المداني: لم استوعب أن يرتكب يمني مثل هذه الجريمة بحقي والجرائم الأخرى


عندما فكر الجناة في الاعتداء على عضو نقابة موظفي وزارة الكهرباء عدنان المداني لم يجدوا إلا أناس هابطين أخلاقيا وثقافيا متجردين من الرحمة لتنفيذ ذلك الجرم لهذا جاءت الجريمة التي ارتكبوها تشبه إلى حد كبير دناءتهم وعشقهم للعنف وضحالة تفكيرهم الخبيث وتؤكد أن عدنان المداني الموظف البسيط الحر والشجاع استطاع أن يكشف المستور وينشر غسيل الفساد الذي يرتكب ضد المال العام وعندما اقتربت أضواء الحقيقة من فساد البعض الذي كانت تخفيه تحت أستار الفوضى وغياب سلطة الدولة أراد الفاسدون طمس الحقيقة فكان وجه وجسد عدنان المداني أول شعاع للحقيقة يريدون إطفاءه.
آثار الجريمة التي ارتكبت ضد عدنان المداني التي لم تصب جسد عدنان لوحده فآثارها لا تزال حاضرة وبقوة في قلوب أهل وزملاء وأصدقاء عدنان وغائرة في قلوب أب وأسرة وطفل وستظل طالما والجاني لا يزال هاربا من وجه العدالة.
الثورة نقلت لحظات اجتماع عدنان وأهله ومحبيه بعد عودته من الأردن للاستعداد للسفر مرة أخرى لمواصلة العلاج ولكن هذه المرة إلى ألمانيا وناقشت معه ظروف الجريمة ونتائج العلاج من خلال هذه الحصيلة التي تجاوزت مسألة السبق الصحفي إلى مستوى الحالة الإنسانية التي ينبغي أن تجد حقها من الاهتمام وأن تتحول إلى قضية رأي عام.
أوضح عدنان المداني عضو نقابة موظفي وزارة الكهرباء والعائد من الأردن حيث كان يتلقي العلاج بعد إصابته بحادث صب مادة الأسيد عليه في جريمة اهتزت لها مشاعر المجتمع اليمني قائلا: لا زلت حتى الآن استغرب أن يرتكب يمني مثل هذه الجريمة البشعة التي تعرضت لها مهما كانت المبررات وأقول لمن حرض عليها أو ارتكبها أو تستر على من قام بها ولا يزال “إن الله يمهل ولا يهمل” كما أذكرهم بتلك العبارة التي تقول: “إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وسنعرض جميعاٍ أمام ارحم الراحمين وشديد العقاب”.
وأضاف عدنان المداني للثورة قائلاٍ: إن الجريمة التي كنت ضحيتها بطريقتها وأسلوبها تعتبر من عمل العصابات رغم أن من ارتكبوها اختلفت معهم في إطار العمل ونشرت عن فسادهم في مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” ولا أتعرض إلا لفسادهم ولم يسبق أن عرضت أو تناولت أشخاصهم حتى لو كنت أسأت بحقهم كان المفروض أن أحال إلى الشئون القانونية حتى في أوقات نشري لقضايا فساد عن البعض كنت عندما أجد واحداٍ منهم أتعامل معه بكل الاحترام والتقدير بل إني عندما ألتقي بهم اسلم عليهم سلام أخوي كزميل ولم احمل لأحد منهم حقدا في قلبي.
وأردف عدنان المداني قائلاٍ: لم أكن أتوقع أن يقوم من تعرضت لقضايا فسادهم بتوقيفي أو إحالتي للشئون القانونية فما بالك بارتكاب جريمة بهذه الطريقة البشعة التي تخلى فيها مرتكبوها عن إنسانيتهم إلى هذا الحد من العدوانية رغم تعرضي لمحاولة اغتيال سابقة من نفس الشخص الذي ارتكب هذه الجريمة حيث أصر ونحن في مقر العمل أن يدعوني للغداء في بيته وبإلحاح شديد وطلب مني أن اصعد إلى سيارته وفعلاٍ صعدت إلى السيارة ولمحني أحد الزملاء وأنا في سيارته وعندها فكر أن هناك أمراٍ يخطط لي فقام بالصعود إلى السيارة وقال وأنا سأذهب معكم وقد اتصل هذا الزميل ببعض الزملاء أخبرهم أنه وعدنان معزومون في بيت أحد القيادات وتحركت السيارة ثم توقفت أمام محطة العاصمة حيث قال ذلك القيادي إن شيخاٍ سيأتي إلى هنا وفعلاٍ جاء شخص أوصافه تدل على أنه قاتل وليس بشيخ ثم ذهب الشيخ وذهبنا أنا والزميل إلى بيت النمر وهناك تناولنا طعام الغداء وأصر أن يعيدني بنفسه إلى بيتي وكان وجود زميل لي معي في العزومة المانع الوحيد من ارتكاب جريمة ضدي بحسب اعتقادي.
وأشار عدنان المداني وهو يطلق تنهيدة من صدره قائلاٍ: إن ارتكاب جريمة صب الأسيد على وجهي وجسدي ليس بسبب ارتكابي لجريمة وإنما بسبب نشر وثائق في “الفيسبوك” منها حكم محكمة ضد أحد الأشخاص المعروف لدينا التي حكم فيها عليه بالحبس ودفع الغرامة وإعادة المسروقات والتي هي عبارة عن مواد كهربائية وكيف يمكن تعيين رجل صدر بحقه حكم قضائي بات بجريمة سرقة في منصب يقتضي أن يكون من يشغله من أصحاب الكفاءة والسمعة الحسنة.
وأكد عدنان المداني قائلاٍ: رغم استمرار العلاج في الأردن طيلة الأشهر السابقة إلا أن حالتي الصحية كما تشاهد لا توجد مؤشرات على تحسن فقد فقدت سمعي وبصري حيث أصيبت عيني الشمال نهائياٍ في الأردن اخبرني الأطباء الذين تابعوا حالتي منذ سفري إلى أن هناك مادة كيماوية خضراء تم إضافتها إلى الأسيد المستخدم في الجريمة قبل ارتكاب الجريمة وكما قال الأطباء في الأردن لو أن الجريمة التي ارتكبت فقط بمادة الأسيد فلن تؤثر لوحدها كل هذا التأثير وكذا اعتلال جسدي وعلى وجهي فقد قال الأطباء: إن المادة الخضراء المضافة للأسيد سببت للعين التهاباٍ فيروسياٍ وأنا أحمد الله وراضي بقدره.
مؤكداٍ على أن تفاعل الجهات في وزارة الكهرباء وفي المؤسسة بعد الحادث كان فيه تجاهل وبرود لكن بعد تفاعل زملائي في الوزارة وفي المؤسسة لدرجة أن الزملاء استمروا في التصعيد حتى وصل الأمر إلى إغلاق الوزارة والمؤسسة وأنا أشكرهم على ما بذلوه فرداٍ فرداٍ على مواقفهم النبيلة معي وما أحاطوني فيه من رعاية واهتمام
موضحاٍ أن ما يحز في النفس أن هناك من أوقف صرف تكاليف العلاج في الأردن ولهذا السبب عدت وأجهل تماماٍ الأسباب التي أدت إلى وقف الصرف رغم صعوبة الوضع الصحي الذي أعانية البعض يتحدث عن حجج واهية مثل إحضار فواتير العلاج وكشوفات حساب أي فواتير أو كشف حساب يطلب من إنسان حالته الصحية لا تسر عدواٍ ولا صديقاٍ كشف الحساب الوحيد الذي أعرفه هو ما تعرضت له عيني وسمعي ووجهي بجريمة قل أن توجد في كل المجتمعات وخاصة في مجتمعنا المسلم.
وقال عدنان المداني: الآن هناك مذكرة حررت من وزير الكهرباء إلى وزير الخارجية وحتى كتابة هذا لم توقع بعد بضرورة سفري لمواصلة العلاج في ألمانيا وهناك وعود لاستكمال إجراءات السفر خلال يومين وإن شاء الله يكون السفر إلى ألمانيا في صالح تحسن وضعي الصحي وأن تستمر الوزارة والمؤسسة في دفع تكاليف العلاج.
واختتم عدنان المداني حديثه للثورة قائلاٍ: أنا زميل لكم ليس في المهنة ولكن في محاربة الفساد ونشر قضايا الفساد وواجبكم يقتضي إظهار الحقيقة والوقوف ضد من يعمل على طمس معالمها وينبغي أن تكون هذه الجريمة قضية رأي عام حتى يصل من ارتكب هذه الجريمة البشعة إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع وفقاٍ للشرع والقانون مالم فإن هروب مرتكبي هذه الجريمة من العقاب سيؤدي إلى تكرار هذه الجريمة ليس ضد عدنان المداني وإنما ضد أفراد آخرين في وزارات ومؤسسات أخرى يحاربون الفساد ويعملون على نشر وثائق فساد البعض.

قد يعجبك ايضا