الثورة نت /..
جدّد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن عمليات الإسناد اليمنية مستمرة في مسارها العسكري والبحري، دعمًا للشعب الفلسطيني وإسنادًا لمقاومته والمجاهدين في غزة.
وقال السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، “في تأثير العمليات اليمنية على العدو الإسرائيلي، أعلنت شركتا الخطوط الجوية الهندية والإيطالية عن تأجيل عودتهما للعمل بمطار اللد الذي يسميه كيان العدو باسم أسوأ مجرميه “بن غوريون” حتى 30 سبتمبر و25 من أكتوبر نتيجة الوضع في فلسطين”.
وتحدث عن فعالية ودور جبهة الإسناد اليمنية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مبينًا أن القوات المسلحة نفذت هذا الأسبوع عمليات ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وبئر السبع والنقب وأم الرشراش في فلسطين المحتلة.
وأوضح أن هذا الأسبوع نفذت عملية استهداف ضد سفينة مخالفة لقرار الحظر في أقصى شمال البحر الأحمر، مؤكدًا أن الموقف اليمني متكامل رسميًا وشعبيًا وعسكريًا وفي كل المجالات، ويمثل نموذجًا فريدا، مشيرا إلى أن الثبات في الموقف الصحيح هو ترجمة وتجسيد عملي للبصيرة والوعي والرشد.
واستهل قائد الثورة كلمته بالحديث عن مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة، مبينًا أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع بشراكة أمريكية أكثر من 3500 من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والنازحين.
وقال “من شهداء جريمة الإبادة الجماعية للعدو الإسرائيلي هذا الأسبوع، نتيجة الصناديق والطرود التي تلقى على رؤوس الفلسطينيين من الجو باسم المساعدات”، معتبرًا جريمة التجويع من أقبح وأسوأ جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول أن يخادع العالم بأنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدفه، مضيفًا “لو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة من إلقاء المساعدات جوًا لما توفر منها خلال ثمانية أشهر ما يقابل يومًا واحد مما يدخل عبر المعابر المغلقة”.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي مع الضجة العالمية الكبرى، يترك المجال لإدخال القليل جداً منها مما يحمل مواد غذائية قد انتهت صلاحية استخدامها، كما احتجز كيان العدو الشاحنات على أبواب المنافذ حتى انتهت صلاحيتها ثم يسمح بدخول القليل منها بما لها من أضرار على الشعب الفلسطيني.
وتابع “لا يزال هناك شهداء يومياً من التجويع وهناك كل يوم ارتقاء المزيد من الشهداء ولا سيما من الأطفال الأكثر تضرراً والأقل تحملاً”، واصفًا معاناة الأطفال بالكبيرة جداً نتيجةً التجويع وسوء التغذية.
ولفت إلى مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية التي ما تزال تقدم وجبات القتل باستمرار في كل يوم، مشيرًا إلى أن جنود العدو الإسرائيلي يتعمدون الاستهداف المباشر والقنص المتعمد للأطفال بإصابات قاتلة عمداً.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي قتل حشودًا بأكملها بالرصاص أثناء تجمعات المواطنين في نقاط التوزيع، ويستهدف جيلاً كاملاً من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهذا يتم توصيف الجرائم بالإبادة الجماعية في القطاع وحقيقتها فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية.
وأكد السيد القائد، أن استهداف الأطفال يعبر عن قسوة وإجرام ووحشية وانتهاك لكل الحرمات وتجاوز لكل الاعتبارات المتعارف عليها، معتبرًا جرائم العدو الإسرائيلي شاهدًا على أنه قد بلغ إلى حد التجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية وأنه لا يعترف بشرع إلهي، ولا بقوانين، ولا بمواثيق، ولا بحقوق ولا بأعراف.
وتطرق إلى تعمد العدو الإسرائيلي استهداف الإعلاميين، حيث استهدف هذا الأسبوع ستة من الصحافيين في خيمتهم وهي مجزرة متعمدة واستهداف مقصود، وحين يستهدف الإعلاميين هو لا يريد للحقيقة أن تصل للناس في مختلف أنحاء العالم.
وعد الحقيقة الإجرامية للعصبة المجرمة الطاغية الصهيونية، بلغت من الإجرام ما لم يبلغ غيرها في كل أنحاء الأرض، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لم يبق شيئاً من الجرائم بأشكالها وأصنافها إلا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومضى بالقول “الأعداء الصهاينة هم مجرمون من جهة ومتفننون في ابتكار أساليب الاضطهاد والتعذيب والظلم والإجرام، وعندما نتأمل في أنواع الجرائم التي يرتكبها الأعداء الصهاينة يصاب الإنسان بالذهول مما بلغوه من التوحش والعدوانية والحقد”.
وذكر قائد الثورة أن جرائم العدو تعبر عن النفسية المتوحشة والحقودة وعن أهداف الإبادة الجماعية، والأعداء الصهاينة يريدون أن يقتلوا أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة بكل أشكال ووسائل الإبادة، ومن أهداف الأعداء الرئيسية الإبادة بكل الوسائل والأساليب، عبر الأوبئة، والقتل المباشر، وبالتجويع والتعطيش، والتهجير القسري.
وأشار إلى أن الأعداء لديهم هدف تجاه الأمة وهو السعي لإبادة أكبر قدر ممكن منها، وتهجير أيضاً أعداد كبيرة منها، والإخضاع والسيطرة على البقية، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي يسعى عبر الآخرين من خلال الفتن التي يهندس لها ويصنعها إلى تحقيق هدف الإبادة للآخرين.
وبين أن الإسراف هو العنوان لإجرام اليهود الصهاينة بتجاوزهم لكل الحدود في الكم والنوع والكيف في مستوى الإجرام، وفي كل مرحلة يعلن العدو الإسرائيلي عن مناطق آمنة، ثم يستهدف النازحين فيها ليتم تهجيرهم إلى مناطق أخرى.
وأكد أن العدو الإسرائيلي لا يترك فرصة الاستقرار للنازحين في قطاع غزة، ضمن أساليبه وممارساته الإجرامية التي تهدف إلى التضييق الشديد عليهم، موضحًا أن قادة الصهاينة وزعاماتهم الدينية والروحية جميعهم في حالة رهيبة جداً من النزعة الإجرامية التي هي بالنسبة لهم فكر ومعتقد وثقافة.
واعتبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قادة الصهاينة، الجهة الموجهة للمجتمع والمربية لجيله الناشئ على الإجرام كثقافة ورؤية، لافتًا إلى أن بعض المجندات الصهيونيات يتباهين بقتل عدد كبير من الأطفال بشكل متعمد كوسيلة للتسلية.
وأردف قائلًا “لا ينبغي أن ننظر إلى جرائم العدو وأفعاله وكأنها تصرفات لا صلة لها بما هم عليه من فكر وثقافة وتوجه سياسي، فجرائم الصهاينة تجسد حقيقة ما هم عليه من الفكر والثقافة، وبالتالي هم خطر حقيقي على شعوب أمتنا”.
وأشار إلى أن الخطر الأكبر على الأمة هو في التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو، وفي التقبل للصورة الإيجابية التي يقدمها الموالون له، ما يجب على الأمة وبالذات العلماء والمثقفون والمعلمون والخطباء أن يرسخوا في أوساط أبناء الأمة قدسية المسجد الأقصى.
وشدد السيد القائد على ضرورة أن تبقى قدسية المسجد الأقصى راسخة في أوساط الأمة وأن تعي خطورة التفريط بالمقدسات، ومن الأشياء المؤسفة في واقع الأمة الإسلامية هو تأثير اليهود عليها بسياسة الترويض.
وقال “هناك إغفال في النشاط التوجيهي والتعليمي والتثقيفي لكثير من المسائل المهمة، فالعدو الإسرائيلي يشتغل في اتجاه معاكس لفصل ارتباط الأمة بكل ما هو مهم لها من مبادئ إسلامية، والمبادئ الأكثر أهمية للأمة يعمد العدو لفصل الأمة عنها ويقدم النقيض والبديل الذي له أثره المختلف تماما في واقع الأمة”.
وأضاف “في الموجهات والسياسات الرسمية تشطب وتضيع المبادئ والقيم الإسلامية وكل ما يساهم في نهضة أمتنا ووعيها وبصيرتها، وقدسية المسجد الأقصى من أهم ما ينبغي التركيز عليه في واقع الأمة وعلاقة الأمة بالمقدسات وخطورة التفريط بها”.
ولفت إلى أن الأعداء الصهاينة يستمرون في الاقتحامات في مساعي التهويد ويركزون على رفع الأعلام الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى، ووصل الحال إلى رفع العلم علم اليهود الصهاينة على صحن مسجد قبة الصخرة”.
وتحدث قائد الثورة عن استمرار الاعتداءات في الضفة الغربية، فيما يفعله العدو بالمخيمات الكبرى في مخيم الجنين في مخيم طولكرم ونور شمس، وما يمارسه من عملية تهجير مستمرة للأهالي من المخيمات الكبرى في الضفة والتدمير والنسف والتغيير لمعالمها.
وأكد أن العدو الإسرائيلي مستمر في التهجير القسري للأهالي في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية مع كل أشكال الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم، وفي هذا الأسبوع أكثر من 61 عملية تدمير ممتلكات في الضفة الغربية، وأكثر من 170 عملية مداهمة.
وتابع “العدو الإسرائيلي في حالة استهداف مستمر للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وينشئ المزيد من البؤر الاستيطانية على أراض مغتصبة، وشعار “الموت للعرب” شعار إسرائيلي منذ بداية الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين وهم يهتفون به في مناسباتهم”.
وجددّ التأكيد على توجه العدو الإسرائيلي العملي والسياسي والمشروع الصهيوني فعلاً لإماتة العرب، مشيرًا إلى أن الأعداء يريدون أن تكون الأمة ذليلة خانعة لهم وأن يستعبدوها بكل ما تعنيه كلمة استعباد.
ومضى بالقول “تعبيد العرب أنفسهم للعدو الإسرائيلي أسوأ وأقبح من الحالة التي كان العرب فيها يعبّدون أنفسهم للأصنام الحجرية، وقبول الأمة التي هي بمئات الملايين بأن تخنع وتخضع بشكل تام للعدو الإسرائيلي هو عبودية بكل ما تعني الكلمة”.
وأضاف “لا يمكن لأي مؤمن بقي له ذرة من إيمان، ولأي إنسان حر بقي له ذرة من إنسانية وشعور بالكرامة أن يقبل بالعبودية للعدو الإسرائيلي الظلامي والمفسد والمضل الذي هو امتداد لحركة الشيطان وعداوته وسوئه في الأرض”.
وجددّ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الدعوة للأمة بأن تفيق من حقيقة الانحدار الخطير جدًا والسيء للغاية في واقعها، خاصة والعدو الإسرائيلي يريد فعلاً أن يميت العرب، وهذا الشعار اليهودي الصهيوني يعبر عن حقدهم ورؤيتهم وتوجهاتهم وممارساتهم.
وعبر عن الأسف في أن الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تمنع هتاف “الموت لإسرائيل” للتعبير عن العداء للكيان الصهيوني الذي ابتدأ بالعداء والحقد والظلم والإجرام واستهدف الأمة ودينها ومقدساتها.
وأوضح أن كيان العدو الإسرائيلي سعى منذ البداية لاحتلال قطاع غزة، والإعلان الجديد عن احتلال مدينة غزة هو سعي لاستهداف مليون فلسطيني بالقتل والمضايقة والتهجير واستهداف ما تبقى في المدينة.
وعد الإعلان عن احتلال مدينة غزة خطوة تصعيدية في إطار الإجرام المتواصل الفظيع ضد الشعب الفلسطيني.. مبينا أن إعلان العدو خطوة احتلال غزة لقي استنكاراً كبيراً على المستوى العالمي في التصريحات والإعلانات والبيانات ولكن ذلك لا يكفي.
وقال “لا بد من توجهات عملية للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف إجرامه وعدوانه الذي يستهدف بشكل رئيسي الشعب الفلسطيني، والمتضرر الأكبر في غزة هم المدنيون العزل من السلاح أما الإخوة المجاهدون فهم يتصدون ببسالة وأثر عملياتهم الفاعلة واضح”.
وأكد السيد القائد، أن العدو الإسرائيلي يسعى إلى تهجير مليون فلسطيني من مدينة غزة، وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية وتدمير بقايا المساكن في مدينة غزة في جريمة رهيبة جداً، ما يجب أن يكون هناك توجه عام لمنع العدو الإسرائيلي من هذه الخطوة.
وأشاد بمواصلة المجاهدين في قطاع غزة لعملياتهم الجهادية البطولية العظيمة في التصدي للعدو الإسرائيلي، حيث نفذت كتائب القسام في هذه الأيام قرابة 12 عملية متنوعة من قنص وتدمير آليات وقصف تحشيدات للعدو في كافة المحاور، فيما سرايا القدس نفذت عمليات متنوعة، منها القصف بصواريخ قدس ثلاثة لثلاث مغتصبات ومواقع قيادة وسيطرة للعدو.
وقال “هناك عمليات أيضاً للفصائل الفلسطينية الأخرى ومن أجمل ما نشاهده في قطاع غزة هو مستوى التعاون بين الفصائل المجاهدة، والتنسيق والتعاون بين الفصائل الفلسطينية من أهم عناصر القوة”.
وتوقف عند مواصلة العدو الإسرائيلي لاعتداءاته في سوريا بكل الأشكال متجاوزاً للاتفاقيات مع الجماعات المسيطرة على سوريا، مؤكدًا أن اعتداءات كيان العدو مستمرة في سوريا بالرغم من التزام الجماعات المسيطرة بإخلاء الجنوب السوري من كل تواجد عسكري، ويريد كيان العدو أن يتم إخلاء الجنوب السوري له وأن يبقى خالياً له.
وتطرق قائد الثورة إلى استمرار العدو الإسرائيلي في نشاطه بالجنوب السوري وبكل أشكال الاعتداءات وكأنه مملوك له، وينفذ دوريات عسكرية في الجنوب السوري وإقامة حواجز في الطرقات وتفتيش ومداهمة الأهالي ومنازلهم.
واستعرض مسار العدو في سوريا والذي يتجاوز كل الاتفاقيات، ما يثبت عملياً أنه لا يريد السلام، وإنما يريد الاستسلام، مشيرًا إلى استمرار العدو الإسرائيلي في انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أي اعتبار للضمناء الدوليين.
وقال “الخروقات الصهيونية في لبنان هي عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وكان الشيء الطبيعي جدًا والفطري في نطاق المسؤولية أن يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها هو السعي لإيقاف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل خطرا على لبنان”.
وأضاف “إعلان الحكومة اللبنانية خضوعها وتبنيها للورقة الأمريكية المتضمنة إملاءات إسرائيلية خيانة للبنان وتفريط بسيادته وإساءة للشعب اللبناني وهذه مسألة واضحة وعلنية” .. مؤكدًا أن الورقة الأمريكية ليست في مصلحة لبنان وإنما هي خطر عليه وتهدف لإثارة الفتنة الداخلية وأن يتحول دور الحكومة اللبنانية كشرطي للإسرائيلي.
وأفاد بأن تبني الورقة الأمريكية ليس قرارًا لبنانيًا وليس حراً ولا مسؤولاً ويجب النظر إليه دائماً على أنه قرار إسرائيلي أمريكي، ولا يجوز أبداً الخنوع للقرار الإسرائيلي، الأمريكي لمجرد أن الحكومة اللبنانية تبنته بحجة الضغوط.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الحكومات العربية تعاني من الضعف المخزي لأنها سريعة الانضغاط لأي ضغوط أمريكية وإسرائيلية، مؤكدًا أن المصالح الأمريكية هي شر على الأمة وليس هناك مصالح مشتركة مع الإسرائيلي بل خالصة له.
وجددّ التأكيد على أن العدو الإسرائيلي يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه، ومن الواضح لكل الناس أن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وقال “لن يصدر أي قرار سياسي من الجهات الرسمية في لبنان بالمواجهة للعدو الإسرائيلي والواقع يثبت ذلك، فمنذ أكثر من 40 عامًا والعدو الإسرائيلي في حالة اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه ومحطات التحرير كانت بفضل الله على أيدي المقاومة اللبنانية”.
وأضاف “من الآن فصاعدًا من الواضح أن الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أن يوجه له قرار سياسي رسمي بمواجهة إسرائيل، والمصلحة للبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً”.
وتابع “من الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي لا أن تحارب من قوى ومكونات موالية للعدو الإسرائيلي”، مؤكدًا أن التوجهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو الإسرائيلي وملبية لإملاءاته وهذا شيء مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة.
وخاطب السيد القائد شعوب الأمة بالقول “المشكلة يا شعوب أمتنا ويا أيها الشعب اللبناني ليست سلاح المقاومة، هذا سلاح يحميكم، يدافع عنكم، عن حريتكم، عن شرفكم، عن استقلالكم، ما ينبغي أن يكون الموقف العام على مستوى شعوب أمتنا والمستوى الرسمي في بلداننا هو تجاه السلاح الإسرائيلي والتسليح للعدو الإسرائيلي”.
ومضى بالقول “ينبغي أن نصرخ في وجه كل الدول التي تزود العدو الإسرائيلي بالسلاح وهذا له أثره لدى بعض الدول الغربية، ومع الضجة القائمة تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة أعلنت بعض الدول ومنها ألمانيا تعليق إمداد العدو بالأسلحة”.
وتساءل “ماذا لو كان التحرك كبيرًا في واقع أمتنا رسميًا وشعبيًا ومعه قرارات سياسية واقتصادية لكانت ستشكل ضغطا على المجتمعات الغربية؟”، مؤكدًا أن امتلاك كيان العدو للسلاح خطر على المجتمعات البشرية والأمن والاستقرار العالمي والإقليمي.
وذكر “بأن الشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس فيما يتعلق بالحكومة اللبنانية أنها تظهر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان”، مبينًا أن الحكومة اللبنانية تطلق على من يساند لبنان عسكريًا وسياسيًا تدخلًا في شؤون اللبنانيين ويردون بنبرة عالية وصوت جريء.
وأردف قائلًا “في المقابل نرى الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذل أمام ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، وما يفعله الأمريكي والإسرائيلي في لبنان أكثر من مسألة تدخل، هو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية”.
وعبر قائد الثورة “عن الأسف لبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية ممن يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة والشعب اللبناني، فمن اللؤم أن تتبنى المنطق الإسرائيلي وتخضع للإملاءات الإسرائيلية ثم تواجه أي مواقف للتضامن مع بلدك وكأنك سيادي!، فيا من تخضع للإملاءات الإسرائيلية وتتبناها ضد شعبك وأحرار شعبك، أنت لست سياديًا”.
وقال “السعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا، ولا بأس عند الإسرائيلي والأمريكي أن يقتني البعض من أبناء أمتنا السلاح على أساس خدمتهم ولقتال من يعاديهم”.
وأكد أن من يسعى لإثارة الفتن تحت العناوين الطائفية والمناطقية وغيرها إنما يخدم العدو الإسرائيلي، مبينًا أن المغفلين والجاحدين والعملاء يصورون للناس أن المشكلة في السلاح الذي بيد أحرار الأمة وشرفائها.
واعتبر خضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، دليلًا كافيًا وبرهانًا قاطعًا على أن الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان، مضيفًا “إذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأمريكي والإسرائيلي فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي؟”.
كما أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يسعون إلى أن يتحول دور حكومات وجيوش وأجهزة أمن بلداننا إلى تنفيذ الأوامر والتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية، موضحًا أن تثبيت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة ينتج عنها أن تخسر الأمة حريتها واستقلالها ومصالحها الكبرى.
وتناول دور السلطة الفلسطينية الذي يندرج في عنوان التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي فلا تحمي شعبها ولا تدافع عن حقوقه، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية تتعاون بفاعلية ملموسة واضحة مع العدو الإسرائيلي ضد أحرار الشعب الفلسطيني، وتعاونت مع كيان العدو في قتل المظلومين من الفلسطينيين واختطافهم.
وأوضح أن أمريكا وإسرائيل تريدان من كل حكومات المنطقة وجيوشها وأجهزتها الأمنية أن تكون أداةً بيد الصهيونية، كما تريدان استخدام الحكومات والجيوش والأمن ومن ينشط معهم من الأحزاب في بلداننا كأداة ضد شعوبهم وأوطانهم.
ولفت إلى أن الأعداء يريدون من النخب والأبواق الإعلامية والأقلام المسمومة أن تسطر الأباطيل في الدعاية لخدمة العدو الإسرائيلي واستهداف من يقف بوجه العدو الذي يسعى لأن يتقبل اللبنانيون المؤامرة لأنها أمر أمريكي ومطلب إسرائيلي، ولا بد من تنفيذه.
وأوضح السيد القائد أن من المخطط الصهيوني أن تتحول مؤامراتهم إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب وفي الجهات الرسمية والنخب، واصفًا الانسياق وراء المخطط الصهيوني بالكارثة الرهيبة على الشعوب العربية والإسلامية في الدين والدنيا وخسارة مطلقة شاملة.
وشدد على أنه لا يمكن القبول بالانسياق وراء المخطط الصهيوني إلا من تحول إلى إنسان متبلد أشبه بالحيوان، كون المسألة واضحة من جانب الأمريكي والإسرائيلي تجاه مشروع “إسرائيل الكبرى”، مضيفًا “ليس هناك أي زعيم عربي يجرؤ على أن يرد على تصريحات نتنياهو مع أنه استهداف لكل الأمة”.
واعتبر تصريحات نتنياهو استهانة بكل الأمة، والصهاينة يتحركون على أساس مشروعهم انطلاقا من ثقافتهم وسياستهم، مؤكدًا أن الانسياق وراء المخطط الصهيوني الذي عنوانه “تغيير الشرق الأوسط” ارتداد كبير عن تعاليم والإسلام والقيم الإنسانية.
وأشار إلى أن المخطط الصهيوني يهدف إلى إقامة “إسرائيل الكبرى” في مقابل تفكيك الأمة وإذلالها وإخضاعها بالمطلق لهم، مضيفًا “الجرائم اليومية للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية دليل وبرهان في أن يكون لدى أمتنا صورة واضحة عن حقيقة العدو الإسرائيلي”.
وفيما يتعلق بالمظاهرات الداعمة والمساندة لغزة، أوضح قائد الثورة أن هناك تحرك في خمسة بلدان عربية وإسلامية يتصدرها اليمن، وكان هناك مظاهرات في 17 بلدا من بلدان العالم دعما وإسنادا لغزة.
وقال “بريطانيا التي تدّعي الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان اعتقلت مسناً مقعدا أعمى لتضامنه مع فلسطين، وفي النرويج توجه صندوق الثروة السيادي النرويجي لإيقاف استثماراته في كيان العدو بسبب العدوان على غزة”.
واعتبر إيقاف الصندوق السيادي النرويجي لاستثماراته، خطوة إيجابية في المقاطعة الاقتصادية، لكن ما الذي يقابلها عند العرب.
وأضاف “صندوق الثروة النرويجي يقاطع العدو الإسرائيلي اقتصادياً، فيما تتجه مصر العربية لعقد أكبر صفقة في تاريخها مع العدو في الغاز، وفي مقابل مقاطعة النرويج للعدو يحرك النظام السعودي سفينته “بحري ينبع” لتنقل السلاح للعدو الإسرائيلي”.
وتابع “ماذا دهى العرب والحكومات العربية التي هبطت إلى درجة أن تعين عدوها وعدو نبيها وإسلامها وشعوبها، فيما هناك أنظمة أجنبية لاعتبارات المصلحة السياسية أو اعتبارات إنسانية، تتحرج وتتخذ قرارات بوقف مستوى التعاون مع العدو، وتقوم الأنظمة العربية بما هو أكثر منه، مفارقات عجيبة”.
وتساءل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “أين مواقف الجامعة العربية مقابل مواقف بعض الدول الأجنبية في مقاطعة العدو؟”، مؤكدًا أن هناك مشكلة في الواقع العربي ومشكلة واضحة في السياسات الرسمية العربية.
ولفت إلى أن قرارات المساندة للعدو الإسرائيلي بالشراكة والدعم ونقل الأسلحة هي مشاركة في الإجرام وخيانة للأمة، معبرًا عن الأسف الشديد للفوارق في المواقف.
وأفاد بأن الخروج المليوني للشعب اليمني في الأسبوع الماضي بلغ 1356 مسيرة ووقفة وتظاهرة، واصفًا الخروج المليوني الأسبوع الماضي بالعظيم والمشرف واللائق بالشعب اليمني، يمن الإيمان والحكمة.
واستعرض الأنشطة المساندة لغزة ومنها التظاهرات الضخمة والحاشدة والكبيرة والمشرفة في جامعة صنعاء وجامعة الحديدة، والجامعات الأهلية في الحديدة، والمعاهد المهنية والفنية، مبينًا أن خروج الطلاب والمعلمين في جامعات إب وعمران والمحويت كان عظيما ومشرفا.
وأوضح قائد الثورة أن النشاط الطلابي المتميز والمتصدر لكل الساحة العالمية ونداءات الجامعات وفي مقدمتها جامعة صنعاء لبقية الجامعات، يعبر عن وعي ورشد ومسؤولية.
وقال “من المفترض أن يكون للنخبة الطلابية والأكاديمية فضيلة السبق في المجتمعات العربية والتصدر للموقف ضد العدو الإسرائيلي، متسائلًا “كيف يغيب النخبة الأكاديمية والتعليمية والطلابية في الساحة العربية والإسلامية كحال البقية!!!”.
وأضاف “حتى في الجامعات الأمريكية يواجهون القمع والاضطهاد والبعض فصلوا من الدراسة والبعض سجنوا ومع ذلك يصرون على موقفهم”.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن حالة الجمود والاستسلام والتخاذل، تعبر عن حالة هزيمة نفسية وعمى، ونقص في الوعي والرشد والحكمة والبصيرة، مبينًا أن الموالاة للعدو الأمريكي الإسرائيلي والوقوف معه بأي شكل من الأشكال يعبر عن خيانة وإفلاس إنساني وأخلاقي وبعد تام عن القيم الدينية والإنسانية ومشاركة للأعداء في الإجرام.
وشدد، على الجهد الإعلامي والتثقيفي التوعوي والتعليمي، الذي يُعد أحد الأركان التي تحتاج إليها الأمة لمواجهة المخطط اليهودي الصهيوني، مضيفًا “هناك أهمية كبرى في شعوب أمتنا للتصدي لكل أبواق الصهيونية وأقلامها وعملائها الذين يحاولون إخضاع الأمة وتشويه كل موقف صحيح”.
وأكد أن النشاط العالمي مهم جداً لفضح العدو الصهيوني وشريكه الأمريكي لإيصال الصورة الحقيقية لمظلومية الشعب الفلسطيني إلى مختلف الشعوب والبلدان.
ودعا السيد القائد في ختام كلمته أبناء الشعب اليمني للخروج المليوني العظيم يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات، للتعبير عن إيمان ووفاء ونخوة وشهامة وشرف وكرامة شعبنا، وأنه شعب يليق فعلًا بما قال عنه الرسول الأكرم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.