فرش سجادة الصلاة وتيمم القبلة التي يرتضيها لا التي أمر الله بها، رفع العلم الإسرائيلي وسلاحه أمامه ووقف بين يدي الله متضرعا خاشعا يطلب العون والمدد لكي يقتل أكثر قدر من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء .
فالأوامر صارمة من قادة الصهاينة بقتل المؤمنين الموحدين من أتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين؛ هؤلاء جنود يحملون أسماء عربية ويفهمون بعض تعاليم الإسلام، لكن اللب والنخاع قائم على ممارسة جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية كواجب ومهنة وإيمان ويقين.
أما المطلوب فهو الفتك بالعزل والأبرياء من النساء والأطفال وذلك حتى لا يطالبوا المجرمين بإعادة حقوقهم المسلوبة والمغتصبة أرضا وعرضا ومالا وثروة، تسفك دماؤهم وتسرق أرضهم وتصادر حقوقهم، لأن اليهود والنصارى احتلوا أرض فلسطين بموجب القوة والإجرام والخيانة والعمالة .
أترى من يفعل ويرتكب كل هذه الجرائم لديه ضمير أو عقل أو أي معنى من معاني الإنسانية؟ وذلك لأنهم تربوا على الإجرام كعقيدة “دم لفطير بني صهيون”، والأدهى والأنكى أن تجد طائفة تدعي الإسلام وتقاتل المسلمين ومعظم أبنائها جنود في صفوف جيش الاحتلال.
في بداية الدعوة الإسلامية، حينما دعا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قومه وعشيرته إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان، استنجد كفار قريش بأحبار اليهود على أنهم أهل كتاب وعندهم علم بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسلوا وفدا من كبارهم وحكمائهم، وهنا زود اليهود حلفاءهم بأسئلة لا يجيب عليها إلا نبي، وقالوا لهم إن أجابكم عنها فهو نبي مرسل وإن لم يجبكم عنها فهو كاذب ومدّعٍ، فافعلوا به ما شئتم.
قدموا أسئلتهم إليه صلى الله عليه وآله وسلم، فأجابهم كما حكاه القرآن الكريم في سورة الكهف، ازداد المشركون عناداً وجحوداً، وكتم اليهود الحق وهم يعلمون قال تعالى((الذين ءاتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)) “البقرة:146”.
مرة أخرى أراد الكفار أن يستوثقوا من اليهود قبل أن يحاربوه وذهبوا إلى اليهود يسألونهم: أديننا خير أم دين محمد؟، فأجابوهم بما يحقق رغباتهم وهو شن الحرب والقضاء على المسلمين قال تعالى((الم ترالى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين ءامنواسبيلا)) “النساء:86”.
جمعوا أحلافهم ليقضوا على الإسلام والمسلمين، إجراءات متكررة في مسارات التاريخ القريب والبعيد، والاختلاف فقط في من يتقدم المعركة وعناوينها وهي اليوم أكثر شمولا من السابق وبأساليب حديثة ومتطورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وثقافيا ودينيا وأخلاقيا.
حرب عسكرية واستخباراتية، تشمل الحصار والتجويع والقتل والإبادة، تستهدف إخضاع الذين لا يتبعون مناهجهم ولا ينفذون توجيهاتهم ولا يطبقون قوانينهم، من انحلال وإجرام ورذيلة، في غزة وفلسطين واليمن ولبنان وقبل ذلك العراق وأفغانستان، سلسلة من الجرائم لن تنتهي طالما أن هناك صراعاً بين الحق والباطل أخبر الله عنه رسوله والمؤمنين فقال((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)).
لقد توزعوا الأدوار والمهام فيما بينهم، فالحلف الإعلامي العربي، والعبري، يشيد ببطولات القتل والإبادة للأطفال والنساء، العربي يصفهم بالإرهابيين والعبري يقول إن المقاتلين من حماس احتموا خلفهم وبذلك دمروا معظم مباني غزة تدميرا كاملا وأبادوا عشرات الآلاف من النساء والأطفال والعُزل، ومع ذلك فالمقتول في نظرهم مجرم وإرهابي والقاتل والمجرم داعية سلام .
الدعم والإسناد للقتلة والمجرمين مكفول من الإمارات والسعودية ومصر والأردن وتركيا وغيرها من الدول الشقيقة ومن دول الحلف الصليبي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا وكندا وغيرها سرا وعلانية، أما التكاليف فسيتم تسديدها من ثروات العرب التي لدى الغرب طوعا أو كرها، وأيضا فقد تكفل المتحالفون بدعم الجيش الصهيوني بالمرتزقة والمجرمين وكل ذلك من أجل القضاء على المجاهدين الصابرين في غزة وفلسطين ولبنان واليمن.
حاصروا اليمن برا وبحرا وجوا وشنوا عليه الحرب وفرضوا التعتيم الإعلامي، والآن يمارسون ذلك على غزة ولبنان وكل ذلك من أجل عدم إثارة الرأي العام العربي والعالمي حين يشاهد أبشع جرائم ترتكب في حق الأطفال والنساء والأبرياء، وكأنه لم يكفهم أن يقتلوهم جوعا وعطشا ومرضا، فأضافوا إلى كل ما سبق استخدام أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.
العالم كله يندد بجرائم الاحتلال الصهيوني والحلف الصليبي، أما بعض الزعماء العرب فإنهم لا يمانعون من نقل الفلسطينيين إلى أي مكان حتى يكمل الصهاينة مهمتهم في تدمير غزة، فهم شركاء في حصار وقتل الفلسطينيين، عندما يغلقون المعابر ولم يسمحوا بدخول المساعدات الإنسانية إليهم حتى يأذن لهم العدو الصهيوني بذلك، وأما الانفاق فإنها -حسب تصريحات وزير الخارجية المصري- تم تدميرها بالكامل، مع تكفل دولة مصر بإدانة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو المحتل هناك.
أما السعودية فأميرها “الصغير” ينظر إلى إسرائيل على أنها شريك وحليف استراتيجي، لكن عليها قبل ذلك أن تقضي على كل فصائل المقاومة، وحسب تصريحات الشهيد القائد حسن نصرالله، السعودية طلبت من أمريكا اغتياله مع تكفلها بتسليم كل التكاليف من أجل ذلك، وحينما قالت أمريكا إنها ستكلف إسرائيل بذلك، رفض الجانب السعودي لما تترتب على ذلك من تبعات في استقرار المنطقة، بخلاف ذلك إن تم الأمر بواسطة الأمريكان .
الإمارات قطعت أشواطاً متقدمة في دعم وإسناد اليهود سرا وعلانية، بل إنها النموذج الذي يحتذى في تسخير كل إمكانياتها لخدمتهم، وقد يصل الأمر إلى المشاركة معهم وتيسير الجسور البرية والجوية لتأمين كل الاحتياجات اللازمة للعدو وحتى في المحافل الدولية، صوت الإمارات يمثل حماية المصالح اليهودية ويدين المقاوم الفلسطيني واليمني واللبناني، وما يريده اليهود سيتم توفيره على حساب بن زايد طالما أنه مطلب لمواجهة الإسلام وحرب المسلمين.
وهناك الأردن التي تساهم في الحصار على غزة ومنع إمدادات الغذاء والدواء وعلى استعداد لإسقاطها من الجو إلى البحر، وفي الجانب العسكري يعمل النظام الأردني على منع وصول الصواريخ والمسيَّرات إلى الأراضي المحتلة، كي لا يصيب الكيان المحتل أي أذى .
هذه الأحلاف بالإضافة إلى الأحلاف الدينية والإعلامية التي وصلت في سفاهة القول حداً يفوق الوصف ويؤكد إلى أي مدى وصل الذل والهوان والخيانة والعمالة.
لقد انسلخ الإجرام عن كل صفات الإنسانية، ما جعل اليهود متمادين في ارتكاب الجرائم وممارسة الإبادة بحق كل شيء حتى الحيوانات يتم قتلها .
وما ذنب الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وحتى المجاهدين عندما يقتلهم العدو الصهيوني لا لشيء إلا لأنهم يرفضون التخلي عن وطنهم وتسليمه لليهود كي يستوطنون فيه ويستعبدون أهل فلسطين ويعملون على تدمير مشاريع النهوض والتحضر، وصدق الله القائل((ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والآخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)) “البقرة-217”. .