف بدولة فلسطين، مع اقتراب دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، إذ تتجه عدة دول أوروبية وغربية وأستراليا إلى إعلان خطواتها بشكل رسمي، كرد مباشر على العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة.

وبين قرارات اتُّخذت بالفعل خلال العام الماضي، ووعود مؤكدة من قادة دول كبرى، تتشكل ملامح تحول سياسي واسع يحمل أبعاداً قانونية وسياسية وإعلامية واقتصادية، ينعكس على مجريات العدوان ويعيد فتح مسار الدولة الفلسطينية في الوعي الدولي.

البداية.. دول اعترفت بدولة فلسطين

* النرويج، إيرلندا، إسبانيا (مايو 2024).
* سلوفينيا (يونيو 2024).
* أرمينيا (يونيو 2024).
* المكسيك (فبراير 2025).
* دول كاريبية: بربادوس، جامايكا، ترينيداد وتوباغو، والبهاما (ربيع 2024).

الدول المتجهة للاعتراف في سبتمبر 2025

* فرنسا: الرئيس ماكرون أكد أن باريس ستعلن الاعتراف خلال الأمم المتحدة.
* أستراليا: التزام رسمي بالاعتراف في سبتمبر.
* المملكة المتحدة: القرار النهائي سيُحسم في سبتمبر، وسط ترجيحات قوية بالمضي نحو الاعتراف.
* كندا: أعلنت نيتها الاعتراف مشروطة بإصلاحات داخلية للسلطة الفلسطينية.
* مالطا: ستعلن الاعتراف رسمياً في سبتمبر.
* البرتغال: تدرس الانضمام إلى هذه الموجة.
* ألمانيا: أعلنت أنها لن تنضم إلى الاعتراف في الوقت الراهن.

الدلالات والأبعاد

–  اتساع رقعة الاعتراف الغربي: انتقال الاعتراف من دول صغيرة أو محيطية إلى قوى كبرى كفرنسا وأستراليا وكندا، ما يعزز استعادة الشرعية الفلسطينية على المستوى الدولي.
– ارتباط مباشر بالعدوان على غزة: الاعترافات تُطرح كأداة ضغط سياسية لإنهاء العدوان وفتح مسار لـ “حل الدولتين”.
– تباينات أوروبية واضحة: انقسام داخل الاتحاد الأوروبي بين دول مؤيدة للاعتراف وأخرى متحفظة مثل ألمانيا.

التأثيرات المحتملة

1- سياسية: تضييق خيارات “إسرائيل” ورفع كلفة استمرار العدوان أو توسيع الاستيطان.
2- قانونية: تمكين فلسطين من تعزيز تمثيلها أمام الهيئات الدولية وتوقيع اتفاقات ثنائية كاملة.
3- إعلامية: تحويل السردية الإعلامية إلى “قضية دولة مستعمرة وتتعرض للعدوان” بدلاً من “صراع أمني”.
4 – اقتصادية/مادية: فتح الباب أمام مساعدات مباشرة لإعادة إعمار غزة وتنمية الاقتصاد الفلسطيني.
5- نفسية: رفع معنويات الفلسطينيين وترسيخ فكرة أن الدولة الفلسطينية باتت واقعاً سياسياً قائماً.
الاعترافات ودورها في وقف جرائم الإبادة والتجويع بغزة
رغم أن الاعترافات وحدها لا توقف جرائم العدو ميدانياً، إلا أنها تضع “اسرائيل” في مأزق دولي وتمثل أوراق ضغط متزايدة تُرغم “إسرائيل” على مواجهة عزلة سياسية، وتمنح غطاءً لمبادرات وقف إطلاق النار وربطها بمسار سياسي واضح. كما أنها تدفع نحو صياغة “حزمة سياسية” تشمل وقف العدوان وترتيبات أمنية توجه نحو دولة فلسطينية معترف بها دولياً.
وتعد موجة الاعترافات المرتقبة في سبتمبر تحولا استراتيجيا في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية. فهي تُرسّخ حضور الدولة الفلسطينية على المستويات القانونية والسياسية والاقتصادية، وتعيد تعريف معادلة المفاوضات مع “إسرائيل”. وترفع الكلفة السياسية على الاحتلال وتمنح الفلسطينيين زخماً جديداً قد يفتح الباب أمام مرحلة مختلفة من الصراع والتسوية.

قد يعجبك ايضا