الثورة / هاشم السريحي
في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي وتغلغله في كافة مناحي الحياة، يواجه الكثيرون صعوبة في فهم المصطلحات المعقدة التي يتداولها المتخصصون في هذا المجال. ولمواجهة هذا التحدي، أصدر المهندس عبدالرحمن السيد كتيباً نوعياً بعنوان «مصطلحات الذكاء الاصطناعي»، يقدم فيه شرحاً مبسطاً وواضحاً لأبرز المفاهيم، ليكون دليلاً للمبتدئين والمهتمين على حد سواء.
يأتي هذا الكتيب في وقت تزداد فيه الحاجة إلى فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط للمختصين، بل لكل فرد يسعى لمواكبة الثورة التقنية الجارية. ويعرض المهندس السيد في عمله أبرز المصطلحات الأساسية التي تشكل جوهر عالم الذكاء الاصطناعي، مقدماً لكل مصطلح تعريفاً دقيقاً، مثالاً تطبيقياً، واستخدامات متقدمة له في الشركات والمجالات المختلفة.
بوابة لفهم عالم الذكاء الاصطناعي:
يتناول الكتيب مجموعة واسعة من المصطلحات، بدءاً من مفهوم «الوكيل (Agent)»، الذي يُعرف بأنه نظام ذكاء اصطناعي يقوم بمهام ذاتية لتحقيق أهداف محددة بناءً على بيانات متغيرة، مثل بوتات الذكاء الاصطناعي التي ترسل رسائل البريد الإلكتروني أو تحدد مواعيد الاجتماعات. ولا يغفل الكتيب “الأتمتة (Automation)»، وهي عملية تنفيذ المهام المتكررة آلياً دون تدخل بشري، كجدولة المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويمضي الكتيب لشرح مصطلح “التدريب (Training)»، وهي عملية تعليم نموذج الذكاء الاصطناعي عبر تزويده بكميات ضخمة من البيانات، كتدريب نموذج لتمييز صور القطط والكلاب. كما يسلط الضوء على “البيانات الضخمة (Big Data)»، تلك المجموعات الهائلة من البيانات التي لا يمكن معالجتها بالطرق التقليدية، والتي تُستخدم لتحليل سلوك العملاء، والتنبؤ بالمبيعات، وتحسين تجربة المستخدم.
ويُفصل الكتيب أيضاً مفهوم “الاستدلال (Inference)»، وهي المرحلة التي يستخدم فيها نموذج الذكاء الاصطناعي المدرب لتقديم النتائج، كاستجابة برنامج ChatGPT للتعليمات. ولا يغفل الجانب الأخلاقي للذكاء الاصطناعي من خلال شرح “التحيز الخوارزمي (Algorithmic Bias)»، والذي يشير إلى النتائج المتحيزة أو غير العادلة الناتجة عن تدريب النماذج على بيانات غير متوازنة، مثل التوصيات غير المنصفة في التوظيف.
ومن المصطلحات المبتكرة التي يقدمها الكتيب “تقنيات تقليد الأصوات (Voice Cloning)» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد أصوات مشابهة تماماً لأصوات بشرية معينة، مثل توليد تسجيل صوتي بصوت مذيع معروف. بالإضافة إلى “توليد النصوص (Text Generation)»، قدرة النموذج على إنتاج محتوى مكتوب بناءً على تعليمات معينة، و”التعرف على الصور (Image Recognition)»، قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل الصور وفهم محتواها، كما في تطبيق Google Photos.
كما يشرح الكتيب “الذكاء الاصطناعي التفاعلي (Conversational AI)»، وهي الأنظمة المصممة للتفاعل مع البشر بطريقة طبيعية، مثل روبوتات الدردشة على المواقع الإلكترونية. ويتطرق إلى “النمذجة التنبؤية (Predictive Modeling)» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالنتائج أو السلوكيات المستقبلية بناءً على البيانات الحالية. ويختتم بسرد مفهوم “الذكاء الاصطناعي المدمج (Embedded AI)»، وهو دمج الذكاء الاصطناعي داخل الأجهزة أو البرامج لأداء وظائف ذكية تلقائية، كالثلاجات الذكية التي تنبهك لاقتراب انتهاء صلاحية المخزون.
خاتمة: خطوة أولى نحو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
يؤكد الكتيب في خاتمته على أن تعلم المصطلحات هو خطوة أولى مهمة، لكن الأهم هو تطبيق ما يتم تعلمه. ويحث القراء على البدء باستخدام الأدوات المجانية، وكتابة تعليمات بسيطة، واكتشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهل حياتهم أو عملهم.
ويمثل كتيب المهندس عبدالرحمن السيد إضافة قيمة للمكتبة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويقدم أداة تعليمية حيوية تسهم في نشر الوعي التقني وتمكين الأفراد من فهم واستغلال إمكانات هذه الثورة التكنولوجية بفاعلية.