صاروخ في بن غوريون كشف وهم الاعتراض الصهيوني

منير الشامي

 

‏الرأس الحربي للصاروخ اليمني كان كبيرا للغاية، هكذا كان أول تعليق لإعلام العدو الصهيوني عن الصاروخ الذي تم إطلاقه صباح يم الأحد ٤ مايو ٢٠٢٥م ، ومع أن هذا الصاروخ ليس الأول ولن يكون الأخير، إلا أنه الأول الذي عجز العدو الصهيوني عن الادعاء بأنه نجح في اعترضه خارج الغلاف الجوي كما هو ديدنه في كل مرة، وعجز أيضا عن إخفاء النتائج التي نتجت عن انفجاره والتقليل من آثاره، ربما لأن توقيته كان في وضح النهار وعلى هدف حيوي هو مطار بن غوريون وفي لحظة يتواجد فيها مسافرون من دول كثيرة، فاضطر إلى الاعتراف خوفا من قيام بعض المسافرين الأجانب بكشف الحقيقة من قلب المطار الذي ضربه، وأسفر عن النتائج المباركة التالية:

أحدث حفرة في الموقع المستهدف بلغ عمقها ٣٠ مترا وهو عمق مخيف جدا يدل على قوة الصاروخ اليمني بفتحة زاد عرضها عند سطح الأرض عن ١٠٠ متر وتوالت انفجارات كبيرة بعد ارتطام الصاروخ، تسببت في انتشار حطام الانفجارات من الرأس الحربي والأرض على مساحة دائرية تزيد عن ٢٠٠٠ متراً نتجت عنها إصابات مؤكدة، دل عليها توافد وخروج سيارات الإسعاف في حالة طوارئ واضحة، كما أدت هذه العملية إلى إلغاء هبوط عدد كبير من الطائرات على المطار وعودتها من أجواء الأراضي المحتلة، وأعلنت بعد العملية الكثير من شركات الطيران العالمية تعليق رحلاتها وإلغاء الرحلات التي كانت مقررة منها إلى مطار بن غوريون خلال الأيام القادمة، هذه هي الآثار المباشرة والفورية، ناهيكم عن الآثار التالية على اقتصاد العدو وسياحته واستثماراته.

ومن الجدير ذكره أن نقطة استهداف هذه العملية تم تحديدها بقرار عسكري يمني قرب صالة المسافرين، وكان بالإمكان أن يتم استهداف مدرج المطار أو مرابض الطائرات أو برج المراقبة أو صالات المسافرين أو أي نقطة أخرى وبما يلحق بالعدو خسائر كبيرة في الأرواح والمقدرات، إلا أن هذا ليس هدفاً ويتنافى مع أخلاق ومبادئ وقيم قواتنا المسلحة في مواجهاتها العسكرية، وتحاشيا لسقوط ضحايا مدنيين من دول أخرى.

من جهة أخرى فإن اعتراف العدو الصهيوني بفشل كل منظومات دفاعه بمختلف طبقاتها عن اعتراض الصاروخ، يؤكد أن كل إدعاءاته في اعتراض الصواريخ اليمنية في العمليات السابقة كذب محض، لسببين أولهما إنه لو كان صادقا في اعتراض صواريخ العمليات السابقة لنجح في اعتراض هذا الصاروخ ولم يفشل في ذلك خصوصا والمطار محصن جيدا بمختلف منظومات الدفاع الجوي الصهيونية والأمريكية ثاد ومقلاع داوود والقبة الحديدية و…..إلخ وتم اطلاق صواريخ منها لاعتراضه وهو لا زال خارج الغلاف الجوي وأخرى في طبقاته التالية وفشلت كلها في اعتراضه.

أما ثانيهما فلأن العدو الصهيوني أعلن عن نجاحه في اعتراض الصواريخ في العمليات السابقة كلها، ثم ناقض نفسه في ذلك باعترافه عن إصابة بعض المباني وتدميرها بفعل صواريخ سابقة كالصاروخ الذي أصاب مدرسة ودمرها بالكامل وكالذي أصاب محطة القطارات وغيرها، إضافة إلى اعترافه بنشوب حرائق نتيجة سقوط صواريخ اطلقت من اليمن في العمليات السابقة وإقراره أيضا بفشله في اعتراض صواريخ عدد من العمليات، مدعيا أنها سقطت في مناطق مفتوحة وغير مأهولة.

إن كل ما سبق يؤكد قوة عمليات الإسناد اليمنية لغزة وفعالية الصواريخ اليمنية وتأثيرها الكبير في الضغط على العدو الصهيوني لإجباره على تنفيذ الشروط اليمنية لتجنب هذه العمليات وهو في ذات الوقت يؤكد ثلاث حقائق مؤكدة هي:

الحقيقة الأولى: أن عمليات الإسناد اليمنية والمستهدفة لأهم أهداف العدو الصهيوني لن تتوقف إلا بتوقيف عدوانه الإجرامي ومجازره البشعة في غزة وبرفع الحصار عن أهلها وفتح المنافذ وليس هناك أي خيار آخر غيره أمام العدو الصهيوني لتجنب عمليات الإسناد اليمنية التي قد تتطور إلى الاستهداف المباشر.

الحقيقة الثانية: فشل العدو الأمريكي الذريع في استهداف القدرات اليمنية خلال ما يقارب الشهرين، فلم ينل منها حتى بنسبة ١% .

الحقيقة الثالثة: أن استمرار العدو الصهيوني في تصعيده على غزة وفي مجازر إبادته لسكانها، سيقابل بتصعيد يمني، قد يتطور إلى الرد عليه بالمثل ودون خطوط حمراء وهذه هي الرسالة الأخيرة التي يجب أن يفهمها من العملية وعليه أن يعي هو والعدو الأمريكي جيدا أن اليمن قيادة وجيشا وشعبا لن يتراجع عن موقفه الإسنادي قيد أنمله، إلا بوقف العدو الصهيوني عدوانه وحصاره عن غزة وأن هذا هو أسهل وأيسر خيار أمامهما لوقف العمليات اليمنية عليهما في الأراضي المحتلة وفي البحار ولا خيار أمامهما غيره، وهذا ما تؤكده اليمن لهما على لسان قائد الثورة في كل خطاب وعلى لسان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية في كل بيان وأن اليمنيين قيادة وجيشا وشعبا أعلنوا رسميا مرارا وتكرارا أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم القانوني والإنساني والأخلاقي والديني مهما كانت النتائج والتداعيات ومهما كان الثمن والتضحيات، ولذلك مهما الأمريكان والصهاينة من عدوانهم على اليمن، فذلك لن يغير أو يقلل من موقف اليمن وعملياته، بل على العكس من ذلك سيزيد من تمسكه بموقفه الحق ويضاعف من عملياته ويوسع من خياراته الأشد فتكا بالأمريكي والصهيوني، فاليمنيون لا يخشون إلا الله، لا يخيفهم وعيد ولا يرعبهم تهديد ولا يثنيهم تصعيد وهذه حقيقة وسنة من سنن الشعب اليمني العظيم.

 

قد يعجبك ايضا