الثورة نت/..
تُشير البلاغات العسكرية الرسمية من محاور القتال في قطاع غزة أن الحرب العدوانية التي يشنها جيش العدو الصهيوني على القطاع ليس فقط لم تفلح في كسر إرادة تشكيلات فصائل المقاومة الفلسطينية، بل أنها أججت تصميمها على إتمام معركة “طوفان الأقصى” بصورة جعلت من الصعب على الكيان الغاصب تحقيق أهدافه بشكل كامل أو حتى تحصيل صورة نصر.
ويؤكد مشهد هذه البلاغات أنها تحمل في مضامينها إصراراً من الفصائل الفلسطينية على التمسك بالأرض والمواجهة، وكأن المقاومين لم يتعرّضوا طوال عام كامل لعدوان مستمر، ولم يخوضوا عشرات المواجهات البرية القاسية التي استنزفت قدراً كبيراً من إمكانياتهم العسكرية وذخرهم البشري.
ولعل أبرز ما يدلل على ذلك هو قيام مجاهدي المقاومة الفلسطينية بتبني تكتيكات قتالية لها علاقة باستنزاف قوات جيش العدو الصهيوني وإرهاقه عبر أعمال هجومية كالإغارات السريعة والتركيز على الكمائن المركبة، فضلاً عن استهداف نقاط تمركز قوات جيش العدو الصهيوني في أماكن وجوده والعمل على طرده منها.
فعلى مدى الأيام الأربعة الماضية تتوالى الأخبار عن الأحداث الأمنية الصعبة حسب وصف العدو، نتيجة استهدافات المقاومة الفلسطينية، بشتى الطرق والوسائل باستخدام أسلحة القنص والرشاشات والعبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ.
ففيما تتواصل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، تمضي المقاومة الفلسطينية في تصديها للقوات المتوغلة في كافة محاور القتال بقطاع غزة.
واليوم أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنها استهدفت آليتين لجيش العدو بعبوتي “شواظ” وقذيفة “الياسين 105” شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأضافت القسام في بلاغ عسكري: إن مقاتليها فجروا منزلا مفخخا تحصن بداخله عدد من جنود العدو شمال معسكر جباليا في شمال القطاع وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
كما أعلنت القسام في بلاغ آخر، أنها استهدفت دبابتين بقذيفتي “الياسين 105″، فجر أمس الجمعة، شمال معسكر جباليا في شمال القطاع.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن إسقاط مسيرة صهيونية من نوع “كواد كابتر”، وسيطرت عليها أثناء تنفيذ المسيرة مهام استخبارية في سماء شمال قطاع غزة.
كما أعلنت سرايا القدس عن إسقاط مسيرة “كواد كابتر” أخرى أثناء تنفيذها مهام استخبارية في سماء مدينة غزة.
وكانت كتائب القسام، أعلنت أمس الجمعة، عن قنص جندي صهيوني واستهداف آليات عسكرية شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى ناقلتي جند لجيش العدو بقذيفتي “الياسين 105″ و”تاندوم” بالإضافة لجرافة عسكرية من نوع “دي 9”.
وقد أقر جيش العدو الصهيوني، أمس، بمصرع ثلاثة من جنوده في معارك مع المقاومة الفلسطينية .
ومن هنا فإن الأداء الميداني المفاجئ لفصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية لا يشير فقط إلى قدرة المقاومة على التعافي المستمر وحرمان العدو من الوصول إلى حالة السبات الدفاعي المقاوم، إنما أيضاً إلى الدائرة المفرغة التي يدور فيها جيش العدو منذ أكثر من عام كامل.
وهذا ما دفع الخبير العسكري الصهيوني إسحاق بريك، إلى المطالبة بإنهاء الحرب، لأن عمليات الجيش الصهيوني وخسائره بعد ستة أشهر قادمة من القتال أو حتى عام كامل، لن تغير من واقع الأمر شيئاً.
وعلى خطّ مواز، وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية يؤكد الباحث البارز في في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني في “تل أبيب” عوفر شيلح أن الكيان الصهيوني يواجه خطر الغوص في مستنقع غزة في المستقبل المنظور .
ويقول الخبراء والمختصون: إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تسير بنسق منضبط ولا تتعامل بردات الفعل، بما لا يعطي للاحتلال تحقيق أهدافه وتبقي على حالة الاستنزاف قائمة لأطول فترة ممكنة وهو ما يوصل الكيان الصهيوني لقناعة أنه لا يمكن أن يمرر مخططاته.
كما تشي بلاغات فصائل المقاومة الفلسطينية عن عملياتها بأنه ما يزال هناك لديها القدرة على المناورة من خلال مباغتة جيش العدو الصهيوني بالكمائن والهجمات السريعة ، ما يعني فعليا أنها استعدت للتكيّف مع حرب استنزاف طويلة الأمد