المصارف والأرباح الوهمية
تتعرض العديد من المصارف والمؤسسات المالية لموجة من النقد الحاد من جانب الكثير من الدوائر بدعوى عدم تحقيق نتائج إيجابية سواء على مستوى المراكز المالية أو المحافظ الاستثمارية أو على مستوى التطور الهيكلي أو على مستوى الأرباح والأرقام الوهمية أو تحصيل الديون المتعثرة بالإضافة إلى دخول شرائح واسعة من الزبائن على هذا الخط بسبب عدم شعورهم بتحسين وتجويد وتنويع منتجاتها بالقدر الكافي ولا تلبي كافة طموحاتهم وتطلعاتهم.
وفي اعتقادي ومن هذا المنبر فإنه يتوجب على المصارف والمؤسسات المالية قاطبة البدء بالتركيز على محافظها والتعامل مع الديون المتعثرة بحكمة وتحصيل ما يمكن تحصيله وعدم الخوض بالأرقام الوهمية مع تعظيم الإيرادات وإعداد ميزانيات حقيقية من واقع أعمالها والتركيز على الأرباح الحقيقية والواقعية وعدم احتساب فوائد على الديون المتعثرة أو القيام بتمديدها بطرق التوائية مع معرفة أوجه القوة والضعف في أجهزتها الداخلية ومعالجتها إجرائيا وسياسيا ودخليا وتدريبيا.
فعلى المستوى التدريبي يتحتم التركيز على كيفية خدمة الزبائن والتدريب المكثف والمستمر لجميع منتسبيها لتفعيل مهاراتهم سواء كانوا يعملون في خدمة الزبائن بصورة مباشرة أو غير مباشرة كما يتوجب على المؤسسات المالية والمصرفية تغيير نوعية التدريب على الائتمان والعمليات الداخلية والتكنولوجية والمكننة مع تنفيذ خطط دائمة لربط كافة فروعها بشبكة اتصالات الكترونية بهدف تسيير مزيد من الأعمال الآنية واللحظية بحيث تتماشى مع أسلوب المكننة بالإضافة إلى أنه يتوجب عليها توفير أماكن عمل تليق بها وتجويد بيئة العمل التي تمكن الموظفين بمعاملة الزبائن بأساليب ترضيهم وتعظم الربحية والمنتجات المصرفية والقدرة على تحصيل الديون المتعثرة ومحاربة الانكماش الائتماني وتحسين صورتها الذهنية لدى الزبائن وكافة الدوائر.