جيش العدو يقتحم عاصمة « سلطة عباس» ونابلس في اليوم التالي وسقوط نحو 200 جريح

« إسرائيل» تشرع في ذبح أوسلو.. وعلى أطراف كامب ديفيد ووادي عربه تحسس رؤوسهم

نتنياهو يحتفل ببناء 17 مستوطنة ويتحدث عن اقتراب الضم رسميا للضفة

 

الثورة   /تقرير / إبراهيم الوادعي

آخر قلاع سلطة عباس وعاصمة سلطة اتفاق اوسلو تقتحم وتستباح من قبل جيش العدو الإسرائيلي صباح الثلاثاء.

ارتال المدرعات وحاملات الجند الصهيونية تدفقت على مدينة رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية، ومقر حكم محمود عباس الذي لا يفتأ يطالب حماس بتسليم سلاحها ويصنفها الى جانب الكيان الإسرائيلي بكونها حركة إرهابية وفي اجتماع لقيادة عليا لمنظمة التحرير داهمت محلات واعتلى القناصة أسطح المنازل.

لم يخلو المشهد من الاعتقالات والإصابات، قوات العدو اطلقت الرصاص والقنابل بأنواعها في الشوارع وحولت وسط رام الله الى ساحة حرب حقيقية، نفذت قوات العدو اعتقالات بحق عدد من المواطنين وداهمت بنوكا ومحلات صرافة واعتقلت عددا من موظفيها ، القناصة انتشروا على أسطح المباني وبدا المشهد حربيا بامتياز وكأن العدو يعيد احتلال مدينة رام الله أو يجري تمرينا على احتلال مدينة غزة .

سمع عباس من المقاطعة مقر حكمه ولا ريب أصوات الرصاص والقنابل تدوي في شوارع رام الله بشكل مفاجئ واستغاثات النساء والأطفال، في احد الشوارع وثقت الكاميرات جنودا يلقون قنابل صوتية على محل حلاقة للنساء .

عاش السكان في رام الله ساعات عصيبة قبل ان تنسحب قوات العدو الصهيوني والذريعة ذاتها ملاحقة مطلوبين ، وهي ذريعة تستخدمها سلطات العدو منذ عام 67م تاريخ احتلال الضفة الغربية .

جيش العدو بلغ في اقتحامه لرام الله مناطق لم تطاها قدمه منذ اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسرعرفات في رام الله ، – في عام 2002، حاصرت القوات الإسرائيلية مقر عرفات الرئاسي (المقاطعة) في رام الله، لمدة عامين.

ونتيجة لتدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ، خرج عرفات من مقره في المقاطعة وتم نقله إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا لتلقي العلاج [2غير انه توفي فجر يوم الخميس 11 نوفمبر 2004م، وسط اتهامات للعدو بتسميمه بمادة البولونيوم المشع بتواطئ من دحلان وعناصر في السلطة بينهم عباس- يبدو ان اليوم الذي سيشرب منه عباس من نفس الكأس قد اقترب ، رغم عمالة الأخير بشكل واضح لتل أبيب ومطالبته بإنهاء كافة أشكال المقاومة المسلحة للعدو الإسرائيلي ، وتعاون قواته في ذلك مع العدو الإسرائيلي.

عودة قوات الجيش الإسرائيلي الى رام الله الثلاثاء أخطر في سياق وضوح مشاريع تصفية السلطة حيث يجري الحديث عن تقسيم مناطق الإقامة في الضفة الى 14 بؤرة منفصلة عن بعضها ولكل منها حكما ذاتيا وإدارة محلية ، وأيضا ضم الضفة حيث صدّق الكنيست الإسرائيلي مساء الاربعاء 23 يوليو الفائت على مقترح غير ملزم يدعو «الحكومة الإسرائيلية» إلى فرض سيادتها على الضفة الغربية وغور الأردن. وبرغم كونه لا يلزم الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ القرار، غير أنه يعكس توجها سياسيا لترسيخ مشروع الضم .

وأعلنت «إسرائيل» اقرار مشروع استيطاني في الضفة الغربية المحتلة، من شأنه تقسيم الضفة إلى شطرين شمالي وجنوبي بصورة فعلية ، ويعزل القدس عن الضفة الغربية بشكل كامل ، ويجعل من الصعب بشكل كبير، إن لم يكن مستحيلا تشكيل دولة فلسطينية متصلة جغرافيا.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، تعليقا على موافقة اسرائيل على خطة الاستيطان في منطقة E1 شمال الضفة الغربية، إن «الدولة الفلسطينية لا تُمحى بالشعارات بل بالأفعال».

توارى عباس كما توارت قواته التي تبرع في ملاحقة المقاومين على امتداد مدن ومخيمات الضفة، فخلال الأشهر الأخيرة قتلت قوات امن السلطة عددا من المقاومين بينهم قادة وابطلت مفعول مئات العبوات الناسفة زرعت في طريق القوات الإسرائيلية التي تداهم بلدات ومدن الفلسطينيين ليل نهار وبشكل يومي.

وفي ديسمبر الماضي قتلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، أحد قادة «كتيبة جنين» التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، يزيد جعايصة، خلال اقتحامها لمخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، وجرحت مدنيين خلال العملية.

وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، السبت 14 من ديسمبر ، إن الأجهزة الأمنية، بدأت « تنفيذ خطوات جديدة، في إطار جهودها المستمرة لحفظ الأمن والسلم الأهلي وبسط سيادة القانون، وقطع دابر الفتنة والفوضى، في مخيم جنين».

وأضاف رجب، في بيان صحفي، أن هدف الخطوات الجديدة هو «استعادة مخيم جنين، من سطوة الخارجين على القانون، الذين نغصوا على المواطن حياته اليومية، وسلبوه حقه في تلقي الخدمات العامة بحرية وأمان».

وحاولت اعتقال احد قادة المقاومة في مخيم نور شمس المحاصر منذ عامين تقريبا، خلال تلقيه العلاج في طولكرم قبل ان يحميه الأهالي ويقتله العدو الإسرائيلي لاحقا.

وخلال الأشهر الماضية بلغ التوتر أوجه بين فصائل المقاومة وقوات الأمن الفلسطينية ، لولا حرص قيادات المقاومة لكان الوضع على الأرض مختلفا الأن.

وبالعودة الى الاقتحام كما اشرنا غابت قوات امن السلطة ، وترك الاهالي يواجهون حماية رام الله ، حيث واجهوا بالحجار قوات العدو الإسرائيلي التي اقتحمت البيوت واطلقت النار في كل الاتجاهات ، يتحدث الهلال الاحمر عن 58 جريحًا؛ منهم: 8 بالرصاص الحي و14 بالرصاص المطاطي و5 بشظايا الرصاص.

نابلس

وفي اليوم التالي تعرضت نابلس الى اقتحام مماثل وتحدث الهلال الأحمر الفلسطيني عن نحو80 جريحا نتيجة الاقتحام الكبير للمدينة ، ومجددا غابت قوات امن السلطة وغابت سلطة عباس عن المواجهة ..

وبينما كان الرصاص يدوي في نابلس كان المجرم بنيامين نتنياهو يحتفل بالمصادقة على بناء 17 مستوطنة في الضفة الغربية .

وجاء في كلمته «وعدت قبل 25 عاما بأننا سنرسخ جذورنا، وفعلنا ذلك معا. وقلت إننا سنمنع قيام دولة فلسطينية، ونحن نفعل ذلك معا». وأردف: «نحن نعزز سيادتنا في الضفة الغربية».

الأخطر في مشاريع الضفة جرى اقراره قبل نحو أسبوعين من الان بناء مستوطنات ضمن مشروع يعرف إسرائيليا بمشروع EI وهو مجموعة مستوطنات ستؤدي عند اكتمال بنائها الى عزل القدس عن باقي مناطق الضفة الغربية ، وقسم الضفة الغربية الى منطقتين جغرافيتين شمالية وجنوبية ، وانهاء بشكل عملي وتام فكرة قيام دولة فلسطينية ولو على حدود 67م.

من يجب ان يتحسسوا رؤوسهم

صدى الرصاص والاقتحام لعاصمة اتفاق اوسلو، بلغ عمان والقاهرة فأصدرت سريعا بيانات مستنكرة، اقتحام رام الله في سياق إعلان إسرائيل الكبرى رسالة حكومة العدو بان اتفاق اوسلوا شارف على نهايته وأنها بصدد الإجهاز عليه عمليا ، بعد إقرار مشاريع الضم وفرض السيادة على الضفة ..

لم يكن اعلان نتنياهو عن مشروع إسرائيل الكبرى في سياق المماحكات السياسية او دغدغة الداخل الصهيوني وانما اتى في اطار عملي حيث قواته تعمل الان في غزة لتهجير الفلسطينيين ، وفي الضفة التي تشهد اعلى معدلات تهجير منذ 67م ، وتجدر الإشارة هنا الى ان المنازل المهدمة في مخيمي نور شمس وطولكرم تتجاوز الـ 500 منزل وبناية سكنية ، والمهجرين يتجاوزون الـ 5 الاف عائلة لم يعودوا منذ عامين الى المخيمين المحاصرين..

مشروع إسرائيل الكبرى بدا عمليا فسوريا سقطت في يد عملاء واشنطن وتل ابيب ، «اللحي» التكفيرية تعمل هناك بشكل جيد لخدمة المشروع وتحضر الأرضية للتطبيع وغدا للاحتلال .

مشروع إسرائيل الكبرى سيقتضي اسقاط 3 اتفاقيات هي أوسلو ووادي عربه وكامب ديفيد ، والسكين التي تمرر الان على رقبة اتفاق اوسلو في رام الله ، ستمرر غدا على رقبتي الاتفاقين انفي الذكر في عمان والقاهرة ..

لقد اخطات مصر بالمشاركة في حصار غزة ودعم العدوان على غزة عبر دعم موقف الجيش الإسرائيلي القتالي حيث لم تتوقف شحنات الأسلحة على متن السفن المصرية الى موانئ الكيان ، ولم تتوقف القاهرة عن دعم الاقتصاد الصهيوني عبر الشحن البحري والاحتيال على الحصار اليمني للكيان الإسرائيلي ، وآخرها مد الاقتصاد الإسرائيلي بمبلغ 35 مليارا اتفاقية شراء الغاز الفلسطيني المسروق.

وبتقدير عسكري فالجيش المصري لن يمكنه الصمود كما صمدت حماس التي يتمتع مقاتلوها بعقيدة ايمانية ولديها قيادة مؤمنة عصية على الاختراق وتتقن عمليا حرب الجيل الرابع الهجينة بين عمل العصابات والجيوش التقليدية ، بينما لا يحتكم الجيش المصري على أي من ذلك ، ولديه من القيادة العميلة ما يؤهل العدو للقضاء على مفاصل قوته في اللحظات الأولى وتكرار تجربة 67م .

وفي الخلاصات.. ونتيجة الخذلان والتواطؤ إزاء غزة حاجز الصد الأول في المنطقة، وكما وجد عباس نفسه بالأمس مذلولا بمقر المقاطعة ، فرت قواته من المواجهة ، سيجد أطراف اتفاق كامب ديفيد ووادي عربه أنفسهم يلعقون الاتفاقات تحت قدم طرف لم يحترم اتفاقا الا تحت سوط القوة.

 

 

قد يعجبك ايضا