نجاح استخباراتي وراء انشقاق قياديين من داعش

بغداد /وكالات –
بعد أكثر من خمسة أشهر على سقوط عدد من المدن العراقية في يد تنظيم ” (داعش)” المتشدد بدأ التنظيم يفقد عددا من أفراده العراقيين إما بسبب القصف أو بسبب اختفائهم المفاجئ ويبدو أن هذه الأوضاع ستعجل في القضاء على التنظيم المتشدد.
وقبل أيام تعرض تنظيم “داعش” في العراق إلى ضربة قاصمة إذ اختفى عدد من قادته في الموصل وتكريت بسبب تخليهم عن التنظيم مقابل صفقات سرية بعضها مقابل أموال وأخرى مقابل سلامتهم بعدما رأوا أن نهاية “داعش” باتت قريبة ففضلوا الهرب.
وتؤكد معلومات استخباراتية سرية قدمها مسؤول أمني عراقي كبير أن قيادات كبيرة في تنظيم “داعش” اختفوا من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم خصوصا في الموصل عاصمة الخلافة وفي محافظة صلاح الدين أيضا.
وتقول المعلومات إن غالبية القيادات التي اختفت وقررت ترك التنظيم هم من القادة الميدانيين على الأرض والمسؤولين عن إدارة المقاتلين وإدارة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم كما إن غالبية هؤلاء القادة هم من الجنسية العراقية وليسوا من عناصر التنظيم العرب والأجانب.
ومن بين الهاربين من “الدولة الإسلامية” كاتم أسرار زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ويدعى علي الحمداني وشخص آخر مجهول الهوية يرافق البغدادي في تنقلاته ومسؤول عن طاقم الحماية الشخصية للبغدادي فما أسباب هذا التصرف في قيادات “داعش”¿.
وقال المسؤول الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن “أحد أسباب اختفاء هؤلاء يعود إلى نجاح جهات استخباراتية عربية وأجنبية في اختراق تنظيم “داعش” وإقناعهم بترك التنظيم وتقديم المعلومات التي يمتلكونها عن خطط وتحركات “داعش” مقابل منحهم الأموال أو الحماية وعدم الملاحقة”.
وأيضا هناك أسباب أخرى أبرزها تعرضهم لتهديدات من قبل مسلحين مجهولين داخل الموصل كما يقول أبو زكريا الحطاب أحد قادة فصيل مسلح رافض لتواجد “داعش” في المدينة.
وقال الحطاب المتواجد في مدينة أربيل شمال الموصل: إن “الفصائل المسلحة في الموصل عاجزة عن مواجهة تنظيم” داعش” في الوقت الحاضر وأنه يتواصل مع مجموعة من عناصر مسلحة يعملون على التطوع ضمن قوات أمنية جديدة يتم تشكيلها حاليا لطرد ” داعش” من المدينة.
غالبية قادة التنظيم المتشدد الذين يديرون تفاصيل مناطق الموصل الأمنية والخدمية هم من العراقيين ومن سكان المدينة والجميع يعرفهم كما يقول الحطاب كما أنهم أصبحوا مكروهين في المدينة وقام عدد من الفصائل المسلحة وشيوخ العشائر بتهديد هؤلاء القادة بملاحقتهم وقتلهم بعد خروج المتشددين من المدينة وهو ما أثار خوف هؤلاء وقرروا ترك التنظيم قبل فوات الأوان.
الأسبوع الماضي واجه تنظيم ” داعش” أوقاتا هي الأصعب منذ انتصاره في السيطرة على مدينة الموصل في العاشر من يونيو حيث تعرض إلى خسائر كبيرة في معاقله من شمال سوريا وصلاح الدين والأنبار وجنوب بغداد تضمنت مقتل المئآت من عناصره.
وبحسب إحصاءات وزارتي الدفاع والداخلية العراقية فإنه ومنذ العاشر من الشهر الحالي وحتى 20 من الشهر نفسه قتل 150 عنصرا من تنظيم ” داعش” في مناطق “سهل نينوى” و”ربيعة” شمال الموصل و”زمار” غربها وقتل 50 عنصرا في تكريت و100 في ديالى و80 في الأنبار ومناطق جنوب بغداد.
وفي سوريا تفيد التقارير الأمنية هناك بأن “الدولة الإسلامية” خسرت أكثر من 500 مقاتل في مدينة “كوباني” وعشرات القتلى في مناطق الرقة ودير الزور بسبب القصف الجوي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.

قد يعجبك ايضا