ميزانية المستشفى لا تتعدى 3 ملايين ريال وهي ضعيفة مقارنة بالخدمات التي يقدمها


إب / محمد الرعوي –
■ الطاقة الاستيعابية للمستشفى تصل إلى 142 سريراٍ في الوقت الحالي

■ سيتم خلال الفترة القادمة إنشاء مبنى جديد للمستشفى بأكثر من مليون دولار

تأسس مستشفى جبلة في عام 1965م من قبل الجمعية المعمدانية الاميركية بالاتفاق مع وزارة الصحة في اليمن وكان المستشفى منذ التأسيس يقدم خدمات طبية وعلاجية لكافة مناطق ومحافظات اليمن واستمرت الجمعية المعمدانية بتقديم الخدمات الطبية والعلاجية عن طريق المستشفى حتى عام 2002م إلى أن تم تسليمه من قبلهم إلى وزارة الصحة ونظراٍ لندرة المرافق الطبية آنذاك بالإضافة إلى جودة الخدمات التي يقدمها المستشفى فقد فتح آفاقاٍ كبيرة تجاه الكثير من أبناء اليمن للعلاج فيه ومنذ العام 2003م شهد المستشفى تطوراٍ ملحوظاٍ ولا يزال يشهد توسعاٍ في بنيته التحتية وتجهيزاته بغية تقديم خدمات طبية وصحية أفضل وللاطلاع على مزيد من التفاصيل لما يشهده المستشفى من إجراءات وما يقدمه من خدمات بالإضافة إلى متطلبات العمل والمشكلات التي تحول دون تحقيق الآمال والتطلعات التقينا بمديرعام المستشفى – الدكتور /عبدالله محمد المطري – وخرجنا بالحصيلة التالية:

* هل لكم أن تطلعونا على سير العمل في المستشفى في الوقت الراهن ¿
– نعمل نحن وجميع العاملين في المستشفى على نفس المنوال ونفس الوتيرة المعهودة حيث يبدأ الدوام من السادسة صباحاٍ إلى الثانية بعد الظهر ثم من الثانية إلى العاشرة مساءٍ ثم إلى السادسة صباحاٍ ليس ذلك فحسب بل بذلنا كل الجهود في سبيل التطوير والتأهيل في العديد من الخدمات والمرافق في المستشفى ورغم أنه لا تقدم لنا أي حوافز أو بدائل بل يتعامل معنا كبقية الكوادر في المستشفيات الأخرى من حيث الإكراميات أو دعم أو تحفيز لكننا نعمل بإيمان وحرص أننا نقدم خدمات إنسانية ويكفينا شرف رضا المواطنين والمرضى. لكن يمكن القول إننا من خلال عائدات ودخل المستشفى ممكن يحصل الموظفون والكوادر الطبية على جزء من ذلك العائد نظير جهودهم وتفانيهم كحوافز تشجيعية على العمل والتطوير .
طموحاتنا كبيرة
* أيا كانت الخدمات التي يقدمها المستشفى هل أنتم راضون عما تقدمونه ¿
– بالتأكيد إن طموحنا الكبير لتقديم مزيد من الخدمات يجعلنا غير راضين عما نقدمه حالياٍ وعندنا ثقة أننا لو زادت إمكانياتنا أو حصلنا على مزيد من الدعم وتوفير الإمكانيات لاستطعنا أن نجعل من المستشفى بيئة طبية وعلاجية متميزة ونوعية , لكننا نسير بخطى حثيثة نحو تحقيق طموحنا .
خدمات نوعية مميزة
* من المعروف أن شهرة مستشفى جبلة ارتبطت بالجمعية المعمدانية الاميركية والأطباء الاميركان الذين جسدوا لدى الناس قناعة أن المستشفى هو الأفضل .. كيف يقيمون الوضع الآن لا سيما بعد حادثة قتل الأطباء الأميركان العاملين في المستشفى¿
– الحقيقة يمكنني الرد على جزء من السؤال فيما يمكن الإجابة على الجزء الآخر من خلال ما قد تسمعونه من المواطنين أو المرضى ومدى رضاهم عن خدمات المستشفى في ما يتعلق بتقديم الخدمات لكننا نؤكد أن المستشفى يقدم خدمات نوعية ومتميزة ربما أفضل مما كانت عليه سابقاٍ ولا زلنا في توسع وتطوير مستمر سواء من حيث الخدمة أو المنشأة وذلك حسب ما تؤكده الإحصائيات ورغم أننا نستقبل المرضى وفق برنامج حصص الأطباء لأننا لا نستقبل حالات أكثر من 30 مريضاٍ لكل طبيب يومياٍ عدا الحالات الطارئة ومع هذا زادت نسبة استيعاب المستشفى للحالات المرضية فمثلاٍ كانت تصل الحالات إلى حوالي (25.000)حالة ما قبل عام 2003م ووصلت إلى حوالي (84.301) حالة خلال العام 2013م أي بزيادة (5282)حالة عن العام 2012م . وبلغت نسبة المساعدات المقدمة من المستشفى للعام 2013م (18.138.000)ريال أي بزيادة (3.900.000)ريال عن مساعدات العام السابق وبلغت حالة الولادات في المستشفى لعام 2013م (7470)حالة وكانت الزيادة في الحالات مقارنة بالعام السابق (1176)حالة وهذا يعد مؤشراٍ علمياٍ على رضا الجمهور عن الخدمات التي تقدم مقارنة بما يقدم في مستشفيات أخرى أضف إلى ذلك أننا لم نقف عند هذا الحد فحسب بل عملنا على فتح تخصصات وأقسام لم تكن موجودة في المستشفى من قبل ومن ذلك على سبيل المثال تنظير الجهاز الهضمي وجراحة المناظير وقسم الحاضنات أيضاٍ وخدمات الولادة الطبيعية التي كانت مغلقة في الفترات الأخيرة .
142 سريراٍ
*كم تصل الطاقة الاستيعابية للمستشفى¿
– كان المستشفى سابقاٍ بسعة (90 إلى 100) سرير ككل وقد تم توسيع المستشفى حتى وصل إلى (142 ) سريراٍ ونحاول أن نستخدم غرف وأسرة المستشفى حسب الحالات المرضية الواردة إلينا وبقدر الإمكان لكن لو بدأنا العمل في المستشفى الجديد فسيضيف (80) سريراٍ إضافياٍ إلى سعة المستشفى وبالتالي ستصبح سعة المستشفى حوالي (222) سريراٍ..
مشفى جديد
متى سيبدأ العمل في المستشفى الجديد وما مقدار الكلفة للمبنى وتجهيزاته ¿
– أولاٍ المبنى مع تجهيزاته على حساب الصندوق الاجتماعي للتنمية باستثناء شبكة ومعمل ومعدات الأكسجين والتنفس المركزي وسيتم البدء بالعمل في المستشفى الجديد خلال الأشهر القادمة إن شاء الله. مع العلم أن هذا المشروع كان في البداية عبارة عن غرفتي ولادة مع الصالة الخاصة بذلك لكن بعد النقاش واقتناع مدير عام الصندوق بمحافظة إب بما يقدمه المستشفى تم اعتماد المبنى المكون من ثلاثة أدوار ويحوي عدداٍ من المرافق والأقسام الطبية وتصل كلفة المستشفى وتجهيزاته اكثر من (مليون دولار) كما أنه بالتنسيق مع الصندوق فإن الدور الرابع سنقوم بتجهيزه نحن ليكون ورشة عمل وصالة اجتماعات وغيرها وسيتم تجهيز المستشفى بمعدات جديدة ومتكاملة مع احتياجنا من الأطباء والعاملين .
إضافة تعليمية وصحية
* من خلال الشراكة بينكم وبين مؤسسة البصر ربما توصلتم إلى قناعة لبناء كلية متخصصة ومستشفى للعيون في إطار مستشفى جبلة .. ما الجديد في ذلك ¿
-لا شك أن علاقتنا مع مؤسسة البصر منذ حوالي سبع إلى ثمان سنوات وقد بدأت بعمل مخيم سنوي واستمرينا إلى المخيم الرابع أو الخامس ثم بدأ الطرح على أساس مستشفى خاص بالبصر في جبلة وكلية متخصصة وقد بدأ العمل بهذه المشاريع وتحقيق أول الأهداف بدليل افتتاح مستشفى مكة للعيون في الدور الأرضي للمبنى الجديد للمستشفى والذي يعمل منذ أكثر من عام بالإضافة إلى العمل في بناء المنشأة الخاصة بمستشفى مكة للعيون والكلية المتخصصة حيث العمل يجري على قدم وساق وخلال ستة أشهر تقريباٍ سينتهي العمل في الهيكل الخرساني في المباني وهذا سيمثل إضافة تعليمية وصحية في محافظة اب لاحتوائه على كلية متخصصة بالبصريات حسب القوانين المتعارف عليها .
خدمات مجانية
*ماذا تقدمون للمواطنين من خدمات مجانية سواء من حيث الخدمات العلاجية أو الطبية للحالات المعسرة ¿ وهل هناك من يدعمكم أو يمولكم لتقديم ذلك ¿
– بالنسبة للأدوية المجانية ففي الحقيقة تكاد تكون منعدمة والتي نحصل عليها وفق خطة مكتب الصحة محدودة وبالتالي ما يصلنا مجانا سواءٍ من مكتب الصحة أو من الصحة الإنجابية أو ما يحصل عليه المستشفى نفسه من أدوية مجانية فإنها تقدم مجاناٍ. أما ما يتعلق بصحة الأم والطفل والصحة الإنجابية فيتم تقديمها بشكل مجاني ونتحمل أي كلفة في ذلك أما أدوية الأمراض المزمنة كأمراض السكر أو داء الكلب لا نحصل عليها اطلاقا ولكن ممكن أطلعكم على مشروع ضخم جداٍ يتمثل في خدمات بدأنا بتقديمها وبما يعود بفائدة كبيرة على المرضى فنحن نقدم خدمات بتمويل من بنك الإنماء وبالتنسيق مع مؤسسة يمان في اليمن حيث نقدم خدمات الأمومة الآمنة بكافة احتياجاتها في ما يتعلق بخدمات الأمومة والولادة والحمل ورعاية الأسرة وبدأت تقدم مجاناٍ لكل سكان جبلة وستعمم على مستوى إب بالكامل كما نقدم عدداٍ من الكروت العلاجية للهلال الأحمر في كل شهر و (25 ) كرتاٍ لطلبة المدارس في مدينة جبلة بنصف السعر وكذلك (4) كروت شهرياٍ للأمن المركزي وكذلك تقديم خدمات لعدد من سجناء السجن المركزي وقد وصل مجموع المبالغ للإعفاءات والخدمات المجانية في العام الماضي حوالي مبلغ 14.000.000 مليون ريال يمني .
إمكانات شحيحة
ماذا عن الإمكانات التشغيلية في المستشفى ¿
– الإمكانات لدينا شحيحة جداٍ بقدر ما نقدم من خدمة وما نقوم به من أعمال فالموازنة لا تتعدى ثلاثة ملايين ريال وهي قليلة جداٍ ونتمنى توزيع الموازنة التشغيلية للمستشفيات حسب عطائها وأن لا تكون ثابتة وإنما قابلة للزيادة أو النقصان حسب أداء المستشفيات وانجازها وبذلك يمكننا تقديم الخدمات الطبية التي تضاهي خدمات المستشفيات الحديثة والمتطورة ولا أنسى التزاماتنا العديدة تجاه العمل في المستشفى وعدد موظفي المستشفى (300) موظف وموظفة ولا يوجد منهم رسميون عدا (136) موظفاٍ وموظفة والباقون يتحمل المستشفى أجور أعمالهم ومستلزماتهم.
تذليل الصعوبات
*ما مدى تعاون السلطة المحلية والوزارة معكم ¿
– السلطة المحلية والوزارة يقدمون لنا بعض الجهود في تذليل الصعوبات وحل بعض المشكلات التي تواجهنا لكن ما يخص الموازنات او الدعم المادي أو الاعتمادات المادية فلم يقدم لنا أي شيء من ذلك وما نتمناه هو أن يعاد النظر في الموازنة التشغيلية للمشفى كما أن الوزارة تقوم أيضاٍ بتوفير الكوادر الطبية إضافة إلى توفير وحدة عناية مركزة تتكون من أربعة أسرة مع ملحقاتها وخلال الأسابيع القادمة سيصل المهندسون المتخصصون لتركيبها لنبدأ العمل من خلالها والتي سيتزامن العمل فيها مع افتتاح المستشفى الجديد إن شاء الله ..
صعوبات وعوائق
*هل من عوائق أو صعوبات تواجهكم¿
– لا شك أن العمل يواجه صعوبات وباعتقادي أن الصعوبات الموجودة قابلة للمعالجات فمثلاٍ عندنا ضعف في الموارد التشغيلية . وانعدام مبدأ الثواب والعقاب وغيرها وهناك معوق آخر يتمثل في ضعف التخطيط في مدينة جبلة فمداخل المستشفى ومخارجه تعاني من سوء التخطيط وخلال الفترة القليلة الماضية حصلت معنا مشكلة مع الشباب والرياضة بسبب محاولة خنق مدخل المستشفى بعمل أربعة محلات تجارية جوار المدخل الضيق للمشفى وهذا يؤثر بشكل كبير علينا الأمر الذي يستدعي ضرورة وضع تخطيط لمدينة جبلة وشوارعها لحل مثل تلك الاشكاليات.

قد يعجبك ايضا