صنعاء تتلألأ بالنور.. احتفالات المولد النبوي تشع بروح الصمود اليماني

 

 الثورة  / تحقيق مصوّر / عادل حويس

في عمق المحنة حيث تدوّي أصوات المعاناة ويخيّم صمت العالم الثقيل تُضيء صنعاء شموع الأمل وتنثر عبق الإيمان في سماء الاحتفال بمولد النور المحمدي.

إنها ليست مجرد مناسبة دينية عابرة بل هي قصيدة مجد تُنشد بحروف من نور وشهادة حية على إيمان لا يكسر وروح لا تستلَب.

صنعاء.. مدينة تتنفس الإيمان

تحتضن الشوارع والأزقة القديمة فرحة لا توصف وكأن الجدران الحجرية تهمس بذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

الرايات الخضراء ترفرف كأجنحة حمائم السلام تحيي كل مارة بقولها: «ها نحن هنا.. صامدون بإيماننا!

الأنوار المتلألئة تنسج خيوطاً من الذهب والأخضر على جبين المدينة وكأن كل مصباح يردد: «محمد نور لا يُطفأ».

أصوات الأطفال تملأ الفضاء ترانيمَ حبّ وابتهالات وكأن قلوبهم نقارات تعلن الولاء للرسول الأعظم.

احتفال يزهر بين ركام الحرب

في العام العاشر من العدوان حيث يحاصَر الجوع بقطع الحلوى وتقابل القنابل بزغاريد الفرح تخلد صنعاء معجزة الإيمان:

الحلوى الموزعة تذكر العالم أن اليمنيين يزرعون الحب حتى في زمن المجاعة.

الزغاريد والهتافات تُحوّل ساحات المدينة إلى منابر للفرح كأنها تقول: «لن تقتلوا فرحتنا كما لن تقتلوا إيماننا».

الترانيم النبوية تثقب صمت العالم وتسمعه صوت شعب يؤثر الذكرى على الأنين.

كلمات تنقش على جدار الزمن

يقف الحاج «علي عبدالله» بين الأضواء وهو يعلق فانوساً أخضر، ويقول ببسمة تختزل سنوات الصبر: «نُزيّن شوارعنا كما زيّن رسولنا صلى الله عليه وسلم الدنيا بأخلاقه.. ولن تمنعنا القنابل من إشعال نوره في قلوبنا!.

رسائل من قلب العاصفة

هذه الاحتفالات ليست مجرد طقوس بل هي بيانات تكتب بدماء الصمود:

للأعداء «شعبٌ يعشق نبيه بهذا العمق لا يعرف معنى الهزيمة».

للأمة: «اليمن السليب ما زال يحمل مشعل الحب النبوي، ويحمي تراث الإسلام الأصيل.

للتاريخ «ها هم أبناء بلد الصحابة يجددون العهد.. نوراً فوق الأنقاض وإيماناً يتحدّى السقوط.

ختاماً.. نورٌ لا يعرف الغروب

عندما تلبس صنعاء حلتها الخضراء فهي لا تنتظر إعجاب العالم بل تلقنه درساً في معنى الكرامة.

اللهم صل على من جعلت حبه إيماناً، وذكره شفاءً، واتباعه نجاةً.

قد يعجبك ايضا