الصندوق‭ .. (‬مديون‭)‬¿

محمدالنظاري –

صندوق‭ ‬رعاية‭ ‬النشء‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬منقذا‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضيين‭ ‬ومنذ‭ ‬صدوره‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1996م‭ ‬ذلك‭ ‬الصندوق‭ ‬الذي‭ ‬عده‭ ‬البعض‭ ‬الدجاجة‭ ‬التي‭ ‬تبيض‭ ‬ذهبا‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬والهام‭ ‬فيمها‭ ‬نظر‭ ‬إليه‭ ‬البعض‭ ‬بكونه‭ ‬البقرة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬ينقطع‭ ‬حليبها‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬ورياضي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭.‬
قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬الصندوق‭ ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬الموكلة‭ ‬لها‭ ‬مثل‭: ‬دعم‭ ‬رياضة‭ ‬الناشئين‭ ‬والمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬الرياضية‭ ‬واتحاد‭ ‬الطب‭ ‬الرياضي‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬إصابات‭ ‬الملاعب‭ ‬‭ ‬وتسطير‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الشبابية‭ ‬وكذا‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬المرافق‭ ‬الرياضية‭ ‬والشبابية‭ ‬وصيانتها‭ ‬وتوفير‭ ‬مستلزماتها‭ ‬مع‭ ‬منح‭ ‬الحوافز‭ ‬والجوائز‭ ‬التشجيعية‭ ‬للمبرزين‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الشبابي‭ ‬والرياضي‭.‬
إن‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬أنشئ‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الصندوق‭ ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬مراحل‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تلاشى‭ ‬في‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭: ‬لماذا‭ ‬أخفق‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماته‭ ‬تجاه‭ ‬تحقيق‭ ‬كافة‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬شرعها‭ ‬له‭ ‬القانون¿‭ ‬الإجابة‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الأخت‭ ‬نظمية‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ -‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭- ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الثورة‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الإدارات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬على‭ ‬الصندوق‭ ‬أحدث‭ ‬عجزاٍ‭ ‬كبيراٍ‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الصندوق‭ ‬بما‭ ‬يساوي‭ ‬ملياراٍ‭ ‬وسبعمائة‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭- ‬أي‭ ‬نصف‭ ‬ميزانيته‭ ‬السنوية‭- ‬تقريباٍ‭.‬
والأعجب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬احتياج‭ ‬الصندوق‭ (‬الممول‭) ‬لاقتراض‭ ‬مبلغ‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬ريال‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قول‭ ‬مديرة‭ ‬الصندوق‭ ‬ومن‭ ‬من¿‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬كمران‭. ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أنها‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الصندوق‭ ‬بحسب‭ ‬قرار‭ ‬إنشائه‭ ‬بواقع‭ ‬خمسة‭ ‬ريالات‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬علبة‭ ‬سجائر‭ ‬مصنعة‭ ‬محلياٍ‭ ‬أو‭ ‬مستوردة‭ ‬‭ ‬وخمسة‭ ‬بالمائة‭ (‬5%‭) ‬تضاف‭ ‬على‭ ‬ضريبة‭ ‬القات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬رسم‭ ‬بمبلغ‭ ‬خمسة‭ ‬ريالات‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬كيس‭ ‬من‭ ‬الأسمنت‭ ‬عبوة‭ (‬50‭) ‬كجم‭ ‬مصنع‭ ‬محلياٍ‭ ‬أو‭ ‬مستورد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الكميات‭ ‬المستوردة‭ ‬حين‭ ‬وصولها‭ ‬عبر‭ ‬البنوك‭ ‬المختصة‭.‬
إن‭ ‬ما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬الصندوق‭ ‬أمر‭ ‬مؤسف‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضيين‭ ‬المبدعين‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2007م‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2011م‭ ‬وانظروا‭ ‬معي‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬للمكافأة‭ ‬طعم‭ ‬عندما‭ ‬تتأخر‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭. ‬لو‭ ‬كان‭ ‬وضعها‭ ‬البطل‭ ‬من‭ ‬يومه‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬استثمرها‭ ‬لصارت‭ ‬اليوم‭ ‬أضعافاٍ‭ ‬مضاعفة‭ ‬ولكنه‭ ‬بالكاد‭ ‬خسر‭ ‬نصفها‭ ‬جرياٍ‭ ‬وراء‭ ‬أمنية‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭.‬
الأمر‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬الأستاذ‭ ‬معمر‭ ‬الارياني‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مساءلته‭ ‬عن‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬حرصه‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مهامه‭ ‬ولمسه‭ ‬الجميع‭ ‬نتعشم‭ ‬منه‭ ‬سرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬للصندوق‭ ‬احترامه‭ ‬لدى‭ ‬الرياضيين‭ ‬وحسناٍ‭ ‬فعل‭ ‬حين‭ ‬أقر‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬صندوق‭ ‬رعاية‭ ‬النشء‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬الأخير‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬النسبة‭ ‬المستقطعة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬الصندوق‭ (‬30%‭) ‬لصالح‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬أنشئ‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الصندوق‭ ‬‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مالية‭ ‬مصغرة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬المالي‭ ‬والمحاسبي‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬للمراجعة‭ ‬التفصيلية‭ ‬لكافة‭ ‬بنود‭ ‬مشروع‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬للصندوق‭ ‬لعام‭ ‬2012م‭.‬
جميل‭ ‬أن‭ ‬يبدي‭ ‬معالي‭ ‬الوزير‭ ‬تفهمه‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬والإبداعات‭ ‬الشبابية‭ ‬والرياضية‭ ‬واستيعاب‭ ‬كافة‭ ‬المتطلبات‭ ‬اللازمة‭ ‬للعمل‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬بروح‭ ‬جديدة‭ ‬عنوانها‭ ‬المشاركة‭ ‬والتعاون‭ ‬وفتح‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والآفاق‭ ‬الرحبة‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬وفهم‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬رفعة‭ ‬وتقدم‭ ‬الوطن‭ ‬وصناعة‭ ‬مستقبله‭ ‬المشرق‭.‬
ولكن‭ ‬الأجمل‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬الجميع‭ ‬لمساعدة‭ ‬الوزير‭ ‬وإدارة‭ ‬الصندوق‭ ‬للارتقاء‭ ‬بعملهما‭ ‬وعدم‭ ‬إدخالهما‭ ‬في‭ ‬احراجات‭ ‬مستمرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوساطات‭ ‬لإجبارهما‭ ‬على‭ ‬تسخير‭ ‬أموال‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬شرعها‭ ‬القانون‭.‬
من‭ ‬المساوئ‭ ‬التي‭ ‬ابتلي‭ ‬بها‭ ‬الصندوق‭ ‬تعيين‭ ‬مدراء‭ ‬تنفيذيين‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يشغلون‭ ‬مناصب‭ ‬رؤساء‭ ‬اتحادات‭ ‬عامة‭ ‬ولا‭ ‬أعني‭ ‬بالتحديد‭ ‬الأخت‭ ‬نظمية‭ ‬لكنها‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬فالصندوق‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تفرغ‭ ‬تام‭ ‬وإلى‭ ‬حيادية‭ ‬مطلقة‭ ‬وشاغل‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الاتحادات‭ ‬يكون‭ ‬واقعاٍ‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭ ‬إما‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬اتحاده‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإدارية‭. ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المالية‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يحرم‭ ‬اتحاده‭ ‬ليقال‭ ‬عنه‭ ‬أنه‭ ‬عادل‭ ‬ومنصف‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬حنفية‭ ‬الصندوق‭ ‬مفتوحة‭ ‬لاتحاده‭ ‬مما‭ ‬يحرم‭ ‬بقية‭ ‬الاتحادات‭ ‬الأخرى‭.‬
الأخت‭ ‬نظمية‭ ‬مجتهدة‭ ‬ومثابرة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أنها‭ ‬أيضاٍ‭ ‬امرأة‭ ‬وبيتها‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬رعايتها‭ ‬له‭ ‬والأولى‭ ‬بها‭ ‬لو‭ ‬تعطي‭ ‬لغيرها‭ ‬إدارة‭ ‬اتحاد‭ ‬المرأة‭ ‬وذلك‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬لها‭ ‬وللاتحاد‭. ‬وحتى‭ ‬تنظر‭ ‬للجميع‭ ‬بعين‭ ‬واحدة‭… ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬

قد يعجبك ايضا