دماء الشهداء .. وقدوم الوعد الصادق (2)

د/ هشام محمد الجنيد

 

 

“زيد علي مصلح” أول شهداء المسيرة القرآنية
قال الله تعالى (… وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) “يونس، من الآية 73”. وقول الله تعالى (.. إنهم جند مغرقون) “الدخان، من الآية 24”. وقول الله تعالى (ثم أغرقنا الآخرين) “الشعراء، 66″. وقول الله تعالى (ثم أغرقنا بعد الباقين)”الشعراء، 66”.
وهو الشهيد المجاهد السيد/ زيد علي مصلح رضوان الله عليه .. هو أول شهيد مسيرة الحق القرآنية في جبال مران بمديرية حيدان في محافظة صعدة في الفترة التي بدأ فيها عباد الله المجاهدون مقاومة عدوان النظام العفاشي السابق العميل لنظام الاستكبار الأمريكي العالمي.
وقد كانت أحداث تلك الفترة هي بداية المواجهات الميدانية لستة حروب. ثم تطور الصراع وتوسع مع صهاينة العرب تحالف العدوان السعودي ومن خلفهم صهاينة أمريكا وبريطانيا الاحتلال الإسرائيلي. والحروب الستة السابقة التي بدأت أولاها 2002م ثم تحالف العدوان السعودي الأمريكي وإلى ما قبل طوفان الأقصى يمكن اعتبارها حروب تمهيدية أو مقدمة لحرب كبرى في المنطقة. والحرب الكبرى/ حرب وعد الآخرة التي هي تحت مسمى الفتح الموعود والجهاد المقدس، بدأت أولى مراحلها بسيعة اكتوبر طوفان الأقصى 2023م. وهذه الحرب تمر في مراحل وهي الأن في طور المرحلة الخامسة. وهي في تطور مستمر حسب ما يرسم ويخطط لها من غرفة العمليات المشتركة لجبهات المقاومة الإسلامية في التوسع وفي شدة الصراع وفي تنوع وقوة السلاح والأهداف. وحرب الفتح الموعود تدق طبولها على مشارف فترة قريبة. ونحن على ارتقاب اليوم الذي تأتي فيه السماء بدخان مبين. وهذه الحرب تنتهي بعون الله بنصرة المشروع القرآني. وهو الهدف الأساسي الذي بدأت نيران الحرب الأولى 2002م لأجله.
استشهد زيد العصر رضوان الله عليه في جبال مران في مديرية مران محافظة صعدة دفاعا عن مشروع المسيرة القرآنية في مواجهة عدوان أذناب قوى الصهيونية النظام العفاشي .. باع الشهيد/ زيد رضوان الله عليه نفسه وروحه الطاهرة طمعا في سبيل رضا الله .. كان رضوان الله عليه مجاهدا صادقا سعى لإعلاء كلمة الحق في مواجهة نظام دكتاتوري. وهي أعسر فترة مر بها رجال المسيرة واستمرت شدة هذه الظروف والمعاناة في الحرب الثانية. وظلت تتنامى بعون الله حتى توفقت ووقفت صامدة شامخة في وجه النظام العفاشي.
كان الشهيد المجاهد مؤمنا مواليا مسلما للسيد الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه. وهذا التسليم الإيماني يعبر عن الإيمان الحق بالله ورسوله وأولي الأمر .. يعبر عن الإيمان بالكتاب والتسليم بالمختارين لنصرة القضية العادلة. ونحن على إيمان وثقة مطلقة بالله بأن دم الشهيد القائد العظيم ودماء القادة الشهداء العظماء ودماء جميع الشهداء ودماء الأطفال والنساء في بلادنا وفي فلسطين ولبنان وإيران والعراق وسوريا، نحن على ثقة بأن دماءهم رضوان الله عليهم لن تذهب سدى .. فوالله إن هذه الدماء سيجرف الله بها عروش الأنظمة الاستكبارية في هذه الأرض. لوقوفها فاسدة، جاحدة، كافرة، ظالمة، مستكبرة، عالية، مكذبة، على ما أنزله الله على أنبيائه ورسله عليهم السلام .. سيجرف الله بها الأنظمة الاستكبارية غرقا وذلا وخزيا وهلاكا كما وقع للملأ أئمة الكفر من قوم نوح عليه السلام، ووقع لفرعون وجنوده. وربما وقع لغيرهم مع أنبياء الل عليهم السلام ولم يذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم.
وتشير معطيات هذه الحرب التي تمر بها أطراف المقاومة إلى اشتداد العذاب الأليم الواقع وتشير إلى تطور المأزق الذي يمر فيه. ومؤشرات موازية وواضحة ومبينة بمواقف العدوان في استمرار عناده وتجبره ووحشيته ومجازره في غزة ولبنان وفي عناده الواضح بتصريحاته ومفاوضاته ومواقفه السياسية .. هي مؤشرات تشير في المحصلة العامة إلى تطور الصراع وانفجاره بحرب كبرى وبهزيمة كبرى تغرق طغيانه العالمي وتغرقه خزيا وذلا. وهي على وشك الوقوع بفرعون العصر الصهيوني الأمريكي البريطاني .. مؤشرات الصراع والمواجهة تشير إلى قرب موعد عذابهم وإغراقهم المحتوم بهزيمة عالمية كبيرة تتحدث عنها البشرية. فلا حرب بعدها حتى يوم القيامة.
في هذه الحرب المرتقبة، يغرق الله جنود فرعون العصر بجنوده المجاهدين في سبيله. وتضحيات ودماء القادة الشهداء العظماء رحمة الله تغشاهم إنما هي لإتمام نور الله، ولآتمام نعمته على الناس عندما يحكم أمرهم بضوابط ونواهي وأوامر الكتاب على يد أهل التقوى أهل البيت عليهم السلام.
وحامل راية الإنقاذ,للبشرية هو من قوم محمد صلوات الله عليه وآله .. هو ولي من أسباطه .. هو قائد صالح يخلف قائد فاسد .. ويتحقق هذا الوعد بعون الله وسنده بعد إغراق الله جنود فرعون العصر أمريكا وبريطانيا بأيدي جنوده .ليدخلوا سيادة الأرض المقدسة مطأطي رؤوسهم، شاكرين لله .. هذا الوعد الصادق هو غاية وبرنامج الصرخة: “النصر للإسلام”.
هذه الغاية، هي جوهر الصراع بين جبهات المقاومة الإسلامية في المنطقة الساعية لإعلاء مشروع الحق الإسلامي، والعدوان الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي البريطاني الساعون لتثبيت مشروع الباطل الصهيوني وتمدد وحشيته وجبروته واستكباره وطغيانه في الأرض.
ولكن، بالعزيمة والإرادة والروحية الجهادية توفق بعون الله شعبنا وجيشنا بقيادتنا الثورية في الوصول إلى هذه المكانة القوية السياسية والأمنية والعسكرية، وتوفق بعون الله في تطور الأسلحة المستمرة بالتطوير، ويتوفق بسند الله في صموده وفي بسالته في الإقدام والشجاعة في المواجهات التي تقذف في قلوب العدوان الرعب بفعل الإخلاص بالعمل الجهادي وهدفه الإسلامي النابع عن أصالة الهوية الإيمانية.
هذه هي الروحية الجهادية التي حملها الشهداء ويحملها المجاهدون المرابطون المقتفون وفاء وعهدا بالمبادئ والأهداف التي جاهد لأجلها الشهداء. ولولا دماء الشهداء، لما وصلنا إلى هذه المكانة التي هزت أمريكا العدوانية وأجبرت قطعها البحرية من حاملات الطائرات وسفنها الحربية إلى تحويل مهامها من هجوم إلى هروب من البحر الأحمر والمضيق والبحر العربي في مرحلة متطورة من الصراع ومعها كذلك بريطانيا. هذا الصراع تطورت وتيرته التصاعدية وما زالت تتطور من فترة إلى أخرى، وإن تشهد أيام توقف إطلاق صواريخ ومسيرات إلى البحر، فذلك نتيجة لتطهير البحر الأحمر في تلك الأيام المتقطعة من مرور سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل وبأمريكا وبريطانيا أو مرتبطة بشركات اخترقت قرار حظر التعامل التجاري مع إسرائيل. بينما عمليات الإسناد لغزة وللبنان فهي في تطور مستمر في استهداف مواقع عسكرية وحيوية للعدوان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة.
وإلى جانب الإسناد مع غزة ولبنان، فشعبنا وجيشنا يخوض معركة حرب مباشرة مع العدوان الثنائي الأمريكي البريطاني والإسرائيلي دفاعا عن بلادنا وديننا ومقدساتنا.

قد يعجبك ايضا