جهود إضافية للصحة العالمية بترصد “الوباء” في حدود الدول


حذرت منظمة الصحة العالمية ثانية من أن أجهزة قياس الحرارة المعتمدة في المطارات والمعابر الحدودية لا تكفي لأنها لا تكشف أعراض الفيروس إلا في من تظهر عليه الأعراض في لحظة قياس حرارته بالضبط وبالتالي يمكن أن تظهر الأعراض بعد عبور المسافر بسلام حاجز الأمن الصحي في المطارات.
وتعقد لجنة الطوارئ بالمنظمة الدولية محادثات في جنيف لمناقشة وباء إيبولا وإجراءات رصد المرض عند حدود الدول وما إذا كان من الضروري تطبيق قواعد أشد صرامة في السفر. ويأتي الاجتماع الثالث للجنة الطوارئ بشأن إيبولا لتقييم الجهود المبذولة حتى الآن لاحتواء انتشار الفيروس.
تواجه منظمة الصحة العالمية انتقادات بأنها تحركت ببطء في الاستجابة للمرض. ووصف الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر دعوات فرض قيود على السفر لاحتواء الوباء بأنها “غير منطقية” باعتبار أنها تخلق حالة من الذعر وتعزل الدول المتضررة.
وتلزم قواعد جديدة في الولايات المتحدة المسافرين من أسوأ الدول تضررا من المرض بدخول الأراضي الأميركية عبر أحد خمسة مطارات حيث يخضعون لفحوصات متطورة لرصد المرض. وبلغ عدد حالات الوفاة المعروفة بسبب المرض 4877 شخصا. ويزيد العدد بمقدار 322 عما ورد في أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصادر منذ خمسة أيام. وتوفي معظم الضحايا في غينيا وليبيريا وسيراليون.
ومن المتوقع وصول أول دفعة من لقاح تجريبي مضاد لإيبولا إلى سويسرا. ويضم اللقاح الذي طورته وكالة الصحة العامة في كندا بقايا من إيبولا وفيروس لا يتسبب في الوفاة. ويمكن أن يؤدي اللقاح إلى تحفيز جهاز المناعة لإفراز المضادات الحيوية الضرورية لمواجهة المرض.
لكن التوصل إلى لقاح مختبر بشكل كامل ومسموح باستخدامه قد يستغرق أشهرا أو أعواما بحسب ما أوردته تقارير أوروبية. وقد بدأ العديد من مراكز البحوث الدولية في تطوير لقاحات وإجراء اختبارات سريرية للسيطرة على الوباء. وينتظر توفير عشرات الآلاف من جرعات اللقاحات التجريبية بحلول بداية العام القادم. وأعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف أن تجريب أدوية مكافحة فيروس إيبولا وجمع عينات من دم الناجين من المرض سيبدآن في غرب أفريقيا في غضون أسابيع.
وكشفت ماري بول كيني مديرة قسم معلومات الصحة في المنظمة أن المنظمة ومنظمات شريكة تقوم باختيار مراكز العلاج في غينيا وليبيريا وسيراليون من أجل اختبار الأدوية التجريبية لمكافحة إيبولا”. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل منظمة الصحة العالمية مع العديد من الشركات العملاقة في مجال أبحاث الأدوية التي بدأت فعلا بإجراء اختبارات للقاحات مرشحة للاستخدام ضد فيروس إيبولا.
وقد قررت وزارة البحث العلمي الألمانية دعم الأبحاث التي تجري حول إيبولا بخمسة ملايين يورو إضافية. وقالت وزيرة البحث العلمي يوهانا فانكا أمس الأول”إننا بحاجة ماسة إلى طرق موثوقة للتشخيص والعلاج ويتعين العمل على قدم وساق على تطوير تلك الطرق”.
وذكرت الوزيرة أن المشروعات البحثية التي سيشملها الدعم الجديد تدور حول تطوير طرق للوقاية من المرض واختبارات سريرية للقاحات المرشحة واستراتيجيات للسيطرة على الوباء مضيفة: “من المشروعات البحثية التي سيتم دعمها أيضا تطوير اختبار سريع وآمن للكشف عن مرض إيبولا في منطقة غرب أفريقيا المتفشي فيها الوباء”.
وفي هذا الوقت تقوم الدول الغربية بتعزيز إجراءاتها الأمنية خوفا من انتشار ايبولا. فقامت الولايات المتحدة بتشديد إجراءات دخول المسافرين من الدول الأكثر تضررا بشكل كبير في غرب أفريقيا حيث سيسمح للمسافرين من ليبيريا وسيراليون وغينيا الدخول للولايات المتحدة عبر خمسة مطارات فقط بينها مطارا نيويورك وواشنطن على أن يخضعوا لفحوص قياس الحمى في حالة الاشتباه بإصابتهم بالمرض.
وفي مطار هيثرو البريطاني في لندن بدأ أيضا تطبيق فحص خاص بفيروس إيبولا على القادمين من دول شرق أفريقيا. ويخضع الركاب القادمون من هذه البلدان المعرضة لخطر الفيروس لأخذ درجات حرارتهم ويطلب منهم تسجيل بيانات التواصل معهم. ومن المنتظر أن يطبق ذلك في مطارات أخرى في البلاد.

قد يعجبك ايضا