
يواصل فيروس ايبولا القاتل واخطر الامراض فتكا في تاريخ البشرية تفشيه بسرعة فائقة وعجيبة رغم كافة الجهود والإجراءات المشددة التي تتخذها الدول والمنظمات الطبية العالمية مما يثير الرعب والهلع ومخاوف لدى شعوب العالم وحكامها اثر توسعه وانشاره السريع الذي وصل إلى اوروبا وامريكى وغيرها من الدول الغربية وحذرت مؤسسات دولية من خسارة المعركة ضد مرض إيبولا إذا استمر غياب التضامن الدولي مع الدول الأفريقية المتضررة نتيجة انتشار المرض الفتاك فيها والذي وصل ضحاياه إلى اكثر من 4555 واكثر من 9216 مصاباٍ حيث تقف منظمة الصحة العالمية عاجزة عن توفير لقاح مضاد أو احتواء هذا الوباء الاخطر في التاريخ ..
وفي هذا السياق دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين الى عدم “الانسياق وراء الهستيريا” بسبب فيروس ايبولا وطلب منهم التحلي بالصبر والاستناد إلى الوقائع.
واعتبر في كلمته الاسبوعية إلى الأمة أن فرض قيود على الرحلات من غرب افريقيا بؤرة الوباء سيزيد من تفاقم الوضع وعلينا جميعا مواطنون وقادة واعلام مسؤولية ودور نؤديه”
واضاف اوباما “انه مرض خطير لكن لا يمكننا الانسياق وراء الهستيريا لان ذلك من شأنه فقط ان يجعل من الصعب على الناس الحصول على المعلومات الدقيقة التي يحتاجون اليها. علينا ان نتبع العلم ونستند الى الوقائع الاساسية”.
وتأتي كلمة اوباما غداة تحذير البنك الدولي من ان العالم في طريقه الى خسارة المعركة امام ايبولا واعلان منظمة الصحة العالمية وفاة 4555 شخصا نتيجة المرض من اصل 9216 اصابة مسجلة
وشدد أوباما على أن الولايات المتحدة حيث توفي ليبيري نتيجة المرض في الثامن من اكتوبر الجاري وتم تشخيص الفيروس لدى ممرضتين قامتا بالاعتناء به لا تشهد “انتشارا وبائيا”. الا ان الرئيس أقر بأن تشخيص بعض الحالات “المعزولة” ممكن في البلاد.
وقال “لكننا نعرف كيف نشن هذه الحرب. واذا اتخذنا الاجراءات اللازمة واذا اتبعنا العلم والوقائع وليس الخوف فانا على ثقة تامة ان بامكاننا تفادي انتشار الوباء في الولايات المتحدة وان نظل في طليعة الدول التي تقاوم الوباء في العالم”. الا انه حذر من ان فرض حظر على الرحلات القادمة من غرب افريقيا ليس الحل.. مشيرا إلى ان الخبراء الطبيين يقولون ان السبيل الافضل لوقف الوباء هو بالقضاء عليه في مصدره قبل ان ينتشر بشكل اوسع ويصبح احتواؤه اكثر صعوبة”.
واضاف ان “السعي الى عزل منطقة كاملة من العالم- لو كان ذلك ممكنا اصلا- سيجعل الأمر اكثر صعوبة”.
وختم بالقول “سيزيد ذلك من صعوبة تحرك العاملين في مجال الصحة وارسال مساعدات. كما ان الخبرة علمتنا ان ذلك سيحمل سكان تلك المنطقة الى تغيير مسار سفرهم لتفادي المراقبة مما يجعل حصر المرض اكثر صعوبة”.
من جهته طالب مجلس الأمن الدولي بزيادة “كبيرة” لمساعدات بلدانه الأعضاء لمكافحة وباء إيبولا الذي تسبب حتى الآن في حوالى 4500 وفاة..
وقال المجلس إن “التفشي غير المسبوق لوباء إيبولا في غرب إفريقيا يشكل تهديدٍا للسلام والأمن الدوليين”
وطلب من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة “أن تسرع وتزيد بطريقة كبيرة مساعداتها المالية والمادية” للبلدان المصابة بالوباء.
وتفيد الحصيلة الأخيرة للمنظمة العالمية للصحة أن هذه الفيروس أدى إلى 4493 وفاة من 8997 إصابة أحصيت في سبعة بلدان وهي (ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة).
وتتخوف المنظمة العالمية للصحة من ارتفاع عدد المصابين بالعدوى الذي يمكن أن يبلغ 10 آلاف حالة جديدة أسبوعيٍا حتى نهاية السنة في غرب إفريقيا
وبعد تأكد وصول هذا الفيروس الى أوروبا أعلنت بريطانيا عن تشديد الرقابة الصحية في مطاراتها على المسافرين القادمين خاصة من الدول الإفريقية
ومع وصول مستوى الخوف من هذا الوباء درجة عالية حيث رفضت مطارات المغرب والبرتغال
السماح لطائرة بالهبوط للتزود بالوقود لانها تحمل الممرضة النرويجية
Correio da Manha
التي اصيبت بفيروس “ايبولا” أثناء عملها فى سيراليون وتقرر نقلها إلى النرويج لعلاجها
وفي صربيا قررت وزارة الصحة عزل 708 اشخاص بسبب الشك بإصابتهم بفيروس ايبولا. ووضع 92 منهم تحت رقابة صحية مشددة لأنهم قدموا من البلدان التى ينتشر فيها الوباء..
القرار هو الأول من نوعه فى أوروبا ويشير الى ان السلطات الصربية تبذل جهودها هى الاخرى لمنع اصابة مواطنيها بهذا الفيروس..
و فى البرازيل سجل أول شك فى إصابة مواطن برازيلى قدم من غينيا منتصف شهر سبتمبر الماضى بفيروس إيبولا نتيجة ظهور أعراض المرض عليه. ونقل هذا المواطن 47 سنة إلى مستشفى فى مدينة كاسكافيل حيث ينتظر قدوم خبراء من العاصمة ريو دى جانيرو للتأكد من إصابته فعلا بعدها ينقل إلى إحدى مستشفيات العاصمة للعلاج.
وفي روسيا ووفق حسابات مختبر محاكاة النظم البيولوجية والاجتماعية والتقنية فى جامعة بوسطن تبلغ نسبة وصول الفيروس فى شهر أكتوبر الجارى واحد بالمائة وقد ترتفع الى خمسة بالمائة فى 24 نوفمبر القادم. وتشير الحسابات الى ان هذه النسبة تستمر بالارتفاع مع مرور الوقت إذا لم تتخذ بلدان غرب افريقيا اجراءات جدية فى مكافحة المرض ومنع انتشاره
وأشارت رئيسة هيئة حماية حقوق المواطن آنا بوبوفا ان عدد الاصابات التى شككنا بها بلغ 16 اصابة ولكن بعد إجراء التحليلات اللازمة لم تتأكد أى منها وهناك حاليا 118 شخصا تحت الرقابة الطبية قدموا من بلدان غرب إفريقيا إضافة لهذا قررت الجامعات والمعاهد العليا فى روسيا تمديد العطلة الصيفية لكافة طلاب بلدان غرب إفريقيا لحين التأكد من سلامتهم من هذا المرض..