دورة الألعاب الآسيوية بين القبول والإخفاق


> الاهجري: مشاركتنا كانت مقبولة والنتائج غير مخفقة
> الجعدي: الاهتمام غائب ولو وجد لحققنا الأفضل
> شومان: اللاعب اليمني مجتهد وتنقصه المشاركات
> الصالحي: لم نذهب من أجل الميداليات وإنما لكسب الخبرات
> الكدس: مشاركتنا في الظروف الراهنة إنجاز, والدورة كانت قوية
> القهالي: تجاهل القيادات سبب لهذه النتائج
> الوشلي: المشاركة شهدت بعض التحسن رغم الصعاب
> مسعود: فترة الإعداد لم تكن كافية, والأدوات الرياضية قديمة

حملت مشاركتنا في دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة التي أقيمت مؤخراٍ في مدينة انشوان الكورية أواخر الشهر المنصرم العديد من الانتقادات فمنها ما كان قاسياٍ ومنها ما جاء من وحي المشاركة التي وصفها البعض بالمخفقة.
وجاءت ردود الأفعال حول المشاركة متنوعة ما بين مؤيد ومعارض خاصة حول ما عادت به البعثة اليمنية من تلك المشاركة التي لم تلب الطموحات.
بلادنا شاركت بـ12 لعبة لم تحقق أي منها أي ميدالية أو أي إنجاز مما زاد من أوجاع وحسرة المتابعين الذين يحلمون ولو حتى بإنجاز بسيط يعيد البسمة إلى شفاة شباب ورياضيي الوطن.
مشاركة بلادنا في الدورة سلط (الثورة الرياضي) الأضواء عليها من خلال إجراء تحقيق مع مختلف الأطراف المعنية سعياٍ منه لمعرفة أسباب ومسببات الإخفاق حسب ما تداوله الشارع رغم ضخامة الإنفاق.. فإلى ما خرجنا به من حصيلة:
ما تم إنفاقه قدمناه
البداية كانت مع أمين عام اللجنة الاولمبية محمد الاهجري حيث قال: النتائج لم تكن مخفقة وكانت لدينا فرص جيدة بدليل أن لاعب المصارعة محمد القهالي كان يلعب على المركز الثالث إلا أن الإصابة منعته من ذلك وهو لاعب ممتاز ولاعب التايكواندو ياسر بامطرف كان ينافس على ميدالية برونزية وكان متقدماٍ وتعادل في آخر ثانية وكسب الخصم الميدالية البرونزية.
مضيفاٍ: إذا ما قارنا هذه النتائج بما تم إنفاقه فإن ما تم إنفاقه هو ما قدمناه في الدورة وحصدناه فكرة الطاولة حققت فوزين وفي فئة الفردي كانت النتائج جيدة ولدينا لاعبين صغار السن في المبارزة مثل صالح الصالحي الذي كان أداؤه رائعاٍ ويبشر بمستقبل رائع كما أن غسان العنسي لاعب تنس الميدان وزميلته شيماء العلفي أعمارهما صغيرة مقارنة مع باقي اللاعبين المشاركين ومع ذلك قدما أداء جيداٍ نسبياٍ.
وأشار إلى أنه كان هناك إخفاق في لعبة ألعاب القوى باستثناء الفتيات اللاتي كانت أعمارهن صغيرة أما بالنسبة للبنين فلم تكن نتائجهم مرضية أما الألعاب الأخرى فقد كانت نتائجها مرضية ومقنعة إذا ما نظرنا للإمكانات التي وفرت للاعبينا مقارنة مع بقية المنتخبات.
وقال: طموح الفوز هو أمر يطمح له الجميع والبعض يقول أن دولاٍ عربية حققت نتائج ولكنها حققت تلك النتائج الجيدة بمحترفين أجانب فمثلاٍ منتخبات مثل العراق وسوريا ولبنان كانت مثلنا بل وأفضل منا من حيث التعاقد مع لاعبين أبطال وكذا الإعداد الطويل ورغم ذلك كانت نتائجها مقبولة فيما نحن نعيش أجواء سياسية متوترة أثرت على نفسيات الجميع إضافة إلى أن عدد المشاركين من بلادنا قليل مقارنة بالدول الأخرى التي شاركت بأعداد كبيرة فكلما كان عدد المشاركين أكثر كانت فرص تحقيق الإنجازات أكبر.
واختتم الاهجري حديثه بالقول: اللجنة الاولمبية قدمت ما لديها وحينما ننظر للمستوى الرياضي في بلادنا مقارنة بالآخرين سنجد أن الفارق كبير وحقيقة فنحن كنا مؤملين على اللاعب علي خصروف لكن القرعة وضعته مع لاعب صيني قوي ليغادر من الدور الأول وإجمالاٍ فالبطولة كانت بشكل عام قوية ومشاركتنا كانت جيدة.
ميزانية ضئيلة
مدرب منتخب السباحة الكابتن عبدالسلام الجعدي أكد أن المستوى كان متساوياٍ بالنسبة لمختلف الألعاب اليمنية وبالنسبة للعبة السباحة, فقد أوضح الجعدي أنه لم يتم الاهتمام بلاعبي المنتخب من خلال إقامة معسكرات داخلية وخارجية أما بقية المنتخبات فقد عسكرت في دول أخرى.
وأضاف: حقيقة لو تم الاهتمام بنا لحققنا الأفضل فنحن كنا بحاجة إلى خبير دولي والانتهاء من إنشاء المسبح الاولمبي ليرى النور فنحن في لعبة السباحة ليس لدينا أي مكان للتدرب فيه فيما كل الاتحادات لديها ملاعب وصالات للتدريب وإذا ما تم الانتهاء من مشروع المسبح وتم إيجاد خبير دولي لتدريب المنتخبات الوطنية فسنحقق نتائج أفضل وسنحطم الأزمان المسجلة حالياٍ.
وقال: من خلال متابعتي للاتحادات فلا توجد فرق من ناحية المستوى ورؤساء الاتحادات قريبون من اللجنة الاولمبية ومن قيادات الوزارة ويعرفون كل شيء لكن المخصصات الخاصة ببعض الاتحادات مرتفعة فيما نحن ميزانيتنا في اتحاد السباحة ضئيلة جداٍ وإذا أردنا المشاركة خارجياٍ لا يمكننا ذلك بسبب المخصصات المالية وحقيقة فالمنتخبات العربية تتقدم عشر خطوات إلى الأمام فيما نحن نتقدم خطوة أو خطوتين إن لم نتراجع.
لافتاٍ إلى أن المشاركة كانت مقبولة لكن لو ظل الحال كما هو عليه فستتراجع مختلف الألعاب كثيراٍ وإذا ما وجدت النوايا الصادقة للتطوير والرقي من قبل الجميع في الوزارة والاتحادات والأندية ستكون تلك هي البداية لحل مختلف معضلات الرياضة اليمنية حتى يتسنى لها تحقيق النجاح المنشود.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أنه يلاحظ أن الجميع مستاءين من إدارة صندوق رعاية النشء والشباب التي تؤخر المخصصات المالية لمختلف الأطر الرياضية.
الإعداد المناسب
أما مدرب منتخب كرة الطاولة المدرب المصري الكابتن عادل شومان فقد رأى أن مستوى منتخب الطاولة ليس ببعيد عن مستوى الدول العربية ولكن ينقصه الاحتكاك وإقامة المعسكرات والمشاركة في البطولات بشكل مستمر مبدياٍ أسفه من أن الجميع في بلادنا وخلال أي مشاركة يظلون ينتظرون تحقيق مركز أو ميدالية وأن ذلك لن يتحقق إلا إذا توفر الإعداد المناسب.
وأكد أن اللاعب اليمني مجتهد جداٍ ولديه إمكانيات اللاعب الجيد ولكن ينقصه الاحتكاك وكثرة المشاركات الخارجية موضحاٍ أن منتخب الطاولة في الدورة الآسيوية حقق نتائج مقبولة حيث فاز على قطر 3 /1 وفاز أيضاٍ على منتخب منغوليا 3 /1 وأن تلك تعتبر نتائج جيدة بالنسبة للإمكانيات المتوفرة للفريق, معتبراٍ أنه لو توفر الاحتكاك والمشاركات وكثرة البطولات سيتحقق النجاح وستكون النتائج أفضل.
وقال: ما يخص المنتخبات الأخرى المشاركة في الدورة فاعتقد أن سبب إخفاقها هو نفس السبب والمتمثل في قلة المشاركات وقلة المعسكرات الداخلية والخارجية.
الوضع السياسي
وأكد لاعب منتخب الطاولة الكابتن عمر الكدس أن المشاركة كانت جيدة وأن الإعداد لمثل هذه المشاركات يجب أن يكون لفترة طويلة ليتم تهيئة اللاعب من الجوانب النفسية والمعنوية والصحية والبدنية وغيرها.
وقال: لا يخفى على أحد أن اللاعب اليمني يعاني فلا يوجد لديه تأمين صحي ولا يوجد لدينا سوى راتب صندوق رعاية النشء ومشاركتنا في الدورة الآسيوية كانت في 12 لعبة وكل لاعب قدم ما بوسعه رغم صعوبة المرحلة التي تمر بها بلادنا والتي حالت دون أن يكون الإعداد جيد وبالصورة المناسبة.
وأثنى الكدس على جهود اللجنة الاولمبية لاهتمامها باللاعبين وحرصها على إعدادهم بالصورة المتاحة رغم أن إعداد لاعبينا كان أقل من إعداد الآخرين بكثير علاوة على أن الجوانب النفسية والصحية وغيرها كانت مهيئة للاعبي الدول الأخرى فيما كانت مغيبة عن اللاعب اليمني.
وأضاف: لم يتوفر لنا شيء مما توفر للآخرين وإذا ما توفرت كل الإمكانات عندها يمكن محاسبة اللاعب على أي إخفاق فيما الوضع الحالي لا يساعد على توفير الإعداد المناسب والطويل كون الإمكانات لا تساعد على ذلك وحقيقة فأكبر إنجاز تحقق في هذه الدورة أننا شاركنا في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد والدورة الآسيوية لم تكن سهلة نهائياٍ وكانت منافساتها قوية جداٍ وواجهنا صعوبات من جميع النواحي والحمد لله استطعنا أن نتخطى الحواجز وكانت بادرة طيبة من اللجنة الاولمبية أنها قدمت مكافآت مالية في حالة الفوز بمعدل مائتي دولار للاعب في الفردي ومائة دولار في الفرقي وانتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر للجنة الاولمبية على هذه المبادرة الجيدة الكريمة وكذا للاتحاد العام على الإعداد والاهتمام بنا قبل إقامة الدورة.
فارق السن
أما لاعب منتخب المبارزة الكابتن صالح الصالحي فقد أوضح أن المشاركة كانت مشرفة وأن جميع اللاعبين قدموا أداء مشرفاٍ يليق بسمعة اليمن رغم قلة الخبرة والتحضير وفارق السن الذي كان له تأثير سلبي من ناحية العوامل النفسية إضافة إلى نقص الخبرة مشيراٍ إلى أنه خلال المشاركات القادمة ستكون النتائج أفضل إن شاء الله تعالى.
وأضاف: نحن لم نذهب من أجل الميداليات وإنما لكسب الخبرات التي تنقصنا كثيراٍ والتي ستفيدني في البطولات العربية والآسيوية وحقيقة فالفترة الإعداد الدور الرئيسي في عدم الوصول إلى الجاهزية المطلوبة فكثير من لاعبي الدول الأخرى يتم إعدادهم لسنوات لمثل هذه الدورات فيما نحن استعدينا لمدة عشرين يوماٍ فقط في صنعاء وليس في معسكر خارجي فما ينقصنا هو المعسكرات والبطولات الخارجية وكذا تنقصنا الصالات والأدوات.
وقال: إن شاء الله تعالى إذا ما تهيأت ظروف أفضل وتوفرت معسكرات للإعداد الداخلي والخارجي فإن نتائج اللاعب اليمني ستكون أفضل بكثير فإمكانياتنا محدودة جداٍ مقارنة بالآخرين إلا أننا نبذل كل ما لدينا من جهد حتى نشرف الوطن وبالنسبة لي فأنا مصنف بين أفضل ثلاثة في البطولة العربية وفي الآسيوية بين ثلاثين لاعباٍ وفي العالمية بين 115 لاعباٍ ولاعبة ولو توفرت الإمكانات بصورة أفضل لحققنا الأفضل.
سنحقق الأفضل
من جهته قال لاعب منتخب المصارعة الكابتن محمد حسن القهالي: عدم الإعداد العام والإعداد المتواصل في المعسكرات التدريبية والمشاركات الخارجية وقلة الاحتكاك باللاعبين الدوليين حال دون تحقيق المطلوب منا كلاعبين ونستغرب من أن الجميع يريدون أن نحقق النجاح رغم كل الظروف والفوارق بيننا وبين الآخرين فمن أين سيأتي النجاح ونتمنى أن تكون الأجواء مناسبة لنا من خلال توفير كل الاحتياجات وتوفير الرواتب المناسبة والتأمين الصحي وهذا ما ننتظره من الوزارة حتى لا يفكر اللاعب بأشياء أخرى تلهيه عن أجواء المنافسة وإعداد نفسه بالصورة السليمة فاللاعب حالياٍ يظل يبحث عن لقمة العيش وتفكيره منصب على ذلك وليس متفرغاٍ للرياضة أبداٍ.
مبيناٍ أنه نافس على المركز الثالث لكنه لعب على المركز الخامس بعدما أن أصيب إصابة بالغة بخروج المرفق عن مكانه معتبراٍ أنه لا يوجد شيء مستحيل وأنه إذا ما وجد الاهتمام باللاعب اليمني فسيحقق الأفضل ولن تقل إنجازاته عن غيره.
وأشار إلى أن تجاهل اللاعبين والألعاب من قبل بعض القيادات المعنية هو السبب الذي يؤدي إلى مثل هذه النتائج غير الجيدة وأنه إذا ما تم إعداد اللاعب بصورة سليمة وصحيحة فيمكن له أن يحقق أفضل النتائج ويشرف وطنه التشريف اللائق.
أكبر مشكلة
أما لاعب منتخب السباحة الكابتن محمد الوشلي فقد أشار إلى أن المشاركة كانت جيدة رغم الاستعداد غير الجيد لمختلف الألعاب اليمنية وخاصة السابحة التي لم يتوفر لها أي إعداد سليم وكذا ليس لديها مسبح للتدرب عليه فيما باقي الألعاب أقيمت لها معسكرات داخلية وخارجية معتبراٍ أنه من الطبيعي أن يحصل الإخفاق خاصة أن في لعبة السباحة كونه لا توجد أي مسابح وإن وجد البعض منها فهي مزدحمة من قبل الجميع وكذا ليست بالمواصفات الدولية والأولمبية التي تؤهل اللاعبين بالشكل المطلوب وهذه اكبر مشكلة تواجه لاعبي السباحة (حسب قوله).
لافتاٍ إلى أن المشاركة في الدورة الآسيوية شهدت تحسناٍ جيداٍ رغم الصعاب والعوائق التي واجهت اللاعبين وأن معظم اللاعبين اكتسبوا خبرات جيدة من خلال الاحتكاك مع لاعبين دوليين لهم خبرات عالمية متمنياٍ أن يتم الاهتمام بكل اللاعبين حتى يتمكنوا من تشريف الوطن في المحافل العربية والآسيوية.
منافسة قوية
لاعب منتخب الكونغ فو الكابتن عبدالله مسعود قال: المنافسون في لعبة الكونغ فو كانوا عشرة لاعبين وكانت المنافسة قوية واللاعبين أقوياء ومن دول متقدمة جداٍ في اللعبة مثل الصين وكوريا وفيتنام وإندونيسيا وهونج كونج وحصلت على المركز الثامن بعد تنافس قوي جداٍ.
لافتاٍ إلى أن الإعداد للدورة كان لمدة عشرين يوماٍ فقط وأن فترة الإعداد لم تكن كافية للمنافسة كما أن الأدوات الخاصة بالبطولة كانت متدنية واللبأس لم يكن جديداٍ وإنما قديم جداٍ حيث يستخدم منذ بطولات سابقة ومنذ عام 2002 مشيراٍ إلى أنه لو كان تم الإعداد بشكل جيد من خلال إقامة المعسكرات الخارجية كان لاعبو بلادنا سيحصدون العديد من الإنجازات ليس فقط في لعبة الكونغ فو وإنما في مختلف الألعاب.
واختتم حديثه بالشكر الجزيل للجنة الاولمبية على إقامة المعسكر قبيل الدورة وكذا للاتحاد العام على الإشراف والمتابعة المتواصلة للاعبين.

قد يعجبك ايضا