الاسرة/خاص
بعد انقضاء الإجازة الصيفية التي شهدت كما يقول مختصون وتربويون واحدة من أنجح الفعاليات الصيفية التي أقيمت في مئات المدارس والدورات الصيفية في العاصمة صنعاء والمحافظات على مستوى المشاركة والتفاعل الطلابي والمجتمعي وبرامجها ومخرجاتها الإيجابية يستعد ملايين الطلاب والطالبات لبدء العام الدراسي الجديد (1446 – 1447ه)2025 – 2026 م).
العام الدراسي الجديد بدأ فعليا وباشر ملايين الطلبة الاستعدادات للعودة إلى المدارس بعد موسم صيفي كان وفق مختصين مثالياً وحافلاً بالعديد من الأنشطة الصيفية المميزة على الرغم من تزامن تلك الأنشطة مع العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن
وأعلنت وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة التغيير والبناء يوم السبت الماضي، موعد بدء العام الدراسي الجديد 1447 هـ/ الموافق 2025 – 2026م لجميع المراحل الدراسية.
وقال وزير التربية حسن الصعدي: إن العام الدراسي الجديد سيبدأ في الـ 3 من محرم 1447 هـ الموافق 28 يونيو الجاري.
وأوضح أن عملية القيد والتسجيل والانتقال بالمدارس الحكومية والأهلية بدأت فعليا من يوم الأحد الموافق 15 يونيو الجاري.
الوزير الصعدي شدد على ضرورة انتظام دوام الهيئات التعليمية في صفوف المراحل الدراسية اعتبارا من اليوم السبت 25 ذي الحجة الموافق 21 يونيو، على أن تكون الدراسة بمعدل خمسة أيام في الأسبوع بحسب التقويم المدرسي الذي صدر به قرار وزاري.
وأشار الصعدي إلى أن اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول لجميع المراحل الدراسية ستكون في 14 ربيع الآخر 1447 هـ، الموافق 6 أكتوبر 2025م على أن تبدأ إجازة منتصف العام الدراسي يوم السبت 26 ربيع الآخر من العام نفسه الموافق 18 من أكتوبر.
وبحسب التقويم المدرسي، سيتم استئناف الدراسة للفصل الدراسي الثاني في الـ 3 من جمادى الأولى الموافق 25 من نوفمبر 2025م، وتبدأ اختبارات النقل النهائية لكافة المراحل الدراسية يوم السبت 19 شعبان 1447 الموافق 7 فبراير 2026م.
فيما تبدأ اختبارات الشهادة العامة للمرحلة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي يوم السبت 9 شوال الموافق 28 مارس 2026م، وفي اليوم التالي 10 شوال تبدأ اختبارات الشهادة العامة للمرحلة الأساسية.
نجاح وطني
الاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد جارية على قدم وساق على مختلف المستويات الرسمية والمجتمعية وهو بحسب مراقبين نجاح وطني آخر يتحقق لليمن الذي أصر قيادة وشعبا على استمرار العملية التربوية والتعليمية بالرغم من الاستهداف المتعمد والمتواصل للمؤسسات التعليمية وكوادرها وطلبتها من قبل العدوان السعودي الأمريكي طيلة عقد من الزمن وبالتحديد منذ مارس من العام 2015.
آلاف الطلاب ذكورا وإناثا ارتقوا شهداء في غارات طيران العدوان السعودي الأمريكي خلال السنوات الماضية وعشرات الآلاف منهم أُصيبوا بجروح وهم في مدارسهم وفي منازلهم ومنهم من قضى نحبه وهو في طريقه إلى المدرسة أو عائداً منها، ناهيك عن مئات الآلاف الذين هربوا من جحيم العدوان برفقة عائلاتهم ووجدوا انفسهم محرومين ومجردين من هذا الحق الإنساني المكفول في كل القوانين والتشريعات السماوية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
طلاب وطالبات اليمن كغيرهم من فئات الشعب اليمني دفعوا ثمنا باهظا لهذه الحرب العدوانية العبثية من قبل النظام السعودي وحلفائه لكنهم أيضا سطروا صمودا استثنائيا في مسيرة التعليم والتي استمرت ولم تتعطل العملية التعليمية والتربوية رغم المحاولات المحمومة من قبل الأعداء لتوقيفها ونسفها.
كيف يكون الاستعداد للعام الدراسي الجديد من الأشياء التي تؤرق الآباء والأمهات فيشعرون بأنهم في متاهة لا يستطيعون الخروج منها , ومع اقتراب قدوم العام الدراسي الجديد يسارع الآباء والأمهات إلى المكتبات والمحال لشراء مستلزمات المدرسة من ملابس وكتب وكراسات وما إلى ذلك من المستلزمات , وولكن للأسف يغيب عن أذهان الكثيرين أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد لا يقتصر على المستلزمات المدرسية والاستعدادات المادية , بل يعتمد بشكل أساسي علي الاستعدادات النفسية والبدنية وتهيئة الطالب لاستقبال العام الدراسي الجديد بروح جديدة وبحيث يكون الطالب محبا للدراسة ومهيأ لها، وخصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها اليمن بسبب العدوان والحصار .
ويؤكد مختصو علم النفس التربوي: بأن الاستعداد للعام الدراسي الجديد يكون بثلاث نقاط أساسية وهامة لا تختلف أهمية أحدهما عن الأخرى , حيث أن هناك استعداداً نفسياً وآخر عقلياً إضافة إلى الجانب المادي.
ويقول اختصاصي علم النفس التربوي محمد عبدالله: إن أولى خطوات الاستعداد النفسي للعام الدراسي الجديد يقع على عاتق الآباء والأمهات، ويضيف في حديثه لـ”الاسرة” يتوجب على أولياء الأمور العمل مبكرا لضمان إقلال أطفالهم من مشاهدة التلفاز واستخدام الألعاب الالكترونية بشكل تدريجي ومنذ ما قبل أسبوعين على الأقل من ذهابهم إلى المدرسة إذ يكون هناك صعوبة على الأطفال الانتقال من مرحلة الإجازة إلى مرحلة الدراسة بصورة مفاجئة دون تهيئتهم تدريجيا لذلك الأمر. كما يجب أن يتحدث الوالدان بشكل إيجابي عن المدرسة امام أطفالهم وخاصة ممن هم في الصفوف الأولى لخلق فكرة جيدة عن المدرسة في نفوسهم ويحاولان ترغيبهم في المدرسة والمدرسين وفوائد التحصيل العلمي لكي يحبون المدرسة والدراسة ولا ينفرون منها.
ومن جوانب التهيئة النفسية للأطفال قبل بدء العام الدراسي الجديد بحسب الباحث السعيدي: الالتزام بالهدوء وتجنب المشاكل الأسرية والتي تؤثر على نفسية الطفل، وكذلك اصطحاب الأطفال عند شراء المستلزمات الدراسية وتشجيع الأطفال على النوم باكرا حتى يعتاد على الاستيقاظ المبكر، كما يستحسن التحدّث مع الطفل في أمور معينة وسؤاله عن كيفية تعرفه أو التواصل مع الأصدقاء في المدرسة مع بدء العام الدراسي .
الاستعداد العقلي والمادي
ومن أنواع التهيئة لبدء العام الدراسي ما يسميه المختصون الاستعداد العقلي حيث يجب تجهيز مكان للمذاكرة ومكان لوضع الكتب , ويشترط أن يتميز المكان بالهدوء والنظام والنظافة وكذلك الإقلال من مشاهدة التلفاز والألعاب الالكترونية قبل أسبوعين على الأقل .
وتقوية عقول الطلاب وتحفيزهم من خلال تشجيعهم على أداء بعض الأنشطة ككتابة جملة من تعبيره يوميا ثم تحويل الجملة إلى رسم أو تحفيز الطفل على القيام ببعض الأعمال الحسابية .
ويُفضل وفقا للباحث التربوي السعيدي: أن يتم مراجعة ما قد تم دراسته في السنة الفائتة حتى يتم تذكره , ويتم ذلك خلال الأسبوعين قبل الدراسة وبخاصة الرياضيات والإنجليزية والصرف وذلك لارتباطهم بالسنين التالية .
الاطلاع السريع على كتب العام الدراسي الجديد بتصفحها أو تصفح عناوينها.
محاولة توجيهه إلى قراءة القصة سواء في المادة العربية أو الإنجليزية , فتكون تلك القصص شيقة ومحفزة لخلق رغبة لدى الطفل بالعودة إلى المدرسة.