حمدي دوبلة

“وما يعلم جنود ربك إلا هو”

 

 

انحرفت أنظار العالم قليلا أواخر الأسبوع الماضي- وخلال الساعات الماضية -بعد نجاح الصاروخ اليمني بالأمس في تجاوز كل المنظومات الدفاعية المتطورة ليدك مطار العدو في يافا المحتلة، انحرفت الأنظار عن مجازر الكيان الصهيوني، بحق أطفال ونساء غزة وما تنفذه آلة القتل والإبادة الإسرائيلية الأمريكية في القطاع من مشاهد يشيب لهولها الولدان واتجهت صوب الداخل المحتل حيث اشتعلت الحرائق مجددا في مناطق واسعة من الأراضي والبلدات المغتصبة مخلفة دمارا كبيرا ومشاهد مروعة وإصابات وخسائر وتهجيراً لعشرات الآلاف من قطعان المستوطنين إلى جانب الهلع الذي أصاب الملايين منهم عقب وصول صاروخ اليمن بنجاح إلى أكثر منطقة محصنة في الكيان.
-أتت النيران خلال ساعات على مساحات واسعة من الأراضي وطالت عددا من السيارات والمركبات ومنها عدد من سيارات الإطفاء وفق إعلام عبري لتحاكي صورة احتراق سيارات إسعاف جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة حين استهدفها جيش نتنياهو بمن فيها قبل أيام في جريمة نكراء بحق العمل الإنساني، لكن سفاحي الكيان وجدوا في البيت الأبيض من يدافع عنهم ويبرر ساحتهم من تلك الجريمة وغيرها من الجرائم في غزة.
-ساد الارتباك سلطات الاحتلال وافتضحت سوءتها وبان عجز جيشها في التصدي للصاروخ اليمني ومواجهة الحرائق المتصاعدة التي أجبرت قطعان المستوطنين على ترك أماكن سكناهم في هجرة إجبارية محاطة بغضب الجمر والدخان وتوقفت حركة المواصلات فيما ظل الاحتلال المدعوم بكل إمكانيات الدول العظمى غارقا في بحر من العجز والحيرة ولم يجد غير البحث عن متهمين لا وجود لهم وتبادل الاتهامات بين أركان نظامه المجرم.
– سارعت حكومة الإجرام الصهيوني لطلب العون والمساندة من قبل الدول الحليفة -وما أكثرها- لإخماد الحرائق الأكبر في تاريخ الدولة اللقيطة، وراحت تبحث عن عدو وخصم سياسي لتحميله وزر الحرائق والزعم بأنها اشتعلت بفعل فاعل فوجهت أصابع الاتهام تارة إلى حماس والمقاومة وأخرى إلى اليسار الصهيوني دون دليل أو قرينة.
– في غضون بضع ساعات خلفت الحرائق الطبيعية خسائر قدرها مختصون بملايين الدولارات وتحولت فعاليات احتفال الكيان بذكرى نكبة العرب وفلسطين في مايو من العام 1948 إلى نكبة حية كانت تثأر مزمجرة لأطفال غزة ونسائها وشبابها من ضحايا جريمة الإبادة الجماعية في القطاع.
– سبحان الله العظيم كيف تحول الجيش المدجج بأسلحة الموت والخراب ومن يفعل الأباطيل بأحياء وسكان المخيمات في غزة إلى كائن هلامي أعيته الحيلة في مواجهة صاروخ اجتاز آلاف الكيلومترات وفي مواجهة شجرة محترقة، وكيف تلاشت دولة السلاح النووي والترسانة الذرية وخارت قواها، أمام زوبعة من نيران عابرة كانت تلفح وجوه المجرمين من قيادتها الملطخة أياديهم بدماء أطفال فلسطين دون أن ينتبهوا أنها رسالة من رب السموات والأرض لعلهم يرجعون.
– القتلة والمجرمون والطغاة أمثال نتنياهو وسموتريتش وبن غفير ومن ورائهم ترامب وزبانيته وكثير من حكام العرب المرتعدة فرائصهم من عظمة أمريكا وجبروتها، لا يمكن لهم أبدا أن يفهموا رسائل السماء.
-نحتاج اليوم إلى العودة إلى الله والصدق معه سبحانه واليقين والثقة في الخالق القدير والتوكل عليه حق التوكل وسنرى معجزات وآيات بينات من نصره وتأييده لعباده على كل قوى الشر والشيطان وإن بلغت إمكانياتها عنان السماء” وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر” صدق الله العظيم.

قد يعجبك ايضا