باكستان تراهن على طائراتها القتالية لدفع مبيعاتها من الأسلحة

تراهن باكستان اكبر مستورد للتجهيزات العسكرية على نموذج جديد من طائرتها القتالية “جي اف-17” لتصبح مصدرا كبيرا للأسلحة وتدعم اقتصادها الهش.
والجيش الباكستاني الكبير الذي يعتبر المؤسسة الأكثر نفوذا في البلاد استورد لوقت طويل القسم الأكبر من عتاده العسكري من الخارج مقتربا في السنوات الأخيرة من الصين بعد أن تعامل طيلة عقود مع الولايات المتحدة.
ويأمل الجيش الآن في قلب هذا الاتجاه مع دباباته وطائراته الاستطلاعية من دون طيار وكذلك مع نموذجه الجديد لطائرة “جي اف-17” التي تم تصميمها وتطويرها بمساعدة بكين. والطائرة الجديدة التي صنعت في المجمع الوطني لصناعة الطيران في محيط العاصمة أسلام أباد كانت خلال هذا الأسبوع احد نجوم المعرض الدولي للتجهيزات العسكرية في كراتشي العاصمة المالية للبلد المسلم الوحيد الذي يملك السلاح الذري.
وسيتم تسليمها في بادئ الأمر لسلاح الجو الباكستاني الذي يقصف بكثافة منذ أشهر عدة مواقع لحركة طالبان وغيرها من المجموعات المتمردة الإسلامية المسلحة في المناطق القبلية شمال غرب البلاد الحدودية مع أفغانستان.
وأعلن رئيس المجمع الوطني لصناعة الطيران الماريشال جواد احمد لوكالة الصحافة الفرنسية”سنسلم القوات المسلحة 16 طائرة جي اف-17 (النموذج الجديد) سنويا”. وأوضح أن الطائرات الخمس الأولى ستخرج هذا الشهر من المصانع التي تتمتع بطاقة إنتاج 25 طائرة في السنة.
وبدا الجيش الباكستاني في 2010م باستخدام أولى طائراته من طراز “جي اف-17”. إلا انه لم يستخدمها في غاراته الجوية الأخيرة في شمال غرب البلاد مفضلا عليها الطائرات الحربية الكلاسيكية أف-16 الأميركية الصنع.
ولم يكشف الماريشال عن سعر الطائرة الجديدة “جي اف-17”. لكن “عددا من الدول النامية ابدت اهتماها” بالطائرة الحربية الباكستانية الجديدة كما قال. ولم يذكر الماريشال اسماء هذه الدول لكن مصادر مقربة من الملف أشارت إلى دول في آسيا الوسطى وأميركا الجنوبية وأفريقيا.
وطائرة “جي اف-17” الجديدة مزودة خصوصا بقدرة كبيرة على حمل الصواريخ وبنظام أفضل للتزود بالوقود جوا كما أوضح الماريشال احمد الذي يصف الطائرة على أنها طائرة خفيفة تفوق سرعتها سرعة الصوت ومتعددة المهمات قادرة على العمل حتى علو يقارب 17 الف متر.
ورأى المحلل والاختصاصي الباكستاني في مسائل الدفاع حسن عسكري أن باكستان تأمل في إقناع زبائنها المحتملين بالرابط الجيد بين نوعية الطائرة وسعرها وهي تقصد خصوصا دول الخليج التي تدعمها عسكريا. وعلى الرغم من أن السلطات تجنبت حتى الآن الكشف عن سعر الطائرة إلا أن الخبراء في القطاع يتوقعون أن يكون دون ثمن آلاف-16 الأميركية الذي يراوح بين 16 و18 مليون دولار (13 إلى 14,6 مليون يورو).
ولفت عسكري إلى انه مع بيع هذه الطائرة “تضطلع باكستان بدور جديد” في تزويد التكنولوجيات المتقدمة ذات معدلات الأرباح العالية. والمعرض الدولي للتجهيزات العسكرية الذي حطم الرقم القياسي من حيث مشاركة ممثلي 209 شركات من 23 دولة في نسخته الثامنة يشهد أيضا على إرادة باكستان احتلال مكانة لها في سوق التسلح الشاملة.
هذه الصادرات قد تساعد باكستان خصوصا في إعادة تشكيل مخزونها من العملات الأجنبية والذي بدأ يعيد بناء نفسه بعدما تدهور بصورة كبيرة قبل عام إلى ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) مقابل قرابة 15 مليار دولار (12,2 مليار يورو) في 2011م. وستساعد أيضا اقتصادها المأزوم بسبب الوضع الأمني وأزمة الطاقة على تنفس الصعداء.
وبحسب المكتب الباكستاني لترويج صادرات الدفاع فإن إسلام آباد باعت في السنتين الماضيتين أسلحة وطائرات وعربات وذخائر لأكثر من 35 دولة بينها دبابات لبنجلادش وسريلانكا وبورما ونيجيريا. وهكذا تأمل الشركة العامة لصناعة الدبابات والعربات المدرعة “هيفي انداستريز تكسيلا” أن تبيع قريبا دباباتها من طراز “الخالد” للمملكة العربية السعودية.
وإضافة إلى النوعية والسعر يتعين على الزبائن المحتملين أن يتأكدوا من أن باكستان يمكن أن تزودهم لوقت طويل بقطع الغيار كما لفت الجنرال المتقاعد طلعت مسعود مشيرا هو أيضا إلى الأهمية التكنولوجية والمالية الكبيرة لهذه الصناعة بالنسبة إلى البلد. ولاحتلال مكانتها في هذه الأسواق سيتعين على إسلام آباد أخيرا أن تثبت صدقيه تجهيزاتها بدءا من الطائرات التي سجلت بعض القصور أخيرا.
وهذه السنة تحطمت طائراتا تدريب من طراز “مشاق” صنعتهما باكستان وباعتهما لدول في الخليج أثناء عمليات تحليق روتينية. وقتل طياران في الحادث الأول وجرح اثنان آخران في الحادث الثاني.

قد يعجبك ايضا