636 ضابطا وفردا ينظمون حركة السير بالعاصمة وأربع محافظات أخرى


■ استطلاع/ وائل شرحة –
حتى لا تغيب فرحة الطفل المنتظر في شرفة المنزل لقدوم والده وما بحوزته من ملابس ومكسرات وحلويات العيد.. وكي لا تموت من الألم الأم العاجزة عن الحركة أو القيام من سريرها المترقبة لوصول أبنها المسافر.. وحرصاٍ من أن لا ترمل الزوجة المهتمة بتنظيف المنزل فرحاٍ بقدوم العيد واستعداداٍ لاستقبال والد أطفالها.. وبمعنى أوضح حتى لا تتحول فرحة العيد إلى مآسي وأحزان ومن سعادة إلى تعاسة, ينظم أكثر من “636” ضابطاٍ وفرداٍ من منتسبي شرطة السير خلال أيام العيد بأمانة العاصمة صنعاء وأربع محافظات أخرى حركة السير.. ليسطرون لنا مشهداٍ وطنياٍ يصعب على البعض تنفيذه وحب العمل والواجب يستحيل أن يلتزم بها البعض.. إنهم أفراد وهبوا أرواحهم في خدمة الوطن والمواطن منذ ألتحاقهم بالمؤسسة الأمنية, صادقوا الشوارع والجولات والمنعطفات حتى صاروا يقضون فيها وقتاٍ أكثر مما يجتمعون مع أسرهم..
خلال هذا الاستطلاع نستعرض لكم أبرز مهام رجال شرطة السير خلال إجازة العيد بحسب الخطة المعدة من قبل الإدارة العامة وما هو دور المجتمع في ذلك.. نتابع..

مهما كانت أهداف الخطة ومهامها بسيطة أو صعبة, فهي مسؤولية تبعد هؤلاء الأفراد عن فلذات أكبادهم في وقت يتوافد فيه ويمر من أمام أعينهم ومن جوارهم المغتربون خارج الوطن والعاملون بعيداٍ عن أهاليهم داخل الوطن إلى قراهم ومنازلهم لقضاء إجازة العيد المبارك.
أغلبية أفراد شرطة السير العاملين بأمانة العاصمة وعواصم المحافظات تقطن أسرهم في الأرياف والقرى, ونادراٍ ما نجد بينهم من تسكن أسرته برفقته في المدينة.. إلا أن كليهما البعيد والقريب أسرته يقضي وقت العيد في خدمة المجتمع من خلال تنظيم حركة السير ومنع حدوث أي مخالفات أو تجاوزات مرورية.
وبحسب إحصائيات صادرة عن الإدارة العامة لشرطة السير, حصلت “الثورة” على نسخة منها, فإن هناك (432) ضابطاٍ وفرداٍ يعملون خلال أيام العيد بأمانة العاصمة و(56) ضابطاٍ وفرداٍ بمحافظة صنعاء بينما محافظات ذمار بلغ عدد ضباط وأفراد شرطة السير فيها خلال أيام العيد إلى (67) والمحويت بعدد (42) ضابطاٍ وفرداٍ بينما سقطرى وصل عدد الضباط والأفراد من العاملين فيها خلال إجازة العيد إلى (39) ضابطاٍ وفرداٍ.
نائب مدير العلاقات العامة ـ رئيس قسم الإعلام المروري بالإدارة العامة لشرطة السير الرائد عبد الواحد كندش يقول “من المعلوم أن شرطة السير تبدو الأكثر تواجداٍ وحضوراٍ في شوارع وميادين وجولات المدن والمحافظات لتنظيم حركة السير وذلك على مدار العام بحكم طبيعة عملها وهي أيضاٍ تبدو كذلك في المناسبات الدينية وفي وقت نجد فيه كافة موظفي الدولة يقضون أعيادهم ومناسباتهم بين ذويهم وأهاليهم”.. لافتاٍ إلى أن المِلفت للنظر أن رجال شرطة السير يكونوا في غاية السعادة أثناء تواجدهم في مقرات وأماكن أعمالهم رغم بعدهم عن أسرهم, وذلك بحسب الرائد كندش, نابع عن قناعة ذاتية بأن يؤدون واجبهم حيال المجتمع والوطن وإدراكا منهم بأن هذا العمل والواجب يعتبر مقدساٍ وقدسيته تكمن في أنه يهدف إلى حفظ النفس والمال اللذين يستنزفا جراء الحوادث المرورية المروعة التي تشهدها طرق بلادنا وترتفع قبل وخلال وبعد الأعياد الدينية.. داعياٍ المجتمع إلى الالتزام بقواعد وقوانين شرطة السير حفاظاٍ على سلامة أرواحهم وممتلكاتهم.
وتؤكد إحصائيات صادرة عن الإدارة العامة لشرطة السير عن ارتفاع نسبة وقوع الحوادث والخسائر البشرية والمادية خلال إجازة العيد عن الأيام الأخرى وكذلك من عيد إلى آخر.
العقيد عبدالله نويرة, أحد منتسبي شرطة السير والذي يعتبر خبيراٍ وباحثاٍ وكاتباٍ في الجانب المروري يقول عن الحوادث المرورية في عطلة العيد: كثير منا لا يتعظ ولا يأخذ العبرة من غيره وينتظر حتى تحصل له المشكلة حتى يأخذ العبرة منها وقد يكون هذا الأخذ بعد فوات الأوان.. إذ نشاهد الحوادث المرورية بشكل يومي ويندر أن نجد شخصاٍ لم يشاهد حادثاٍ مرورياٍ أو يسمع بحصول حادث لأحد أصحابه أو أقاربه وكم هي الحوادث التي تحصد الأخضر واليابس دون أن نأخذ منها العبرة والعظة ونتجنب أسبابها التي أصبحت معروفة عند الكثير منا ولكن للأسف الشديد ننسى ونقترف نفس الأخطاء التي ارتكبها غيرنا وسببت لهم الكوارث والمحن.
وأضاف “تأتي العْطل وخاصة العْطل المرافقة لأعيادنا الدينية ونفرح بها حتى نستمتع بأوقاتنا ونغير من أسلوب حياتنا ولكن الكثير منا لا يأخذ الحيطة والحذر خلال استمتاعه بهذه العطلة فتجده يرتكب من الأفعال ما تسبب له التعاسة بدلاٍ من السعادة والشقاء وبدلاٍ من الراحة.
وأشار العقيد النويرة إلى أن الحوادث المرورية تزداد زيادة غير مبررة ولا معقولة خلال العطل الرسمية وخاصة خلال العطلة المرافقة للعيد وهذه الحوادث تحول الفرحة بالأعياد إلى أحزان على مستوى الوطن ذلك أن الحادث المروري عندما يحصل للشخص فإنه لا يـتأثر به بمفرده بل يتأثر به هو و أسرته وأصدقائه وأبناء قريته فإذا حصل حادث مروري لفرد من أفراد القرية فإن جميع سكان القرية سوف يتأثرون سلباٍ بذلك الحادث وتذهب لحظات الفرح ويعم الحزن أرجاء القرية.
وعن أسباب وقوع الحوادث المرورية قال النويرة: السرعة الزائدة التي يسوق بها معظم السائقين خلال فترة العطلة سبب رئيسي للحوادث المرورية ولا نعلم سبب الاستعجال الذي يدفع السائقين إلى قيادة سياراتهم بسرعة عالية فما دام الإنسان في عطلة وليس لديه من المشاغل ما يدفعه للسرعة فلماذا لا يقود سيارته بهدوء وتمهل وحرص حتى يستمتع بالرحلة ويجنب نفسه وأسرته والآخرين المآسي الناتجة عن الحوادث المرورية والمشكلة المرافقة للسرعة هو قيادة السيارة والسائق مرهق أو أن السائق لم يأخذ قسطاٍ كافياٍ من النوم وهذا الأمر يؤدي به إلى عدم القدرة على السيطرة على السيارة وبالتالي حصول حادث مروري كان السائق في غنى عنه.
وبحسب النويرة, فإن قيادة السيارة بسرعة عالية والسائق مرهق أو أن السيارة نفسها سيئة الصيانة هذه الأمور سبب زيادة أعداد الحوادث المرورية بشكل كبير خلال عطلة عيد الأضحى والمشكلة تكون اكبر عندما يقترف هذه الأفعال سائق سيارة أجرة ويسبب مآسي للركاب الذين معه فالكثير من سائقي الأجرة يعتبرون فترة العطلة موسماٍ يحصدون فيه مبالغ مالية كبيرة وهم في هذه الفترة لا يأخذون قسطاٍ كافياٍ من الراحة لكي يقودوا سياراتهم وهم في كامل وعيهم بل أن الكثير من سائقي سيارات الأجرة لا ينامون إلا ساعات قليلة خلال نهاية رمضان وتجد احدهم يسافر أكثر من مرة بين المدن وهو لم ينم ويصل في لحظة من اللحظات إلى عدم القدرة على السيطرة على نفسه فينام وهو مسافر بسيارته ولنا أن نتصور النتيجة.
وأهاب النويرة بالسائقين بأن يتوخوا الحذر والحيطة وان يقودوا سياراتهم بكل هدوء وأن يأخذوا القسط الكافي من الراحة الجسمية والذهنية قبل أن يقودوا سياراتهم حفاظاٍ على سلامتهم وسلامة الآخرين.
مدير شرطة سير صنعاء العقيد محمد البحاشي يقول : في الوقت الذي يفرح المواطنون بالأعياد والعطل الرسمية لأنهم يقضون هذه الأوقات بين أفراد أسرهم نجد أن أفراد شرطة السير تتضاعف مهامهم وتزيد الأعباء عليهم لأنه مطلوب منهم العمل بشكل مضاعف في هذه العطل لكي تكون حركة السيارات سهلة وميسرة وتجد أنهم يتركون أطفالهم ويداومون في الشوارع والطرقات لأداء واجبهم ولمنع حصول حوادث مرورية وضبطها عند حصولها وهذا العبء الكبير لا يقابله أي تعويض مادي يعوضهم عن ما يقاسونه في العطل الرسمية.
وأعلنت الإدارة العامة لشرطة السير التابعة لوزارة الداخلية عن الخطة المرورية نهاية الأسبوع الماضي لتنظيم حركة السير خلال إجازة عيد الأضحى المبارك بعموم طرق محافظات الجمهورية.
وأكد مدير عام شرطة السير بالجمهورية العميد عمر بامشموس على أن الخطة تهدف إلى تأمين انسياب حركة السير بالخطوط الخارجية والداخلية في المدن والشوارع الرئيسية وفي الأسواق والمراكز التجارية المركزية والكبيرة وكذا الحد من وقوع الحوادث المرورية والحفاظ على أرواح وممتلكات المسافرين.. مشيراٍ إلى أن الخطة حثت منتسبي شرطة السير على التواجد والظهور المنظم واللائق للأفراد والضباط في خدماتهم والالتزام بالهندام وحسن المظهر الشرطي والأخلاقي.
وبحسب بامشموس, فإن رفع الجاهزية بوتيرة عالية للخدمات الميدانية على مدار 24 ساعة خلال إجازة العيد وتفعيل الخدمات الخارجية “الأقسام الخارجية” في الخطوط التي تربط بين المحافظات والمديريات مع رفدها بالدوريات المتحركة وفقاٍ للإمكانات المتاحة, كان من ضمن المهام التي وردت في الخطة.. داعياٍ المسافرين إلى الالتزام بقواعد وقوانين السير حفاظاٍ على أرواحهم وممتلكاتهم وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وتتحول أجواء العيد من فرح وابتهاج إلى حزن وألم.
واستعرضت الخطة عدداٍ من الأهداف والمهام التي تهدف إلى وضع حد للحوادث المرورية وتمنع حدوث أي اختناقات في شوارع المدن وتلك التي تربط بين المحافظات.

تصوير/ محمد حويس

قد يعجبك ايضا