ذكرى من رماد سمر!


سامي الشاطبي –
فلاش:
“أغلق الآن ظلي.. أسير وبي ظلمة النار.. كنت أنا المتوهج.. فوق الصراط المسافر.. في العتمة الهاجرة)…سمر عامر
إصدار:
إصدار جديد يجمع بين الشعر والقصة والأقصوصة والخاطرة انضم إلى موكب الإصدارات مؤخراٍ وذلك عن دار عبادي للدراسات والنشر بصنعاء بالتعاون مع “نادي القصة إلمقه”.
الإصدار والمعنون بـ”ذكرى من رماد الغروب لسمر محمد عامر جاء في (192) صفحة من القطع الوسط محتوياٍ على (135) نصاٍ مفتوحا “نصوص مفتوحة” ..

تقسيمات سمر:
قسمت سمر نصوص الإصدار إلى (5) محاور هي : عناق.. سراب.. الكنز الذائب.. زخات ..عطر توهج.. وفي لمسة إبداعية زينت مفتتح كل محور بلوحة تشكيلية من أعمال الفنان الشاب ناصر مرحب.

ذكرى من رماد الغروب:
في البدء احتوت الصفحات الأولى لهذا الإصدار على تقدمة بقلم الدكتور عبد العزيز المقالح قدم فيها إضاءات عامة على محتوى الإصدار (بما أنني قارئ قبل أن أكون ناقداٍ, فإنه ليأسرني هذا النوع من الكتابة المفتوحة, وأرى فيها خلاصة راقية للنشر الأدبي في أعلى مستوياته التعبيرية صـ5)…لِكن الدكتور يعلن تحفظه عن محتويات الإصدار في عدة نقاط منها ( وما كان لها – يعني مؤلفة الكتاب- أن تسافر في فضاءاتها القاصية دون إتقانُ للقواعد ودراية بمستويات الأسلوب, وما يضمره من مماثلةُ فنيةُ وبراعةُ في تراكيب الجملة صـ6)..

أقل من عابرة :
العاطفة ..اختلاجات النفس..قضايا الذات بصورة عامة..القضايا الاجتماعية..هي المرتكزات الأساسية التي تنطلق منها سمر في كتابة نصوصها المفتوحة..يبدو من خلال قراءة رموز تلك النصوص أن بقية القضايا مجرد إشارات وردت -أقل من عابرة- لمستقبل ستوليه اهتماما أكبر ..

إيمان:
قمة الحب أن يفقد المحب حياته بمجرد أن تفقد المحبة حياتها ..هكذا أرادت أن تقول سمر في أقصوصتها المعنونة بـ”ايمان” وبأقل قدر من الكلمات نجحت في إيصال الفكرة.
“اعطيته وردة وهو على قيد الحياة ..لإيماني بأني لن أتواجد بعد موته لأضع باقة على قبره …ص17”
نهاية لذيذة:
محو الإنسان لذكرى إنسان ليس سوى تعبير عن كره أو عدم رغبة في تذكره ..لِكن سمر في خاطرة “نهاية لذيذة” تعرضها بطريقة مختلفة تماما لا تعبر عن الكره أو عدم الرغبة في التذكر بل الرغبة الشديدة في أن تبقى ذكراه ولو فقدت ذاكرتها (أتمنى ان افقد ذاكرتي يوما ما..فقط لأمحوك منها ص84)..
هل يمكن لمن يفقد ذاكرته أن يكون قادراٍ على محو “ذكرى معينة” ..هنا يكمن الإبداع في الاشتغال على النص!

الأهون:
المرأة تعاني ..من كل اتجاه تأتيها المعاناة ..بعدة أسطر تلخصها سمر عامر في أقصوصة “الأهون” مقدمة حلاٍ ومخرجا لمعاناة المرأة ولكنه الحل المتروك لها هي وحدها!..
– ما هذه البطاقة¿
– انها بطاقة استلام راتبك.
– أتصدقين بأني لم أعرف بأن لي بطاقة إلا اليوم.
– لماذا¿
– لأنني منذ أن توظفت خيرني زوجي بين أن أغادر بيت الزوجية بسبعة اطفال إلى بيت والدي أو أن أتناسى شيئاٍ اسمه الراتب وأظل أعمل جارية في البيت والمدرسة وقد اخترت الأهون ..ص86″
لم توضح سمر ما اختارت بطل الأقصوصة ..لكنها تركت الأقصوصة لتختار كل امرأة تعاني ما تعانيه بطلة القصة “الأهون لها”
اجتراحات:
سمر التي نجحت بنسبة جيدة في اجتراح القضايا الاجتماعية وخاصة العاطفية حاولت الدخول لعوالم القضايا السياسية والتاريخية ولِكن تلك المحاولة لم تكن ناجحة ..فالعدد القليل من النصوص والذي خصصته للقضايا السياسية شاب فكرته الكثير من الغموض إذ لم تتمكن من توضيح فكرتها اطلاقاٍ!.
مثلاٍ في نص “ثورة” (جذوة تستعر من تحت رماد الانتظار ..متحينة الفرصة لتلتهم الرؤوس اليانعة..كشفت عن أوار صبرها فأضاءت الدنيا بشعلتها …التي لن تطفئها أفواه عبيد زمن العولمة..صـ102).. جذوة لم تكشف عنها الكاتبة تستعر..ينكشف صبرها..الصبر في تناقض يضيء الدنيا..أفواه عبيد العولمة غامضة..!

بيت العائلة:
ثمة نص من بين نصوص الإصدار والبالغ (135) نصاٍ معنون بـ(بيت العائلة) لفت انتباهي بشدة ..قرأته عدة مرات ولِكن دهاليزه كانت كثيرة ..كل دهليز أحالني إلى رمز وكل رمز قادني إلى دلالة وكل دلالة أوقفتني عند خلاصة معينة..
(لطالما اجتمعوا بين دفتي آلامة فالحوادث فقط هي من تجمعهم تحت ظلال سقفه ولطالما اشتكى وطأة تراكمات الأزمنة والأجيال في جوفه لذا أضحى يلفظهم نحو باطن الأرض غير آسف على ما فعل..صـ151)!
***
أهلاٍ وسهلاٍ بكم في نصوص سمر عامر.. لِكن احذروا فقد تقودكم إلِى دهاليز لا متناهية!

قد يعجبك ايضا