لا يمكن أن تبنى دولة مدنية حديثة حقيقية في ظل وجود هيمنة القبيلة..


> نريد أن يأخذ كل مواطن يمني موقعه بحسب تخصصه وكفاءته وليس بأدوات قطاع الطرق أو حملة الكلاشنكوف

أوضح الأستاذ عبدالقادر سلام الدبعي – الأمين العام المساعد للحزب الناصري أن المرحلة الراهنة في اليمن هي مرحلة ضبابية تتقاذفها الصراعات والمصالح داعياٍ إلى تمكين الشعب من فرصة بناء حلمه ودولته كما تطرق إلى قضايا عديدة تجدونه في هذا اللقاء.

* في البدء.. كيف تقرأون المشهد السياسي اليمني في المرحلة الراهنة ¿
– ما يتعلق بالمشهد السياسي في المرحلة الراهنة هي مرحلة ضبابية تكاد تكون بنسبة 70% وللأسف الشديد لا توجد نوايا صافية في وضع الحلول للإشكاليات القائمة حتى نعبر ونتجاوز هذه الأزمة هناك من يضع الإشكاليات للمستقبل حتى يظل بيده الريموت كنترول للتحكم بالحاضر والمستقبل وهذه نظرة خاطئة جداٍ لأن من يفكرون بهذه العقلية أشبه بمن يدور حول نفسه في دائرة مغلقة لا يستطيع أن يقدم شيئاٍ وبالتالي يلعنه الشعب والتاريخ وأضاف نحن بحاجة إلى بناء وهيكلة الدولة بكل شيء نحن لسنا بحاجة 35وزارة بالإمكان أن تكون 7 إلى 9 وزارات كما يجب إعادة النظر في الموازنة العامة للدولة.. ولهذا يجب إعادة بناء هياكل الدولة وإعادة الميزانية وتبويبها بحيث تنتج مشاريع للصالح العام ومن خلاله يتحقق الصالح الخاص لكن أن يظل كل مسئول يبحث عن مصلحته الخاصة بالتالي سيصل إلى طريق مسدود وحتى نتجاوز ضبابية المشهد السياسي الحالي الذي تعيشه البلاد نتيجة هذه الاختلالات والعقليات التي تتبوأ مواقع ليست مواقعها على الإطلاق.. يجب أن توضع مواصفات ومعايير علمية لشغل الوظيفة العامة ويجب أن تحدد جودة الاختيار لهذا المسئول أو ذاك ..

* تفضلتم وقلتم بأن المشهد السياسي الراهن ذو ضبابية.. ما توقعاتكم المستقبلية وفق هذه الرؤية الأولية للمشهد السياسي¿
– أرى انه يجب اتخاذ خطوة جريئة من القيادة السياسية واقتلاع ما تسمى بالأحزاب منتهية الصلاحية فمثلاٍ في الولايات المتحدة الأمريكية أو الغرب لا يبحث المسؤولون إلا عن مصالح شعوبهم رئيس الجمهوريه لديهم خادم للشعب وباحث فرص عمل لمواطنيه نتمنى أن يقتبس مسئولونا هذه المهام منهم ولهذا نأمل أن يعاد التفكير بجدية لصالح الناس جميعاٍ مسئولين وحكام وشعباٍ ومواطنين وحتى رعايا مقيمين داخل اليمن..
نتمنى أن يعاد النظر لأن اليمن على كف عفريت تتقاذفها الصراعات والقوى الدولية التي تبحث عن مصالحها نحن مشكلتنا أن من تم تنصيبهم في الحكومة أو المعارضة لأنه لا يمكن أن يقبلها منطق وعقل أن تكون معارضة شريكة في سلطة في العالم كله في الجانب الديمقراطي جهة تحكم والبقية تعارض والمعارضة ليست بهدف الهدم بل بهدف بناء وتقويم الأخطاء والسلبيات التي قد ترتكبها الحكومة أو النظام عندما يقوم بمشروع وهذا في الأخير يصب في المصلحة العامة مثلاٍ التقويم والمراقبة والمتابعة الدائمة.. لكن أن أضع شروطاٍ لشراكة استراتيجية مابين السلطة والمعارضة إذن فهذه تكون على حساب الشعب وليس لصالح الشعب على الإطلاق.

* الآن وفي هذه المرحلة الراهنة.. ما المطلوب من كافة القوى والتكتلات السياسية في اليمن .. وكيف يمكن لها المشاركة في نهضة وبناء اليمن ¿
– أكبر خدمة تقدمها هذه القوى والتكتلات تتوقف عن الاستقواء بالسفارات والمنظمات الدولية ضد شعبها نتمنى من هذه القوى أن تستشعر المصلحة العامة للشعب اليمني والأرض اليمنية في عدم التفريط بالسيادة وأن تعمل هذه القوى بموجب مسؤولياتها إما في السلطة أو المعارضة وأن يتم التعامل مع الجميع بنظرة واحدة والفيصل هو النظرة للصالح العام لا لبحث عن المصالح الخاصة.. ووفقاٍ لذلك نريد أن يأخذ كل مواطن يمني موقعه وفرصته بحسب تخصصه وكفاءته وليس بأدوات قطاع الطرق أو حملة الكلاشنكوف الذين يستطيعون أن يغتالوا أو يختطفوا الأجانب أو يهددون الآخرين نحن نريد مواطنة متساوية كبقية شعوب الأرض لا يمكن النظر للمواطنة كغابة حيوانات مفترسة تفترس بعضها البعض او يأخذ القوي حق الضعيف.. طريق التخريب سهل جداٍ وطريق القتل والاغتيالات أسهل الطرق لكن طرق البناء والتشييد هي الأصعب والتي يجب أن تشيدها نفوس عالية وضمائر حية تستنهض مصلحة الكل ليتحقق مصلحة الشخص أو الجزئيات والأفراد أنفسهم داخل المجتمع ككل..

* من موقعكم كأمين عام مساعد للحزب الناصري الديمقراطي سياساتكم واستراتيجياتكم المستقبلية تجاه قضايا معينة لنقل على سبيل المثال : سلطة الدولة أو القبيلة كونها مكون أساسي من مكونات المجتمع اليمني أو أي قضايا ترونها ذات أهمية وأولوية ¿
– أنا أرى أن كل البشرية مرت بمرحلة الفرد – العائلة – الأسرة – العشيرة – القبيلة – ثم الدولة .. يعني آخر إطار وصلت إليه هي الدولة ثم الامبراطوريات التي تشمل عدة دول والقوميات الآن النموذج التي وصلت له أرقى دولة ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية كل جنسيات العالم داخل الولايات المتحدة الأمريكية وجعلها دولة قوية النظام والقانون وامتثال هذه الأمم والشعوب بمختلف دياناتهم ولغاتهم ومذاهبهم هو النظام والقانون.. نحن نطالب تطبيق النظام والقانون يجب أن يفرض على الجميع وإذا أردنا أن نقيم دولة أن تتجاوز مرحلة القبيلة.. القبيلة مرحلة تاريخية وعندما تظهر الدولة يجب أن تتجاوز القبيلة البشرية أجمع مرت بهذه المراحل وعندما وجدت الدولة ترجع دور القبيلة أي لا يمكن التدخل بين القبيلة والدولة في آن واحد ولا يمكن أن تبنى دولة مدنية حديثة حقيقية في ظل وجود هيمنة القبيلة..
العملية السياسية في اليمن طغت على كل شيء وما يمارس ليس سياسة وإنما نوع من التخريب المنظم والممنهج لأن السياسة تبني الأوطان فالقوى السياسية الوطنية الحقيقية هي من تحافظ على سيادة وكرامة ذاتها وشعبها ولهذا نتمنى أن يعاد النظر في البرامج السياسية سواء كانت للدولة أو للأحزاب فقد صارت بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني عبارة عن مجموعة من المتسولين يلهثون على أبواب السفارات والمنظمات الدولية لكن هل هناك حزب أو منظمة مجتمع مدني قائم بذاته وعلى جهوده وإمكاناته الخاصة! وبالتالي لابد من خلق جاهزية ثقافية سياسية تغير كل المفاهيم القائمة..

* وما ذا عن أولوياتكم ¿
– سأكون معك صريحاٍ وصادقاٍ ( جميع الأحزاب ) صارت عبارة عن منظومة فسدت وترهلت في ظل الفساد وبالتالي لا يوجد لديها عمل حزبي أو تنظيمي لا يمكن أن تكون عضواٍ في حزب إلا بعد أن تمر عليك سنتين تحت المراقبة والملاحظة حتى لا تكون في فئة معينة أو معادية ويجب أن تطالع كتب علمية وتثقيفية وتطالع ما هو الحزب وأهدافه ومبادئه إلى أين ينتمي وما مشروعة الآن أصبحت الأحزاب أشبه بلوكاندات..

* هل تسعون في المستقبل لشراكة معينة مع قوى أو تحالفات لتعزيز موقع الحزب سياسيا¿
– في اليمن ما يقارب من خمسين إلى ستين حزباٍ واليمن لا تحتمل سوى حزبين الأول يتبنى المشروع الحداثي الوطني التنموي الجديد والثاني يتبنى مشروعاٍ تقليدياٍ وهكذا يكون كأمريكا أو أوروبا أو كل العالم ليست الديمقراطية أن أحداٍ ما ينافس ظله نحن نبتكر الأمور ابتكاراٍ..

* قلتم في اليمن أكثر من 50 حزباٍ هل نفهم من ذلك بأنكم ضد التعددية السياسية ¿
– لا.. لست ضد التعددية السياسية.. لنسأل هل هذا الحزب أتى بجديد ما رؤيته وما برنامجه معظم هذه الأحزاب عبارة عن استنساخ من حزب لحزب آخر حتى الأحزاب الجديدة للأسف الشديد نفس البرنامج ونفس الرؤى ونفس الوجوه التي كانت في نفس الأحزاب لذا يجب أن تعطى الفرصة للشباب من ذوي العقول المتطورة الحديثة.. نحن مشكلتنا بأن عقلياتنا لا زالت في السبعينيات والستينيات ولا يمكن أن نخرج عنها.. ولهذا يجب أن تقتنع الأحزاب بأن تكمن أو تبيت بياتاٍ شتوياٍ خمس سنوات تعيد ترتيب برامجها وعناصرها وكوادرها وتعيد بناء نفسها ويتم اختيار حكومة تكنوقراط متخصصة وفق برامج يلتزم بها ويتم محاسبة أي إنسان لا يستطيع أن يلبي البرامج أو الخطط التي قدمها لتبوأ هذا المنصب أو ذاك..

* ما منظور الحزب الناصري الديمقراطي للشباب والمرأة في الحياة الحزبية ¿
– هذه التصنيفات والتجزئات سواء كانت للمرأة أو للشباب أو للشيوخ لابد أن يوضع قانون يشمل كل المواطنين بصفة عامة أن يأخذ كل فرد مرحلته العمرية في سلم التطور البشري والوظيفي والسياسي والاقتصادي أن نقول حصة للمرأة وحصة للشباب عبارة عن مغالطات لماذا هذا الكلام غير موجود في أوروبا أتحدى أي سياسي أو أكاديمي يأتي ليقول أن هناك حصة في برلمان أوروبا أو في تشريعات خاصة للشباب أو النساء.. هناك سلم أولويات في القوانين والتشريعات هل لدينا تشريع يحترم ويصون كرامة الإنسان اليمني الناس تنام في الشارع وتأكل من القمامة وتموت في الشوارع .. بينما هناك من يمتلك المليارات وسبائك الذهب ما تفي بميزانية دول داخل بدروماته وهذا من عبثية الفساد السياسي وطرق واستغلال لمراكز النفوذ..كل ذلك لا بد و أن يتم كشفه وفضحه أمام الرأي العام.

قد يعجبك ايضا