الثورة /
“ما بدّنا أندومي وشوكولاتة.. بدنا خيام وكرافانات”.. بهذه الكلمات اختصر الناشط والإعلامي الفلسطيني محمود العامودي الحاجة الماسة التي يناشد أهل غزة لإدخالها للقطاع في ظل اشتداد البرد وأجواء الشتاء وانعدام المأوى لمئات الآلاف من العائلات في قطاع غزة.
وأكد العامودي أنّ البضائع والطعام والحاجات غير الأساسية متوفرة بكثرة في أسواق غزة اليوم، لكن الأشياء والأمور الأساسية التي يمكن أن تغير في حياة الناس مثل الخيام والطاقة الشمسية التي يمكن بها إعانتهم وتشغل حياتهم، والكرافانات وتجهيزات آبار الماء التي يمكن أن تصنع الحياة كل ذلك لم يدخل غزة حتى الآن.
وشدد على ضرورة إدخال الحاجات الأساسية التي يحتاجها أهل القطاع اليوم لاستعادة حياتهم ومواجهة فصل الشتاء البارد.
الإبادة مستمرة
الإعلامي أنس الشريف، أكد في منشور له على منصة إكس رصده المركز الفلسطيني للإعلام أنّ الإبادة مستمرة، فمعظم أهالي غزة ما زالوا يفترشون العراء، بينما يلجأ البقية إلى أنقاض منازل مهددة بالانهيار فوق رؤوسهم.
وأضاف “لا كهرباء منذ 15 شهرًا، لا علاج، لا مستشفيات، ولا دواء، فيما لم تدخل أي طواقم طبية لإنقاذ الجرحى”.
وتابع الشريف بوصف المشهد المأساوي: “لا خيام، لا كرافانات، ولا حتى مواد لترميم ما تبقى من المباني، ولا معدات إنقاذ لانتشال العالقين تحت الركام”.
البروتوكول الإنساني ما زال معطلاً
ورغم الاتفاقات الواضحة التي نص عليها البرتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، وضرورة إدخال المساعدات الإغاثية والإيوائية بشكل عاجل إلى قطاع غزة، إلا أن الاحتلال ما زال يماطل في تنفيذ هذا البروتوكول وتقديم عمليات الإغاثة للنازحين المتضررين، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية.
ويعاني أهالي قطاع غزة، سيما في محافظة الشمال، أوضاعًا إنسانية مأساوية، جراء الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال في المنازل والبنى التحتية، وفي ظل نقص مراكز الإيواء، والخيام، وانعدام كل مقومات الحياة.
وينص البروتوكول الإنساني على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى القطاع، لاستيعاب النازحين الذين دمر الاحتلال منازلهم، بالإضافة إلى دخول مساعدات إنسانية وإغاثية ووقود بشكل كاف بمعدل 600 شاحنة يوميًا.
ويؤكد على ضرورة إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء، وكذلك المعدات اللازمة لإزالة الركام والأنقاض.
ورغم ما نص عليه البرتوكول الإنساني، إلا أن الاحتلال ما زال يضع العراقيل ويُماطل في التنفيذ، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويضاعف معاناة أهالي القطاع، وهذا سيكون له تداعيات وآثار خطيرة وغير مسبوقة. وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
الإيواء والإغاثة والإعمار أولوية
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبد اللطيف القانوع، أمس الثلاثاء، إن اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، مشددًا على أن الحركة معنية في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار في قطاع غزة.
وأضاف القانوع في تصريحات صحفية، وصلت المركز الفلسطيني للإعلام، أن الاحتلال يعطل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار ويراوغ ويماطل في تنفيذه.
وأكد أن الإيواء والإغاثة للشعب الفلسطيني قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال، مضيفًا أن إعادة بناء المستشفيات وإصلاح الطرق وآبار المياه تعيد الحياة في غزة بعد الدمار الهائل فيها.
أوضاع كارثية
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال كارثية رغم مضي 16 يومًا على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل تعطيل سبل الإغاثة كافة تقريبًا، وعدم إدخال الاحتياجات الإنسانية الطارئة التي تمثل أولوية لأكثر من 2.3 مليون إنسان في القطاع.
وأكد أن قطاع غزة يشهد تدهورًا متفاقمًا في الأوضاع الإنسانية، وسط واقع مأساوي يعاني منه مئات آلاف المواطنين يوميًا.
وأضاف أنه على الرغم من الوعود الدولية، إلا أنه لم يُلاحظ أي تغيير ملموس في معاناة السكان، حيث تظل الاحتياجات الإنسانية الملحة دون تجاوب.
ورصد الأورومتوسطي وصول ما مجموعه 9500 خيمة فقط معظمها صغيرة الحجم رديئة الجودة.
وقدر الاحتياج الأولي نحو 120 ألف خيمة، ما يعني أن ما وصل من خيام لا يتجاوز 8% من مجموع الاحتياج الطارئ.
ويفتقر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى أماكن الإقامة المؤقتة الملائمة، نتيجة التدمير الواسع للمنازل والمباني، خاصة في شمالي القطاع ورفح، وأجزاء كبيرة من مدينتي غزة وخان يونس.
مناشدة للأردن لإعطاء الأولوية للخيام
وناشد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الاثنين الفائت، الهيئة الخيرية بالأردن بإعطاء الأولوية لإرسال خيام ومستلزمات إيواء للنازحين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم على مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية، وذلك ضمن قوافل الإغاثة القادمة.
وقال المكتب الحكومي في بيان وصل المركز الفلسطيني للإعلام: “في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجهها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ومع استمرار دخول القوافل الإغاثية مشكورة من مختلف الجهات، نؤكد على الحاجة الملحّة والعاجلة لتوفير المأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا”.
وتابع: “ندعو الإخوة في الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إلى إعطاء الأولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن قوافلهم الإغاثية القادمة، إلى جانب المواد الغذائية والإغاثية في الوقت الحالي”.
من جانبها، أكدت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أن عمليات إرسال الخيم من الأردن إلى غزة مستمرة ضمن خطة إنسانية شاملة تهدف إلى تقديم أقصى قدر من الدعم للأهل في القطاع.
وقالت الهيئة في بيان، إنها ستُرسل خلال الأسبوع المقبل 30 ألف خيمة في إطار دعم الجهود الإغاثية والإنسانية المستمرة منذ بدء الحرب على القطاع.
وبينت أنها ستتسلم خلال الأيام المقبلة عددا كبيرا من الخيم التي تبرعت بها عدة منظمات ودول، وستعمل على إيصالها إلى الأهالي في المناطق المتضررة لضمان توفير المأوى المناسب لهم في ظل الظروف الصعبة.
* المركز الفلسطيني للإعلام