قفشة تكنولوجية تطبيق كاشف الأرقام.. ضرره أكثر من نفعه

 

حسين الكدس

شهدت الآونة الأخيرة انتشارًا واسعًا لتطبيقات كشف الأرقام في اليمن، حيث يتفاخر العديد من المستخدمين باستعمالها دون إدراك مدى خطورتها على خصوصياتهم وأمانهم الشخصي، هذه التطبيقات، التي تتيح الاطلاع على بيانات وأسماء المسجلين في هواتف الآخرين، تمثل تهديدًا مباشرًا للحياة الخاصة للمواطنين، وتسبب أضرارًا اجتماعية وأمنية جسيمة.

انتهاك الخصوصية

تعتمد هذه التطبيقات على جمع البيانات من قوائم الاتصال الخاصة بالمستخدمين الذين يقومون بتحميلها، مما يسمح لأي شخص بإدخال رقم هاتف معين والاطلاع على الأسماء المسجلة به لدى الآخرين، كما أن هذه الميزة قد تؤدي إلى كشف أوصاف غير لائقة أو ألقاب مسيئة أطلقها البعض على أرقام معينة، مما يترتب عليه أضرار اجتماعية، خاصة في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني.

ومن أخطر نتائج هذه التطبيقات أنها قد تتسبب في مشاكل اجتماعية كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي اكتشاف بعض الأسماء المسيئة إلى خلافات أسرية، تصل في بعض الحالات إلى التعنيف أو الطلاق، خاصة عندما تكون النساء هن الضحايا الرئيسيات لهذا الانتهاك.

تهديد أمني خطير

إلى جانب انتهاك الخصوصية، تمثل هذه التطبيقات تهديدًا أمنيًا خطيرًا، حيث تتيح إمكانية التعرف على الأسماء الحقيقية وأعمال الشخصيات ذات الطابع الأمني أو المقاوم، مما يسهل على الجهات المعادية جمع المعلومات دون الحاجة إلى تجنيد جواسيس على الأرض.. لذا، من الضروري توخي الحذر عند حفظ أسماء الأشخاص في الهواتف، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى جهات حساسة أو يقومون بأعمال وطنية، واستبدال أسمائهم الحقيقية بأسماء رمزية لحمايتهم من أي اختراق محتمل.

ضرورة التوعية والتحذير

إن خطورة هذه التطبيقات تتطلب تكثيف حملات التوعية في أوساط المجتمع، ورفع مستوى الإدراك حول المخاطر المترتبة على استخدامها، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية، كما ينبغي العمل على حظر هذه التطبيقات والحد من انتشارها، للحفاظ على خصوصية الأفراد وحماية الأمن القومي لليمن، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب أعلى درجات الحذر في التعامل مع المعلومات الشخصية.

ختامًا، فإن حماية الخصوصية والأمن الشخصي مسؤولية مشتركة، وعلى الجميع توخي الحذر من استخدام تطبيقات قد تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، لكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تهدد حياة الأفراد وأمن المجتمع بأسره.

قد يعجبك ايضا