
حسم صراع استمر عقودا طويلة بات أمرا لا بد منه لاجتثاث مرض يهدد الكثير من سكان اليمن مخلفا آلاف الضحايا ..إنه مرض البلهارسيا الأوسع وبائية في مناطق كثيرة باليمن والذي بات خطره يطال الملايين من المواطنين.
وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن المصابين بمرض البلهارسيا في اليمن بلغ (3 ملايين) مواطن وأن (80%) من مجمل المصابين ينتمون إلى الفئة العمرية مابين(6 – 18 عاما) وقد اكد المختصون أنها الفئة الأكثر تعاملا مع المياه العذبة الراكدة والبطيئة الجريان غير الآمنة معتبرين السباحة في هذه المياه السبب الأول للوقوع في شرك الإصابة بالمرض.
من جانبه أوضح الدكتور/ رياض ياسين عبدالله- وزير الصحة العامة والسكان أن مشكلة مرض البلهارسيا تحتل أولوية ضمن سياسات واستراتيجيات وزارة الصحة فهي ليست مشكلة محدودة الأثر بل واسعة الانتشار إلى حد مقلق .
مبينا الانعكاسات السلبية التي فرضها هذا المرض صحيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا ما أفضى إلى تزايد الإنفاق الحكومي والأسري على الرعاية الصحية والعلاج للحالات المرضية المزمنة فارضا أعباء إضافية وتداخلات علاجية مستمرة.
وأكد الوزير/ رياض ياسين أن انتشار المرض يعد الأوسع بين أوساط الفقراء خصوصا في الأرياف بسبب غياب وقلة أو ندرة مشاريع مياه الشرب النظيفة الآمنة مما يجبر الكثيرين إلى استخدام مياه البرك والحواجز المائية والغيول كحل بديل.
إلى ذك حذر الدكتور/ سامي الحيدري- مدير البرنامج الوطني لمكافحة البلهارسيا من مغبة التهاون في علاج مرض البلهارسيا والذي عزاه إلى الجهل بخطورة هذا المرض ولكونه أحد الأمراض التي لا تصاحبها في بداية الإصابة- لدى بعض الحالات- عوارض وعلامات مرضية حادة تبعث على القلق.
مؤكدا أنه إذا لم يعالج المصاب بالبلهارسيا في وقت مبكر فقد توصله بعد سنوات متعددة إلى منعطف خطير تظهر معه مضاعفات فادحة قد تؤدي إلى الوفاة.
وفي سياق متصل أشار الدكتور/ عبدالحكيم الكحلاني إلى أن ثمة حملة وطنية لمكافحة البلهارسيا خلال الفترة مابين(11-8 ديسمبر 2014م) وأنها ستستهدف معالجة(5ملايين) مواطن ذكورا وإناثا من عمر(6سنوات فما فوق) في (78) مديرية ذات وبائية عالية بالبلهارسيا تابعة لأربع عشرة محافظة في كل من(تعز أبين عمران إب المحويت الضالع ريمة ذمار لحج صعدة حجة صنعاء حضرموت الساحل الحديدة).
وأوضح أن هذه الحملة الوطنية تقدم للمستهدفين علاجا آخر مضادا للديدان الطفيلية المنقولة بالتربة الأكثر انتشارا في اليمن وأهمها(الإسكارس انكلستوما تريكوريس ترايكورا).
وأكد الكحلاني أن العلاجين آمنان ويحققان نسبة نجاح كبيرة جدا في القضاء على هذه الأمراض وأنهما يؤمنان علاجا للمرضى ووقاية لغير المرضى.
وبدوره برر الدكتور/ الحيدري معالجة هذه الديدان بمعية مرض البلهارسيا إلى كونها ضمن أبرز مسببات سوء التغذية فقر الدم الغذائي الهزال وضعف النمو والمناعة المكتسبة لدى الأطفال في سن المدرسة وكذلك لإسهامها في إبطاء النمو الذهني وإضعاف الاستيعاب والتحصيل الدراسي.
داعيا جميع الأسر والمواطنين المستهدفين بالعلاج من عمر(6سنوات فما فوق) في عموم المديريات المشمولة بالحملة إلى بلوغ المعالجة فيها دون الإبطاء وأن يساهموا في التشجيع والدفع بكل من يمت لهم بصلة قرابة أو صداقة لتلقي هذه المعالجة دون تأخير حتى لا تفوتهم الفرصة.
مستثنيا من هذه المعالجة النساء الحوامل وذوي الأمراض المزمنة الحادة في الكبد والمصابين بالفشل الكلوي.