
لا مستقبل واضح للدراما اليمنية أو السينما وفنون الصورة المتحركة لكن المجال البصري في اليمن يبدو معتما نوعا ما ومع ذلك هناك كثير من الإبداعات الواضحة في مجال الأفلام القصيرة ينجزها عدد من الشباب الموهوبين الذين يخوضون غمار هذا المجال في بلد لا توجد فيه سينما أو مسرح أو أعمال درامية احترافية فيما عدا تلك الموسمية التي تتزامن مع “شاشة رمضان”.
في الثمانينات وجزء من التسعينات كانت السينما في اليمن في معظم المدن اليمنية في الشمال أما عدن فكانت قد عرفت السينما قبل ذلك لكن مرحلة التسعينات عانت فيه الفنون في اليمن بضربة قاتلة بعد صعود التيارين الوهابي والإخواني وقضي على كل شيء في هذه الفترة وعلى أن لذلك علاقة بظهور التلفاز وانتشاره إلا أنه في الحقيقة ظهر هذا الصندوق البصري في العالم كله قبلنا لكنه لم يؤثر بأي شكل على السينما وعلى هذا النحو الذي وصلت إليه اليمن حين أغلقت دور السينما وأعتمت الصورة.
تشوه المجال البصري الآن يخلق ذوات عنيفة ومشوهة الصورة هي سمة العصر الحالي وعبر الصورة تتشكل مرجعية ثقافية وسياسية وفي العالم كله يمكن القول إن صورة مثل صورة حدث الـ11 من سبتمبر مثلا أصبحت مرجعية للسياسة العالمية فهذا الحدث الذي غير التاريخ لم يكن ليفعل ذلك لو لم تكن الصورة هي أبرز حالات تجليه كحدث أو فعل إعلامي يعيد تشكيل الوعي ويمنح التفكير والممارسات مرجعية على هذا النحو الذي تمثله صورة الإرهاب.
في اليمن صورة بشعة في الإعلام والشارع ومن شأن شيء من الجمال أن يشكل مرجعية مختلفة لإنسان هذه الجغرافيا ويعطيه بعدا آخر للتفكير والممارسة والحياة بسلام ولهذا تأتي أهمية تصريحات وزيرة الثقافة التي قالت إنها سوف تفتح دور سينما في المدن اليمنية بما في ذلك المحافظات التي تمثل مركزا دينينا وحاضنة اجتماعية للإرهاب.
وهو تصرف جريء وخطوة كبيرة لا يستهان بها لكن لا يمكن تجاهل صعوبتها في ظل وعي مريض يحرم الفن ويبيح القتل لكن الصورة والفن والتعليم حياة ومن شأن ذلك أن يجمل العالم في نظرك في نظر الشباب ويصنع وعيا مختلفا يفكر في الحياة كمقدس ويحترمها ويسعى لعدم تشويهها لكن الصورة البشعة والحدث العنيفة لا يخلقان سوى صورة بشعة وحدث عنيف.
التلوث هو سمة الفضاء البصري في اليمن لكن من شأن الصورة الرسم السينما الدراما الجماليات أن تخلق واقعا مختلفا وحياة أجمل وتنقي السلوك العام من العنف وتنقح الروح الغائرة في دوامة الرصاص والدم والقتل من شوائبها وتضيء وتورق.
افتتاح دور سينما إحياء بيوت الفن التشكيلي في المحافظات والمدن اليمنية دعم الفنون البصرية إلى جانب الفنون الأخرى والثقافة والقراءة والكتاب مسائل جوهرية في إعادة تشكيل الواقع وتلوين الفضاء الدم بغير لوني البشاعة والدم والسواد القاتم.