
عن واقع التعليم بمدينة رداع حدث ولا حرج مدارس مغلقة بالعشرات منذ الأحداث الأخيرة التي وقعت بالمدينة وذلك بسبب الظروف الأمنية.
ومع أن جميع أطراف الصراع كانوا قد وقعوا اتفاقيات تنص بتحييد العملية التعليمية في المدينة على الصراعات السياسية ولكن لم يحدث شيء من ذلك.
عن هوم الطلبة في رداع وعن هموم أولياء أمورهم كانت لنا هذه الوقفة.
في البداية تحدث الطالب خالد علي المسعودي والكلام يتهدج في فمه قائلا: ما إن نذهب إلى المدرسة حتى يعيدنا الأساتذة إلى منازلنا والسبب أن المدينة في حالة فوضى مزرية ووضع أمني مقلق حتى أن أسرتي قررت الانتقال إلى مدينة ذمار بغرض الدراسة فيما أنا وأخوتي.
واستطرد: أنا وغيري من الطلاب لا ذنب لنا بما يجري من صراعات والتي ستلقي بظلال قائمة على مستوانا التعليمي والالتزام بالمناهج الدراسية لهذا العام حيث منذ بداية العام الدراسي وحتى اللحظة لم تدرس منه ولو القليل الأمر الذي يجعلنا نشعر بالعجز من الاستفادة العلمية لهذا العام خاصة من هم في مرحلتي ثالث إعدادي وثالث ثانوي كونها امتحانات وزارية لذا اتمنى من الجهات المعنية سرعة وضع الحلول المناسبة لهكذا مشكلة وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في بلادنا الحبيبة.
إغلاق دائم
أما الأخ حمزة عايش أحمد خالد أحد أولياء الطلبة فيقول: الحقيقة إن الوضع أصبح صعباٍ للغاية ولم نعد نأمن على أولادنا بالذهاب إلى المدرسة والعودة منها هذا عدا عن كون العديد من المدارس في حالة إغلاق دائم بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في المدينة وما اتمناه وأولياء أمور الطلاب أن يعم الأمن والاستقرار في المدينة كما اتمنى سرعة القضاء على المظاهر السلبية والضرب بيد من حديد لكل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار اللذاين من خلالهما سوف يتسنى لنا بناء جيل جديد قادر على العمل والعطاء متسلح بالعلم والمعرفة بعيدا عن الصراعات السياسية والحزبية والمذهبية وبما أن التعليم هو المستقبل استطيع القول أن هذا المستقبل في رداع مفقود بالمرة.
تعليق الدراسة
الأخ صالح علوي العبدلي مدرس تربية إسلامية بمديرية قيفة قال: يا أخي جميعنا يعلم أن القوانين والدساتير في جميع أنحاء العالم تنص إنه في حالة نشوب حرب في منطقة ما يتم تعليق الدراسة حرصاٍ على أرواح الطلاب والمعلمين فيها وما تعيشه رداع وغيرها من المناطق بمحافظة البيضاء يحتم على مكتب التربية والتعليم تعليق الدراسة فيها وحتى تضع الحرب أوزارها.
وأردف: للأسف الشديد نتيجة ما تشهده رداع وقيفة وغيرهما من المناطق في محافظة البيضاء تضررت العديد من المدارس وأخرى أغلقت الأمر الذي جعلنا نقرر الانتقال إلى مناطق أخرى تكون أكثر أمناٍ والالتحاق بمدارسها خاصة وأن هذه الصروح التعليمية أصبحت مستهدفة وأرواح المتواجدين فيها معرضة للخطر ومن هنا نناشد العقلاء سرعة التدخل لإنهاء الحرب الدائرة وكذا إنهاء المظاهر المسلحة لتعود قيفة إلى حاضنة الدولة.
ويختتم العبدلي بالقول: إن الشعور بالمسؤولية والأمانة تجاه التعليم بات مفقوداٍ لأن المستهدف الأول والأخير من كل هذا العنف هم طلابنا وبلادنا فإذا توجهنا صوب التعليم والمعلم والاهتمام بهما كانت بلادنا في القمة وعلينا قبل هذا وذاك أن نحكم عقولنا وقلوبنا ونعود إلى الله تعالى عودة صادقة خاصة وأن الأحداث الدائرة سحابة صيف عن قليل وتزول ولكن يتوجب علينا معالجة أثارها المستقبلية فيما بعد سواء على مستوى الطلاب ونفسيتهم المحبطة او المعلمين وما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية .
صراعات وحروب
من جانب آخر أوردت منظمة شباب الحوار للتنمية والسلم الاجتماعي في أحدث تقرير لها حول الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها طلاب المدارس جراء الصراعات والحروب أن هنالك ما لا يقل عن أربع مديريات في منطقة رداع هي قيفة ولدربيع والقريشية والرياشية شهدت وتشهد صراعات وحروب حصدت أرواح عدد من الطلاب منهم من كانوا في المدارس ومنهم من كانوا خارجها وأن عدداٍ من المدارس في مديرية ولد ربيع مغلقة منذ فتره بسبب ما تشهده المديرية من مواجهات دامية وأضافت المنظمة في تقريرها إلى أنه في يوم 2014/10/15م انفجرت سيارة مفخخة في وسط مدينة رداع واستهدفت منزل مدير مكتب التربية والتعليم برداع وأسفر الانفجار عن مقتل عدد من الأطفال منهم الطالب عبدالله ياسر إدريس وهو طالب في الصف السادس فضلا عن طلبة أخرى وأشارت إلى أن مدينة رداع واحدة من ضمن المديريات السبع في منطقة رداع يواجه الطلاب فيها استهدافا وقتلا وربما اختطاف في الوقت الذي لا تقوم فيه الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية بدورها في تأمين الحالة التعليمية في المنطقة.
وتحصي المنظمة عدد 12 طالبا قتلوا خلال العامين المنصرمين نتيجة الصراعات المسلحة في المنطقة بالإضافة إلى خسائر مادية أخرى تتعلق بتدمير المدارس.
دور فاعل
أما الأخ مطلوب شرقه مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء فقد أوضح لنا أن أسباب تعليق الدراسة في رداع تتعلق بالجانب الأمني وحرصا من مكتب التربية على سلامة أبنائه الطلاب وتأمين حياتهم وخشية تعرضهم لأي مكروه لا سمح الله وهذا الإجراء من أجل أن نحافظ على الطلاب والطالبات وأضاف : إنه تم تعليق الدراسة في بعض مدار س مدينة رداع وعدد 4 مدارس في مديرية ولد ربيع قيفة التي تشهد المواجهات المسلحة وفي مديرية العرش وهذا فقط خلال فترة الأحداث والمشاكل الأمنية ونأمل خلال الأيام القليلة القادمة تجاوز الصعوبات والمعضلات وعودة الحياة إلى طبيعتها .
ويضيف هنالك تنسيق وتواصل مع مكاتب التربية بالمديريات التي تشهد صراعات وتم إعطا}ها توجيهات في حالة استمرار الحرب أن تلجأ الى المناطق الأكثر أمنا ولو بعدت المسافة ويتم استيعاب الطلاب في مدارس تلك المناطق.
تأثير سلبي
وحول الآثار السلبية للصراعات في نفسيات الطلاب يقول مدير عام مكتب التربية: أنه ولاشك لها تأثير سلبي على مستوى تفكير واستيعاب الطلاب وتحصيلهم العلمي لاسيما الطلاب الباحثون عن تحقيق معدلات متميزة وللعلم فقد عملنا وفي إطار معالجة هذه القضية على عقد اجتماع دعا إليه وكيل أول محافظة البيضاء صالح الرصاص وقد تم مناقشة الوضع الأمني وتأثيراته على العملية التعليمية في مديريات قطاع رداع وكذا إحصائية بحجم الأضرار الكلية والجزئية التي تعرضت لها المنشآت التعليمية والخطة المستقبلية لمواجهة أي حالة طوارئ وتم التواصل من قبل مدراء التربية بالمديريات بالتنسيق مع مدير مكتب التربية المساعد وقد ابدوا استجابة وأعطونا مهلة لفترة زمنية بسيطة لإخلاء المدارس وعندنا أمل كبير إن شاء الله أن الأوضاع سوف تستقر.
في المحصلة الجميع في منطقة رداع من مسؤولين عن العملية التربوية والتعليمية وأولياء أمور للطلبة كلهم أجمعوا على ضرورة أن تعود راع إلى حظيرة الدولة وأن يكون للدولة وللسلطات المحلية دور فاعل وحاسم يضمن استمرار العملية التربوية وعدم تأثرها بأي أوضاع أمنية.