الاختناقات المرورية :أسبابها وأضرارها وطرق حلها (1)

تعيش مدينة صنعاء طفرة نوعية في وسائل المواصلات وهذه الطفرة لها ايجابياتها ولها سلبياتها وهذا الأمر قد لا يدركه البعض ذلك أن شوارع العاصمة تم تخطيطها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وبطريقة بدائية للأسف وهذا الأمر سبب ما نشاهده حاليا من اختناقات مرورية خاصة في اوقات الذروة لأن شوارع العاصمة لم يتم تصميمها لتواجه هذه الأعداد الهائلة من السيارات فهي ضيقة وكثيرة التقاطعات وعديمة المواقف وهذه الأمور وغيره تنعكس بشكل سلبي على مجمل الحركة المرورية التي تعاني منها مدينة صنعاء وهناك أضرار متعددة لهذه الإختناقات المرورية تم دراستها في العديد من البلدان التي تعاني من هذه المشكلة وبإمكاننا القياس عليها في وضعنا الحالي.
إن الاختناقات المرورية حاليا إحدى أهم الإشكاليات التي تشغل بال كثير من السائقين من المواطنين فالقيادة وسط هذه الكم الهائل من السيارات المتراصة التي تتدافع في الشوارع بشكل يفوق المتوقع يجعل جميع مرتادي الطرقات في حالات عصبية منذ الصباح حتى المساء في محاولة يائسة للخلاص من عذاب الانتظار والجلوس لفترات طويلة داخل السيارات ما يسبب الإجهاد البدني والتوتر والانفعال الذي من أبرز نتائجه تدني مستوى أداء وإنتاجية الفرد بشكل عام.
إن تقديرنا لأعداد السيارات الموجودة في العاصمة صنعاء هو في حدود (400000) أربعمائة ألف سيارة إذا ما أخذنا في الاعتبار الأرقام الصادرة من شرطة سير العاصمة وشرطة سير محافظة صنعاء والسيارات التي تجوب العاصمة وأرقامها صادرة من محافظات أخرى خاصة السيارات الأجرة أضف إلى ذلك السيارات الحكومي والجيش والشرطة وغيرها وهذا العدد يفوق بكل الأحوال الطاقة الإستيعابية للشوارع الموجودة في صنعاء خاصة الشوارع المركزية (وسط المدينة) وحتى الشارع الدائري الذي كان يتوقع المخططون في سبعينات القرن الماضي انه نهاية صنعاء من الشرق والغرب ولم يكن يدور بفكرهم انه سيكون وسط العاصمة بعد توسعها الكبير ومما زاد من سوء الأمر هو ان السيارات الأجرة التي قدر عددها بما يزيد عن ثمانين ألف سيارة هذه السيارات تستمر في حركتها طوال ساعات الليل والنهار بحثا عن الركاب مما يؤدي إلى حصول ضغط هائل على شوارع العاصمة التي لا تحتاج إلى اكثر من ثلاثين ألف سيارة أجرة على الحد الأقصى .
إن الأضرار التي تصاحب الاختناقات المرورية أضرار هائلة قد لا يدركها البعض سواء أضرار بيئية أو أضرار صحية أو اقتصادية وهذه الأشياء يجب رصدها وعمل أبحاث علمية حولها في كثير من مدن العالم وتخرج هذه الأبحاث والدراسات ببيانات مخيفة حول التأثير السلبي لهذه الاختناقات التي تشهدها تلك المدن.
إننا في تناولنا لهذه الموضوع لنهدف إلى دق ناقوس الخطر وتبيين الآثار السلبية لهذه الاختناقات والسبل الكفيلة للتقليل منها وذلك من خلال ما نعيشه في أرض الواقع ونأمل أن تتجه مراكز الأبحاث لدراسة هذه المشكلة بطريقة علمية تؤدي في النتيجة النهائية على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.
وللحديث بقية.

● مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء

قد يعجبك ايضا