إن أعطيت لي الإمكانيات حسب ما ارغب ودون أي حواجز سأوصل اليمن إلى مهرجان “كان”


üلقاء / عارف الاتام –
المخرجون اليمنيون مكابرون والأعمال الدرامية اليمنية تعرف المعروف وتتسم بالحوارات المملة والمشاهد الطويلة.

ü شاب لا يعترف باليأس قاده أمله إلى إنتاج خمسة أفلام والصق عليه طموحة صفة “المجنون” ممن يعرفوه بسبب مغامراته في مجال الإخراج ضحى بوظيفته في الكويت وعاد إلى الوطن ليخرج فيلم “رحلة إلى الجحيم” وعندما نفذ عليه المال عاد للعمل بالكويت ليقدم استقالته مرة أخرى ويعود إلى اليمن لينتج فيلم ” قبل الانفجار” إحساسه القوي بانه سينجح دفعه إلي ذلك ألف وكتب السيناريو وأخرج ومثل بل وأنتج الأفلام بجهود شخصية وبتشجيع ابوه أنه الشاب زيدون مبارك العبيدي من مدينة الشحر خريج عام 1996م قسم تمثيل وأخرج التقته (دنيا الإعلام) قبل سنتين وأجرت معه هذا اللقاء وضاع تسجيل اللقاء وظهر قبل أسبوعين ونظرا لمحتويات اللقاء (دنيا الإعلام) تنشره ليستفيدو الشباب من تجربته ومن الإصرار وقوة الإرادة وعدم الاستسلام فإلى فحوى اللقاء.

ü بدايته في مجال الدراما كانت بعد التخرج عندما كون فرقة السنابل للدراما في مدينة الشحر وكانت متخصصة في المسرح والأعمال التلفزيونية وكان أول أعمالها المسرحية مسرحية (أيسكريم ساخن) بعدن ثم انتقل إلى الأعمال التلفزيونية بعدما اكتشفت أن الدراما السينمائية مفقودة داخل اليمن -حسب قوله- كتب سيناريو فيلم (صمت البحر) عام 1994م وبداء تصويره عام 1996م وانتهى من تصويره في 1997م ومدة الفيلم ساعة ونصف وهو عمل روائي تراجيدي من تأليفه وإخراجه وشارك في التمثيل 60 ممثلا و22 كومبارسا وتم تصويره في مدينة الشحر وفكرة الفيلم تتحدث عن الطرافات والإيمان وضعف المعتقد بالرسل وأيضاٍ كان فيه بعض التاريخيات التي كان يتناولها أبناء مدينة الشحر الصياديين وبعد ذلك أنتج فيلم “أينما تكونوا يدركم الموت” وهو عمل إسلامي شارك في التمثيل 22 ممثلا ومن تأليفه وإخراجه ومدته 45 دقيقة وأحب أذكر أن فيلم صمت البحر شارك في مهرجان قرطاجة بترشيح من مؤسسة السينما والمسرح وبيع أيضاٍ لقناة صنعاء ولكن لم يتم بثه حتى الآن.
خطوة مجنونة
ü ويسترسل: بعدها كتبت سيناريو تقني وأدبي لفيلم كان عنوانه “رحلة إلى الجحيم” وكان يعد أول فيلم رعب ترامتك ولم أبعه إلى أي قناة لكن تم توزيعه إلى دول الخليج للجاليات اليمنية وأنتج في عام 2005م ومدته ساعة ولم يتم المشاركة به في أي مهرجان وبعد ذلك فيلم (درب الشقاء) عمل تراجيدي وكان بطولة أبو سالم معروف النجم الحضرمي وتم تصويره وإنتاجه خلال سبعة أشهر وشاركنا به في مهرجان الخليج السينمائي وبثته قناة (الدايا) دون الرجوع إلينا ولا أعرف ما هو السبب أو على الأرجح بثه صاحب الاستديو وتصرف به دون الرجوع إلينا لأنه لا يوجد بيننا وبينه أي اتفاق أو عقود فكل هذا الأعمال أعملها دون مقابل ومجاناٍ فأنا لم استلم في حياتي أي مبلغ لأي عمل ما عدى المبلغ التشجيعي الذي حصلت عليه من أحمد طاهر الشيعاني عن فيلم صمت البحر وتقاسمت المبلغ مع جميع طاقم الفيلم.
ü لماذا لم تقاضي هذه القناة على بثها فيلم درب الشقاء دون الرجوع إليك¿
– قد يكون ذلك لعدم وجود قوانيين تحمي حقوق الملكية داخل اليمن وبعد هذا الفيلم قررت كتابة أول فيلم أكشن كان عنوانه (قبل الانفجار) وطرحت فيه بعض القضايا المهمة ولكن بطريقة الأكشن ومدته ساعة ونصف وطبعاٍ هذا العمل فكرت فيه ملياٍ بسبب أبلاغي بأنه سيفشل قبل إنتاجه لأن القنوات الخليجية فشلت في إنتاج عمل أكشن فيه تفجيرات وأيضاٍ حكموا عليه بالفشل وأنا مازلت اكتب السيناريو وقالوا أنك داخل في خطوة مجنونة خاصة أن أغلب طاقم العمل لم يخوضوا أي تجربة تمثيلية في أي عمل مسرحي أو تلفزيوني سواء أنني قلت لهم أنتم معي فقالوا معك وأسميناهم فرقة (السنابل ج) أي السنابل الجدد وكانت تتراوح أعمارهم ما بين (19-20) سنة وقمت بتدريبهم لمدة شهرين على الإحساس والأكشن لأن أغلب العمل بالأكشن يحتاج إلى ورش عمل ولكنني في مدة التدريب ضغطت عليهم كثيراٍ باعتبار أنها المرة الأولي لهم بالتمثيل واستغرق تصويره 27 يوما واستغرق إنتاجه ثلاثة أشهر بسبب استخدامنا الثري دي وبعض البرامج المعقدة الأمريكية وأغلبها كانت باللغة الانجليزية وكذلك صعوبة إنتاج بعض اللقطات التي كانت نحتاج إلى وقت طويل اضف إلى ذلك التفجيرات وكنا نأخذ المشهد ونستخدم طريقة الكروم في التنفيذ وكان من أفضل منتجين هذا العمل الأستاذ وحيد عبود بروم وهو من أفضل المنتجين على مستوى الشحر والثاني عبدالله باسويد وكان يجيد المؤثرات البصرية وثالثهم محمد سعيد بن دحمان وكان يجيد العمل على برامج الثري دي والعمل كان بطولة أحمد سعيد بامختار وسالم محفوظ وأحمد محروس والأستاذ القدير عمر بالكورة الذي كان يمثل دور الأب وأيضاِ عبدالله بحرج وأستغرق الإنتاج كما قلنا ثلاث أشهر فاقدين جميع الإمكانيات وكانت البنية التحتية لهذا العمل مفقودة ومع ذلك صممت بعون الله تعالى ودعاء الوالدين أن نقوم بهذا العمل وإتمامه على أكمل وجه وبشكل جيد.

رسالة للشباب
ü ما هي الفكرة التي توضحها للقارئ من هذا الفيلم والهدف من ورائه¿
– (قبل الانفجار) يعني كل ما طرح بهذا العمل صورة خالية من نسج الخيال ورؤية مستقبلية أن استمرار الوضع على ما هو عليه من حيث البطالة وانتشار السلاح والغياب الأمني والثأر ستؤول الأمور لا قدر الله إلى ما يحمد عقباه.
ü وأنت تقبل على مشاريع مثل هذه ما الهدف أو الغاية من وراء إنتاجها هل هو ملئ الفراغ أو معالجة قضايا معينة أو أثبات الذات¿
– ليس أثبات للذات ولكن أريد أن أوصل رسالة للشباب أن أردتم أن تفعلوا شيء فلا تجعلوا من ضعف الإمكانيات شماعة لليأس فمن أراد أن يفعل شيء بعزم فعله فقد جلست انتظر كثيراٍ من يعيننا ولكن في نهاية المطاف تأكدت أنني سأموت ولم أفعل شيء وكلمة حق تقال كان أبي أكثر من يشجعني ومؤمن بالقضية التي اطرحها وكان يقول ما قدر أعطيك إياه سوف أعطيك إياه وارجع الفضل لله عز وجل ومن ثم إلى الأستاذ جهاد المرهبي فلولاه ما ظهرت أنا على السطح فقد جاء زيارة إلى حضرموت وشاهد العمل وانبهر وقال لازم يطلع عندنا وأخذ العمل إلى المحافظ وإلى وزير الثقافة.

الاستقالة
ü الفيلم من تأليفك وإخراجك ألا ترى أن هذا يضعف ما تعمله¿
– طبيعي صاحب الحاجتين كذاب والثالث منافق فعندما اخبروني في حضرموت أن الفيلم سيفشل من قبل البعض ولم افقد الأمل ويصيبني اليأس بل توكلت على الله واستعنت به رغم معرفتي أن من الصعب السيطرة على الأمور هذه كلها فقد قدمت استقالتي من العمل بالكويت لأتم هذا العمل فقالوا عني مجنون فلقد كنت أعمل هناك في مدرسة ومشرف على النشاط المسرحي وقدمت استقالتي منها لأعمل فيلم (رحلة إلى الجحيم) ثم عدت إلى الكويت وجاءتني فكرة فيلم الأكشن وقدمت استقالتي مرة أخرى رغم أنني كنت أتقاضي مبلغ 450 دينار فكانت ردة فعل أبي والشارع أن قالوا عني مجنون وكذلك جريدة كان أسمها (سعاد) قالت: (زيدون أصيب بجنون) ولكن إحساسي القوي بأن هذا الشيء سينجح دفعني إلي ذلك رغم تبشيرهم لي بالفشل قبل البدء بالعمل ولكنني قدمت استقالتي وعدت إلى اليمن لأنتج هذا العمل.
ü بدأت بالمسرح ثم انتقلت إلى السينما ثم الدراما فما فكرك بالتنقل هذا¿
– اليمن أقدم ناس بالمسرح تاريخياٍ من دول الخليج وبعد انتشار القنوات الفضائية والكمبيوتر والإنترنت أصبح الناس المهتمين بالمسرح قليل جداٍ ولا يأتون إلى المسرحية ألا التي بها استعراضية ويوجد فيها عنصر نسائي أو تشويقي فأصبحت الدراما بالمسرح مفقودة فاتجهت إلى السينما لأنها تدخل كل بيت واستطيع أن استخدم فيها البرامج التي لا تستخدم في المسرح فقد أعمل مسرحية في حضرموت وإذا أردت أن اعرضها في محافظة أخرى تكلفني كثيراٍ أما ألسيدي فهو رخيص جداٍ ووسيلة سهلة وينتشر في كل مكان. وللأمانة ما يعانيه رواد الحركة السينمائية والمسرحية وهو عدم وجود من يتبنى الأعمال الفنية وكل ما نقدمه من أعمال هو خلاصة جهود ذاتية يقدمها أفراد من ذوي الدخل المحدود هدفهم فقط أن يقدموا لمجتمعهم ولو النزر اليسير
ü هل جربت العمل مع مخرجين آخرين¿
– نعم عملت مع الأستاذة فوزية حيدر بتلفزيون عدن لكن كممثل وعملت مع الأستاذ الكبير والمخرج السينمائي خليل غانم كمساعد مخرج بصنعاء في فيلم عنوانه (لنا الحق) ويتكلم عن الأمومة والطفولة وهو وثائقي تسجيلي بعد ذلك عملت مع المخرج محمد سعيد باعباد في مدينه الشحر كممثل ثم انطلقت في تكوين فرقة السنابل الدرامية.

متوحش
ü وآنت تنتج فيلم ( قبل الانفجار) أليست مغامرة بأن تخرج هذا الفيلم مع ممثلين ما زالوا هواة وتحت التجربة¿
– لقد حكم على الفيلم بالفشل عند قراءة السيناريو في الكويت وأيضا في حضرموت وكان الاعتماد في بداية الأمر على فرقة السنابل طاقم (أ ب) وللأسف طبعاٍ فنحن لا يوجد لدينا أشخاص محترفين في مجال التمثيل وعندما عدت من الكويت وجدت أن اغلب الممثلين قد ذهب كل واحد منهم إلي حاله فلم أجد أمامي سوى الشباب الصغار فقلت لهم عندكم استعداد قالوا عندنا استعداد وقلت لهم حاجة واحدة استحملوا مني أي شيء قد أكون إنسان متوحش في عملية التدريب ولكن لازم أنجز في 27 يوما فلما كانت 27 يوما وطاقم جديد حكم الطاقم نفسه في فرقة السنابل والمخرجين أيضا أن العمل فاشل ولكنني استعنت بدعاء الوالدة والإصرار على إتمام العمل.
ü إلى جانب التأليف والإخراج أديت دور شبه رئيسي في الفيلم هل هذا عائد من عدم ثقتك بمن سيجسد هذا الدور أو عائد لأسباب أخرى¿
– أنا لم أقل إني قمت بالدور الأساسي فقد قام بهذا الدور الفنان أحمد سعيد بامختار أنا كنت دور ثالث فكان الممثل الذي يؤدي دور صقر الذي مثلته أنا عرض عليه مشروع كبير فقال لي لا استطيع إتمام العمل معك فبحثت عن غيره فلم أجد فاضطررت إلى أخذ الدور وقد أكون ملاحظ لقسوتي في العمل ولكنها لم تكن شخصيتي الأساسية.

المخرجين استاءوا
ü إذا رأى الفيلم أحد النقاد وقال بأن الفيلم لا يرتقي إلى المستوى الفني والإخراجي وتم انتقاده من ناحية المضمون فماذا ستكون ردت فعلك¿
– أمر طبيعي فقد تعودت على النقد الجارح منذ البداية فعلى سبيل المثال صمت البحر أول ما عرضته على نقاد أبناء مدينة الشحر من مثقفين قالوا عمل فاشل وقالوا انتم أتعبتم أنفسكم دون فائدة وطبعاٍ أصابتني خيبة أمل ولكن عرضت الفيلم على مؤسسة المسرح والسينما في صنعاء أعطى هذا العمل 95 % حسب الإمكانيات فلم يكن هناك جهاز مونتاينر والإمكانيات كانت أصعب من هذا الظروف وفي فيلم قبل الانفجار تعرضت إلى الانتقاد الحاد ومن المفارقات أن ثلاثة من المخرجين مدحوا الزوايا التي تم فيها التصوير ولكن صادف أن بعض المخرجين استاءوا من الزوايا التي تم فيها التصوير وبعض الممثلين أعجبتهم المقدمة وبعضهم لم تعجبهم يعني من الصعب أن تجد أثنان برأي واحد.
ü بصراحة ما الذي كنت تخشاه وأنت تنتج الفيلم¿
– الذي كنت أخشاه بصراحة أن أسجن بعد هذا الفيلم لأن النقد قد يكون شفاف لأبعد حدود.
ü ألم تكن تخاف الخسائر المادية¿
– الخسائر المادية دائماٍ اخسرها مش أول مرة اخسر فحياتي كلها خسارة بخسارة وأكبر دليل على ذلك أني منذ كونت فرقة السنابل لم استفد سوى ألفين ريال من المبلغ التشجيعي الذي أعطانا أياه الشيعاني وكان ما يقارب 165 ألفا ووزعتها على جميع أفراد الطاقم حتى الكومبارس ولم أحصل منها سوى على الآلفين التي ذكرتها سابقاٍ.

توزيع مجاناٍ
ü أنتجت الفيلم فما الهدف أو الغاية التي راودتك بعد أن تنجزه¿
ü- في حقيقة الحال وبصراحة أنا أتمنى أن يراه الشعب اليمني بغض النظر عن المكسب المادي أو الخسارة والمهم أن يراه الشعب اليمني ويعلم أن هناك كوادر يمنية مبدعة وليس الشعب اليمني فقط حتى في الخارج ويكنوا لليمن العزة والاحترام بهذا الإنجاز.
ü ألا ترى أن إنتاج أعمال مثل هذه والخسائر التي تتكبدها بعد هذا كله تكتفي بتوزيعها على الاستوديوهات وبثها في القنوات¿
– قد سبق هذا العمل العديد من الأعمال منها رحلة إلى الجحيم ودرب الشقاء وتعرض كما قلت أنت إلى توزيع مجاناٍ لكي يراه الشعب فهذا العمل قد أرهقني مادياٍ ولكن أرى الخير بعد ما خرج هذا العمل إلى النور وأشاد به بعض النقاد والمثقفين وربما بعد هذا التعب وهذا الجوع أصوم وأفطر على كيكه أو على كعكة خيراٍ لي من أفطر على بصلة.

اكشنت الحدث
ü ما السبب في حدة معالجتك لبعض القضايا¿
– سبب الحدة يفرضه الطرح والقضايا للعمل الأكشن أو اكشنت الحدث بحده فعلى سبيل المثال في المسرح هناك نوع من المبالغة في اختيار الألوان الفاقعة كالأصفر والبرتقالي والأحمر كما يشد انتباه الجمهور فإذا تخيلنا ممثل طلع بلون أبيض أو رمادي مهما كانت الموضوعات أو الأهداف التي يريد أن يقولها لا يلتفت إليه ولكن لو كان باللون الأحمر أو الأصفر سيجذب إليه الأنظار وكذلك هذا العمل كي أقول خمس جمل في هذا العمل لا بد أن اجذب المشاهد بإحساسه لكي أوصل إليه آخر جمل قيلت في العمل.
ü ما رأيك بما ينتج من دراما في اليمن¿
– أعمال بقيمة مكلفة وباهضة ولكنها للأسف دون المستوى محلياٍ وخارجياٍ فللأسف الدراما خارجياٍ لا يتابعها أحداٍ وتحت الصفر وقد تكون لعدة أسباب فقد تصادفها اللهجة اليمنية غير المفهومة فعلى سبيل المثال الجزائريين لهجتهم غير مفهومة فيقوموا بكتابة ترجمة للفيلم ولكن إلى الآن هناك مكابرة في المخرجين اليمنيين أو القنوات اليمنية بأن يترجموا أعمالهم باللغة العربية وثانياٍ الممثل اليمني يبحث عن المادة قبل الشفافية والإبداع وأنت متابع للأعمال اليمنية أفضل مني ومن الآلف إلى الياء فأعطيني عمل واحد نستطيع أن نفتخر فيه فمثلاِ عمل شعبان في رمضان للأسف لم تجد هناك أي قناة طالبت بشرائه والسبب في ذلك أن العمل ارتجالي.
إلى الآن وبكل صراحة نحن نتبع النمط العربي السيء في عملية الإخراج أو التأليف فنحن إلى الآن نقلد المدرسة المصرية التي أثبتت فشلها وعلينا اتباع المدرسة الفرنسية أو المدرسة المغربية أو المغرب العربي فإلى الآن أعمالنا فيها حب وزواج وطلاق ومحصورة بين أربع زوايا وأربعة جدران ولم ينطلق العمل الدرامي اليمني إلى الخارج فاغلب أعمالنا بين أربعة جدران وبين والاستوديوهات وتعتمد على التصوير الفرش والكاميرا الواحدة.
ü ما رأيك بعمل الرهان الخاسر بصراحة¿
– بصراحة عمل بميزانية باهظة وبأداء متوسط ولن أقول عليه فاشل ففيه جهد كبير وعلى رأسهم الأستاذ نبيل حزام فهو ممثل قدير وأقول عليه أنه سيد التمثيل وارى أن العمل كان سريع وغم الجهد الموجود كان يفتقد لبعض الأشياء (لا أدري ماذا أقول وأخاف أن يقال عني مغرور).

مواهب متعددة
ü قلت قبل قليل أن الدراما اليمنية دونما المستوى ومن ضمن الأسباب التي قلتها اللهجة اليمنية غير المفهومة وعرضت حل بأن تترجم إلى اللغة العربية الفصحى أترى أنها هي الحل الأفضل¿
– قد يكون أول شيء اللهجة وثانياٍ الشفافية فدراما القنوات الفضائية محكومة على لوبي معين سواء أكانت قناة صنعاء أو قناة عدن يعني لا يعطوا المواهب الشابة فرصة لو قلنا ( أ-ب-ت) في صنعاء مسيطرين على الأعمال الدرامية وعدن فيها (ج-ح-خ) أصبح عندهم نوع من التعميم إلى التعميم وهذا مرض يصيب الممثلين والمخرجين وعليهم أن يعملوا بمبدأ التعميم إلى التخصيص وهذا نوع من الدراما وإذا انفتحوا وانكسر هذا اللوبي سيجدوا أن هناك في اليمن مواهب متعددة من الجرافكس إلى التنفيذ إلى الإضاءة إلى الصوت وغيرها من المواهب يعني أن اليمن تملك من المواهب ما لا تملكه الخليج فلماذا لا نفتح لهم المجال.
ü ألا يوجد حل آخر كالتمثيل بللغة وسطى أو اللغة الفصحى مثلاٍ¿
– عندما بدأ الكويتيين والخليجيون بالأعمال الدرامية كانت لهجتهم متزمتة ولكنهم عملوا في مجلس التعاون الخليجي علي أن يكتفوا بالأعمال الدرامية لفهمها واستطاعوا ذلك فأنت الآن تسمع الأعمال الكويتية أو الخليجية وتفهمها بينما سابقاٍ كان من الصعب فهمها فإذا أردنا أن تنتشر اللهجة اليمنية علينا تكثيف الأعمال الدرامية ولكن أعمالنا الدرامية بألسنة حسنة وإن كانت ارتجالية وسريعة.
ü تنفرد اليمن عن غيرها بالتنوع باللهجات هناك من يرى أنها ضارة أو مفسدة للأعمال الدرامية¿
– أنا أرى إذا أردنا أن نعمل أعمالاٍ درامية جيدة نختار اللهجة التعزية أو العدنية أو لغة أهل إب يعني لغات أهل المناطق الوسطى.

على الدنيا السلام
ü قلت قبل قليل بأن هناك من يصفك بالمغرور لماذا¿
– قد أكون متهوراٍ نعم أو قد أكون مجنوناٍ أو انتحارياٍ ولكن -إن شاء الله- ما أكون مغروراٍ.
ü إلى متى سيظل والدك يدعمك في إنتاج المسلسلات فيما تركنها الأدراج¿
– كما يقول الشاعر (تشرق الشمس بعد يوم معتم ضرير ولو تردد الطير يوماٍ عن الإقلاع عمره لن يطير) فلا بد أن تشرق الشمس ولا بد أن تطلع أعمالي إلى السطح وعلى ما أعتقد وصولي إلى عدن واهتمام الجرائد بي واستضافتي بقناة عدن مرتين هذا إنجاز بحد ذاته ولكن إن رأى المسئولون هذا الاهتمام الإعلامي دون أخذي بعين الاعتبار فعلى الدنيا السلام.
ü إلى أين تريد أن تصل بأعمالك وتخيل أن تعطي لك كافة الإمكانيات فماذا يمكنك أن تفعل¿
– إن أعطيت لي الإمكانيات فعلاٍ حسب ما أرغب وبما تعنيه الكلمة ودون أي حواجز سأوصل اليمن إلى مهرجان “كان” فعلاٍ وبعون الله تعالى.
ü عند مشاهدتنا للفيلم لاحظنا أنك تعتمد أكبر عدداٍ من التنوع في اللقطات هل هذا ناتج لرغبة معينة تريد أن توصلها¿
– أهم هدف لي كان في العمل أن أشد انتباه المشاهد إلى درجة غير عادية وثانياٍ دائماٍ عندما أشاهد الأعمال الدرامية اليمنية ألاحظ فيها كثرة الحوارات المملة وطريقة الكاميرا بالفرش وأردت أن أعمل عملية تجديد نستطيع بها أن نوصل الهدف من العمل برمز معين وكي أقول أيضاٍ للمتخصصين كفانا من الفرش في الأعمال.

استعراض إيجابي
ü يعني كأنك تريد أن تقول للمخرجين أن أتحدى أي مخرج أن يأخذ أكبر قدراٍ من لقطاتي¿
– قد يكون وقد يكون نوع من الاستعراض الإيجابي واستطعت بذلك أن اختصر أكبر عدداٍ من المشاهد على الجمهور لأن أغلب الأعمال حتى الأعمال العربية تطيل بالمشاهد والحوارات وتعرف بالمعروف.
ü هل ترغب بأن تكون أحد موظفي أو أحد المخرجين العاملين في إحدى القنوات اليمنية الحكومية أو الخاصة¿
– أخاف إن وظفت في إحدى القنوات أن أكون مجمداٍ وينتهي نشاطي وهذا ما سيحدث على ما أعتقد.
ü إلى متى سيظل وضعك أو حالك بالشكل الذي تراه¿
– حتى يضعني المسئولون في أجندتهم ويضعوني بعين الاعتبار وتقدر المواهب ليس لي فقط ولكن أيضاٍ للمواهب الأخرى وإن كان بعد هذا المجهود والإطلاع الصحفي لم يلتفت لي سأعود إلى مدينة الشحر وستعود الحياة كما هي.
ü بعد مشاهدتنا للفيلم متابعتنا عمل الطاقم الذي عملوا معك فمتى تقاضيهم أجورهم¿
– للأسف الشديد لم أعط إلى الآن أي ممثل أجره وللأسف العمل دون تغذيات فالملابس والإكسسوارات من بيوت أفراد الطاقم فالعمل أقيم بمجهود ذاتي حباٍ وشغفاٍ بالدراما ولم يشترط على أي ممثل قبل التصوير أي فلس.
ü بصراحة ما الدافع أو المشجع لهم بأن يعملوا معك دون مقابل بل وتحميلهم أيضاٍ تكاليف إكسسوارات وملابس وغذاء هل هو إقناعك لهم أم ماذا¿
ü- قد اقنع واحد أو اثنين أو أربعة لكن لا أستطيع أن أقنع 60 ممثلا أن يعملوا دون مقابل فمدينة الشحر مليئة بالأشخاص الشغوفين والمولعين بالعمل الدرامي بشكل خيالي إن استطعت أن أنتج عملاٍ شارك فيه هذا الكم بمبلغ زهيد جداٍ فليس بسيطرتي عليهم وإنما بحبهم للدراما فبحث الممثل والمخرج على كم سيحصل قبل الإنتاج هو سبب فشل العمل الدرامي.
ü زيدون أخل بالآداب!!
ü من خلال مشاهدتنا للفيلم الذي مدته ساعة ونصف لم نلحظ أي عنصر نسائي فيه فلماذا بكل صراحة¿
– لأن مجتمعنا في الشحر مجتمع محافظ بشكل قوي ولا استغرب أن منابر الشحر في خطبة الجمعة كلها تتكلم عن زيدون أنه أخل بالآداب أو اخترق العادات والتقاليد.
ü كيف تريد أن تنجح وأنت لم تستطع أن تكسر العادات والتقاليد بقرار ليس فيه خطأ¿
– هل تسمح لي بأن أسألك سؤالاٍ كما سألتني: هل أنت تعتقد في لحظة من اللحظات أن وجود المرأة في العمل مهم أم العمل شدك بأحداثه إلى النهاية¿
ü المحرر: لا شك بأنه كان سيضيف جهداٍ آخر في جانب الأمومة أو غيره ويعكس أبعاد كثيرة على المستوى المجتمعي أو الأسري.
ü زيدون: لو استطعت أنا واستقطبت ممثله وكسرت الحواجز واستحملت خطباء المساجد سأكون منبوذاٍ ومن أين لي أن استضيفها في فندق وأوفر لها الأكل والشرب فهذا بالنسبة لي شيء صعب.

ليست أول مرة
ü الممثلون تفانوا في تمثيلهم وضحوا كذلك معنوياٍ ونفسياٍ وإلى ذلك فلماذا لم ترحمهم بفيلم مدته ساعة ونصف¿
– أنا كذلك كنت في زاوية ضيقة من صاحب الكاميرا وكان مكلفاٍ جداٍ وكان يريد مني في الساعة الواحدة 50 ألف ثم خفضها إلى 30 ثم إلى 20 ثم إلى 10 آلاف وهنا أكون أو لا أكون واستنزفت كل ما لدى بكل ما أوتيت من قوة وكان عندي أمل بأني سأبيع الفيلم وأعطيهم ولكن إن أحسست أنه لا جدوى سأعطيهم أجورهم على حسابي الخاص وهذه ليست أول مرة فهناك أعمال وزعت عليهم مبالغ من حسابي فإذا العمل تم بيعه بشكل جيد كان بها وإن لم يكن آخذ من والدي مبلغاٍ مالياٍ وأوزعها عليهم .
ü كم كلفك العمل الأخير فنياٍ تقريباٍ¿
– كلفني 750 ألفا تقريباٍ دون أجور ودون وجبات ونثريات ولكن ما أرهقني جداٍ هو المونتاج وقيمة أجور الكاميرا.
ü هل كانت كافة ترتيبات الفيلم من مونتاج وغيره من الأمور الفنية والمؤثرات كلها في مدينة الشحر¿
– في بداية الأمر المنتجة الأولية كانت في مدينة الشحر ثم انتقلت إلى دولة الكويت على حسابي الخاص لأنتج الأجزاء الأخيرة من العمل وكلفتني الرحلة 500 دينار كويتي فنهاية العمل من ناحية المؤثرات السمعية عند أحد الأصدقاء وهو مختص في هذا المجال.

قد يعجبك ايضا