تصاعد الرفض العربي والدولي لتهجير سكان غزة
القوى الوطنية في غزة : ترامب يعلن الحرب على الفلسطينيين.. ومصير أسرى الصهاينة مرتبطُ بسلوك نتنياهو
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
تتواصل ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية الغاضبة والرافضة لخطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي تتضمن تهجير الفلسطينيين من أرضهم بغزة وإعادة توطينهم في الأردن ومصر ودول أخرى.
وفي هذا السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أمس في كلمة القوى الوطنية والإسلامية في لقاء وطني جامع للقوى الوطنية والإسلامية في غزة، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان حرب تستهدف اقتلاع أهلنا من القطاع.
ولفت – وفقا لوكالة فلسطين – إلى أن مخططات التهجير من قطاع غزة لن تتوقف عند تهجير فلسطينيي الضفة.
ودعا، القمة العربية المقبلة لاتخاذ خطوات عملية تواجه مخططات التهجير الإجرامية، والاشقاء العرب والدول العربية والإسلامية التصدي لمخططات العدو الصهيوني ودعم صمود شعبنا.
وأوضح القيادي البطش أن اللقاء الوطني جاء رفضاً لمخططات ترامب والتهجير والحفاظ على القضية الوطنية، والدعوة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وقطع الطريق على العدو الصهيوني بتوسيع عدوانه على قطاع غزة والضفة المحتلة، وليعبر عن صوت الشعب الفلسطيني الرافض لمخططات التهجير، والتمسك بالوحدة الوطنية.
من جهتها، أكدت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أمس ، أن الشعب الفلسطيني، الذي قدم التضحيات عبر عقود لن يترك وطنه وسيبقى متجذراً في أرضه.
ومن لبنان أعلن الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون ، مجددا موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين، مؤكدا رفض لبنان طروحات تهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة.
وشدد عون، على أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في العام 2002، رافضا الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرستها قرارات الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس اللبناني أمس الاربعاء، وزير الخارجية البرتغالي باولو رينجال بحضور وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي.
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وتتمتع بوحدة أراضيها على حدود 1967م وعاصمتها “القدس الشرقية” باتت لا تحتمل التأخير أكثر.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، في العاصمة جاكرتا: إن “عدم الاستقرار في غزة والأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأوضح أن حرب الإبادة على غزة تسببت في أضرار تقدر بحوالي 100 مليار دولار.
وأضاف “يجب أن تتحمل إسرائيل قيمة الأضرار التي خلّفتها خلال 15 شهرًا من الهجمات على غزة”.
كما أكد أردوغان أن أي مقترح يُعرقل تأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967م سيؤدي إلى المزيد من الحروب وعدم الاستقرار.
وأشاد بموقف إندونيسيا تجاه القضية الفلسطينية، قائلًا: “سنواصل العمل معها لإعادة إعمار قطاع غزة”.
دوليا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاربعاء ، أن أي حل لإعادة بناء غزة “يجب أن لا يأتي على حساب عدم احترام حق الفلسطينيين والسيادة الإقليمية”.
وأوضح، أن “فلسطينيي قطاع غزة لا يريدون توطينهم في الخارج، وكذلك دول الإقليم ترفض ذلك”.
وأضاف ماكرون: “لا يمكن أن تقول لمليوني شخص، لا تنتقلوا إلى مدنكم في غزة لأن المسألة سياسية وليست عملية عقارية”.
كما اعربت الصين عن رفضها التام لما وُصف بـ”التهجير القسري” للفلسطينيين، ونقل سكان قطاع غزة إلى مناطق أخرى.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غيو جياكون في مؤتمر صحفي أمس، إن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية”، مؤكدا معارضة بلاده للتهجير القسري لأهالي غزة.
وحول محاولة العدو الصهيوني التنصل من اتفاق وقف اطلاق النار، حمل الناطق العسكري باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “أبو حمزة”، حكومة العدو تبعات التنصل من التزاماتها تجاه شعبنا المنكوب والخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار وأن مصير الأسرى لدى المقاومة مرتبطُ بسلوك نتنياهو سلباً أو إيجاباً.
بدوره، أكد وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده تدعم بشكل ثابت حل قيام الدولتين وإعادة إعمار قطاع غزة وإعطاء السلطة الفلسطينية القدرة على إدارة هذه العملية بالإضافة الى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة كما في لبنان.
إلى ذلك دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الى ضرورة إحلال السلام في فلسطين، وإنهاء العدوان الصهيوني عليه.
وقال في لقاء صحفي: “اتركوا الظلم جانبا، وضعوا حدا لمفهوم الاستعمار القديم والجديد، وليكن الحق في الوجود والتطور هو الأسمى”.
وأضاف مادورو: “نحن الآن في القرن الـ21، وليس زمن التهديدات وإمطار المساجد والمنازل بالقنابل”.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني ان معتقلي غزة ادلوا بشهادات تكشف عن المزيد من التفاصيل عن الفظائع التي ارتكبها جيش الاحتلال بحقهم، وتحديدا خلال عملية اعتقالهم، ولاحقا بعد نقلهم إلى معسكرات العدو الصهيوني وسجونه.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في بيان يوم أمس، إن هذه الشهادات جزء من عشرات الشهادات والإفادات التي حصلت عليها المؤسسات من خلال الزيارات التي جرت للعديد من معتقلي غزة على مدار الفترة الماضية، ومؤخرا تمت زيارة 18 معتقلا من معتقلي غزة في سجن النقب، ومعسكر (سديه تيمان)، أكد أحدهم أنه تم تكسير يديه والتنكيل به وهو مقيد.
وأكد البيان مجدداً، أن الجرائم والانتهاكات التي تعكسها الشهادات، لم يتغير مستواها، بل لا تزال في المستوى ذاته، ما يضاعف مستوى الخطورة على مصير الآلاف من المعتقلين، لا سيما مع مرور المزيد من الوقت على مواجهتهم لنفس مستوى الجرائم والظروف الاعتقالية، كما أن العديد من معتقلي غزة ما زالوا لا يعلمون أي شيء عن مصير عائلاتهم، بعد مضي عام وأكثر على اعتقالهم.
وأشار البيان إلى أن جرائم التعذيب لا تزال تسيطر على وقع شهادات المعتقلين، وحتى جرائم التجويع، والإذلال بأشكاله كافة، فضلا عن الظروف الاعتقالية القاسية الذي يقوم أساسها على سياسات السلب والحرمان.