“الثقة الكُبرى”.. غزة ما بعد جريمة التهجير القسري

طاهر محمد الجنيد

 

 

النظام العالمي الحالي يعتمد على القوة والإجرام لترتيب كل مصالحه لأنه يمتلك الأسلحة فله أن يقرر ما يشاء ؛الساسة يخططون والجيوش تنفذ واستنادا إلى ذلك فقد وضع التحالف الصهيوني الصليبي خطة التهجير القسري لسكان غزة وإعادة إعمارها تحت مسمى(الثقة الكُبرى). التسريبات التي سمح بها تقول إنها تهدف لتهجير نصف مليون فلسطيني على الأقل لكن ما يجري على أرض الواقع يؤكد أنها تهدف لإبادة اكثر من مليوني إنسان لتهجيرهم ؛وهو ماقاله المجرم( نتنياهو) بعد اجتماعه بالداعم الأساسي لجريمة التهجير القسري ورأس الإجرام(ترمب)-ترمب مُصر على التهجير القسري وهو ما يعني الاستيلاء على غزة بقوة الأمر الواقع لأن من يملك القوة هو من يقرر قواعد القانون.
الخطة تضع سكان غزة أمام خيارات – الموت أو القتل – مقابل التهجير القسري كأمر واقع سواء إلى البلدان العربية أو غيرها تطبيقا لصفقة القرن التي وافقت عليها دول الطوق والتمويل سيكون من خلال دول الخليج بصورة رئيسية وخاصة السعودية والإمارات في مقابل اطلاق اسمي محمد بن(زايد ؛وسلمان)على بعض الأحياء والشوارع هناك بعد إعادة الإعمار .
التحالف الصهيوني الصليبي لأنه يمتلك استراتيجيته على الهجوم وتدمير الأخطار المستقبلية المحتملة التي قد تهدد سيطرتهم في المدى البعيد والمتوسط والقريب؛ ولذلك دمروا الوطن العربي ووطّنوا الكيان المحتل وأمدوه بكل مصادر التفوق والسيطرة ؛دمروا الدول و الجيوش العربية بالحروب المباشرة ؛وبالتطبيع وبذلك قضوا على كل الأخطار المحتملة خاصة وقد ضمنوا سيطرة من يدينون لهم بالولاء على مقاليد السلطة والحكم.
الأخطار المحتملة التي يريدون القضاء عليها هو محور المقاومة (اليمن -لبنان- العراق) ومن الدول الإسلامية إيران أولا وباكستان ثانيا كما صرح مجرم الحرب (نتن ياهو) :لن نسمح للدول الإسلامية بامتلاك أسلحة نووية سندمر إيران أولاً ثم باكستان.
الإجرام الصهيوني لا يتحرك وحيداً ولا بعيداً عن الأهداف التي يضعها التحالف الصهيوني الصليبي (صهاينة العرب والعجم)بل هو رأس الحربة لكل المهام القذرة ومنها جرائم التهجير القسري لسكان غزه المسماة (الثقة الكبرى)لانها ترى في غزة أكبر خطر يهدد التحالف وأن الحسم يبدأ منها وينتهي في كل العواصم العربية والإسلامية .
مخطط التهجير لأهل غزة ليس جديدًا بل منذ تم توطين اليهود في فلسطين ومثل ذلك جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية ، واذا كانت (فايننشال تايمز)تؤكد أن (الثقة الكبرى)اعدها (توني بلير)بالتعاون مع ضُباط الاستخبارات الصهيونية وتم تقديمها إلى ترمب فان دوره لا يتعدى حشد حُكام المستعمرات البريطانية وصهاينة العرب وأيضاً كل خصوم الإسلام الذين كانوا يحاربونهم مثل (الصين وروسيا)لأنه يريد تحقيق نصر لا شبهة فيه حسب تصوراته أو هكذا يظن.
التحركات الغربية تعتمد على خطط ودراسات تعدها معاهد متخصصة وعمل مؤسسي لا يتغير بذهاب الأشخاص أو بقائهم في السلطة أو بسقوط حزب ومجيء غيره فأهداف “بلير” هي أهداف “ستارمر” وأهداف “ترمب” هي أهداف “بوش” ولذلك عندما يصرح (بلير)أن( الإسلام السياسي من حيث الأيديولوجية أو العنف يشكل تهديدا أمنيا من الدرجة الأولى) على المشاريع الاستعمارية الغربية ؛وليس ذلك فحسب بل أن الإسلام الراديكالي :لا يقل بل يزداد وينتشر في جميع أنحاء العالم ويزعزع استقرار مجتمعات ودول؛ وذلك منه كإنذار للأنظمة المتحالفة مع الغرب الاستعداد لبدء الحرب عليه وجذبها لتأييد الاستراتيجية الغربية.
المعركة الحقيقية التي يسعى التحالف الصهيوني الصليبي للانتصار فيها حسب رأيهم مع من يسميهم متطرفي(السُنة والشيعة)هوما أكدته الحرب الإجرامية على غزة فقد تساقطت الأقنعة المزيفة ولم يتبق في الميدان غير محور المقاومة ، وان كان مجرم حرب العراق (بلير)ضم طالبان واطلق عليه حراكا عالميا(الإسلام الراديكالي بالإضافة إلى مجموعات مختلفة يتقاسمون نفس الأيديولوجية الأساسية) وهو استباق لمواجهة أي حزب أو طائفة أو توجه يطالب بتطبيق الإسلام عقيدة وشريعة.
من يستمع لأطروحات سياسيي ومفكري الغرب يظن وبعض الظن إثم أن الإسلام والمسلمين هم من دبّروا الحرب الدامية بين أوكرانيا وروسيا ؛وانهم القوا القنابل الذرية على اليابان ودمروا فيتنام وارتكبوا جرائم الحرب والإبادة للهنود الحمر في أمريكا أو أنهم احتلوا أفغانستان وارتكبوا فيها أبشع الجرائم في حق الإنسانية أو أن المسلمين احتلوا العراق وارتكبوا فيه ما شهده العالم من الجرائم ونهبوا خيراته وثرواته وفي الأخير يتحدث أحد ضباط المخابرات الأمريكية(نحن من شجعنا صدام حسين على غزو الكويت).
جمعوا لغزة اليوم من التحالفات والإمكانيات الكثير وبنوا خطتهم تحت مسمى(الثقة الكبرى)وهي إمكانيات تم الاستيلاء عليها من ثروات الأمتين العربية والإسلامية ؛غزة البداية ومن شروط (نتن ياهو)لوقف الحرب تخلي حماس عن السلطة وإخراج قادتها من غزة ونزع سلاح القطاع؛ وهو ما يعني تسهيل جريمة التهجير القسري لا وقف الإجرام لانهم لا أخلاق لهم وسيأتي الدور على اليمن وايران وحزب الله وانصار الله في العراق.
الخطة تعتمد على تحركات الإجرام الصهيوني في غزة وفلسطين لذلك تم تزويد العدو بأحدث الأسلحة وبالمرتزقة ومنحهم كل الصلاحيات لارتكاب ابشع الجرائم من الإبادة والتهجير القسري وفرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية والمقررة الأممية لحقوق الإنسان ومنع وسائل الإعلام من تغطية الإجرام ، وبلغت المهازل أقصاها أن يرشح المجرم المطلوب للعدالة الدولية (نتنياهو) شريكه في الإجرام (ترمب) لنيل جائزة نوبل للسلام أسوة بالهالك المجرم (إسحاق رابين)وداعية الإبادة الجماعية لمسلمي بورما واذا لم تستجب لجنة نوبل لتلك المطالب فسيقوم (ترمب)بقصف البلد المنظم للجائزة كتأكيد على استحقاقه للجائزة.
فاذا كان نتن ياهو يعتدي على إيران لأنه يرى فيها تهديدا للكيان المحتل فما مبرر أمريكا والحقيقة أن السلاح النووي مسموح به لكل الأمم والملل إلا المسلمين فايران أولا وباكستان ثانيا.
صهاينة العرب وثقوا في الغرب لأنه يمتلك القوة والنفوذ وربطوا وجودهم واستمرارهم بالقضاء على المقاومة والغرب وثق بكيان الاحتلال وسلمه فلسطين لتنفيذ استراتيجيته في الاستمرار بالسيطرة والنفوذ ؛واليهود ربطوا وجودهم واستعلاءهم بالوصول إلى معركة (هرمجدون ) أو حرب القيامة لكن تحركاتهم أنهت المعركة قبل الوصول إليها وهو مايعني انكشاف زيف دعاية وعد الرب لهم بأرض فلسطين حسب اعتقاداتهم وبقاء الأمر مرتبطا بوعد القوى الاستعمارية (بلفور) .
تم وضع اليهود في المقدمة لسابق معرفتهم بالدين الإسلامي وشدة عداوتهم للإسلام والمسلمين مضافا إليهم النصارى والذين اشركوا والأعراب إلى جانبهم وكما قال الله تعالى عنهم ((الأعراب أشد كُفراً ونفاقاً وأجدر ألّا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)) التوبة 97 .

قد يعجبك ايضا