واهم من يعتقد ان الميليشيات الإرهابية المسلحة في سوريا المسماة بهيئة تحرير الشام، أو النصرة، أو أيا كان اسمها هي بحق معارضة أو ينطبق عليها مصطلح المعارضة الوطنية، لأن أولئك المارقين ليسوا سوى قتلة مأجورين لا علاقة لهم لا بالدين ولا بالوطنية، خوارج هذا العصر، مرتزقة يبحثون عن المال القذر، رهنوا انفسهم وباعوا ضمائرهم لمن يدفع أكثر، وهم خليط من الخنازير البشرية، ينتمون لجنسيات متعددة، يفتقرون لأدنى درجات القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية، لا يملكون أي ايدلوجية وطنية أو دينية، عدا أنهم نعال في أقدام غيرهم يسوقونهم كالبهائم كما يريدون، غاية أسيادهم من أولئك العبيد تشويه الإسلام والمسلمين في نظر الآخرين من غير المسلمين، هدفهم سفك دماء الأبرياء، وإشاعة الفوضى، وتدمير البناء والعمران، وغايتهم رضا أسيادهم عنهم وجني الكثير من المال الحرام الملطخ بدماء الأبرياء، إذ تعمل تلك العصابات الإجرامية على تنفيذ أجندات خارجية أمريكية وصهيونية وخليجية في القتل والتدمير ونشر الرعب والخراب في أي دولة واي مكان يطلب منها ذلك، وغالبا ما تكون كل العمليات الإرهابية التي ينفذونها داخل الدول العربية، كما يحدث اليوم في سوريا وحدث من سابق في العام 2011م ابان الربيع العربي المشؤوم في كل من سوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر واليمن والصومال والسودان . وما يؤسف له أن بعض الأنظمة العربية الرسمية هي من تدعم تلك الجماعات والمنظمات الإرهابية وتغذيها بالمال والسلاح والمعلومات كالإمارات والسعودية وقطر جنبا إلى جنب مع أعداء الأمة من الأمريكان والإنجليز والفرنسيين، واليهود بشقيهم الديني والايدلوجية الصهيوني، وهذا ما أكده واعترف به دون حياء أو خجل رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حينما قال ان قطر والسعودية اتفقتا أثناء الربيع العبري في العام 2011 م على صيد سوريا غير أن تهاوشهم (اختلافهم لجشعهم) على الفريسة سوريا ضاعت منهم أثناء ذلك التهاوش، مضيفاً ليس عندنا ثأر مع الرئيس بشار الأسد فهو كان صديق لكل الخليجيين، ويعترف حمد بن جاسم بقوله لقد لعبنا دورا كبيرا في تدمير مصر وسوريا وليبيا واليمن بأوامر أمريكية، وأشار حمد بن جاسم أيضا ان ما أنفق على الحرب في سوريا من يوم انطلاقها إلى حد الآن تجاوز 137 مليار دولار، مبيناً أن أمراء التنظيمات الإرهابية المسلحة استغلوا وفرة الأموال فأصبحوا من أصحاب الملايين . وقد ارتبطت أهمية سوريا السياسية والاقتصادية طوال تاريخها بمركزها، إذ أنها ملتقى لثلاث قارات وثقافات عدة، وتعد سوريا بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي محورا للتجارة العابرة بين العديد من بلدان الشرق الأوسط، كما انها عامل حيوي في تحديد السياسة والصراع العربي الإسرائيلي، ناهيك عن خصوبة أرضها الزراعية، وثروتها النفطية والغازية الهائلة وما تملكه أيضا من ثروة معدنية ثمينة مما جعل سوريا محط أطماع الشرق والغرب . فالإرهاب الدولي الذي ينهش سوريا منذ العام 2011م هو نفسه الإرهاب الذي تتعرض له اليوم والأعداء هم الأعداء، ولم تتعرض دولة لإرهاب كما تعرضت له الشقيقة سوريا . ورغم تلك المؤامرة الخبيثة التي حيكت ضدها ودخول دول عربية ودولية كأمريكا وفرنسا وتركيا وإسرائيل في حلبة التآمر والصراع على سوريا لم يجن أعداؤها الا الخزي والعار، فقد فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق ما كانوا يصبون اليه وتقسيم سوريا والنيل من خيراتها، بفضل الشرفاء من أبناء سوريا شعبا وجيشا ورئيسا . وكما ذاق أعداء سوريا مرارة الخسارة والهزيمة بالأمس البعيد سيذوقونها في الحاضر والمستقبل المنظور وسترتد الكرة عليهم وأسلحتهم في نحورهم .